في بلادنا يمكن أن تُسجن لتغريدة، ويمكن أن تُحكم بالمؤبد لقصيدة، ويمكن أن تـُكّفر للتعبير عن رأيك، لكن عندما تقتل ابنتك تدفع ديّتها وتنجو.
في بلادنا يُسجن المفكر، ويُحاسب المدوّن، ويُراقب الصحافي، ويُكـّفر الكاتب، بينما يُسامح شيخ دين امتدح تنظيم القاعدة الذي أحل سفك دماء المسلمين وغيرهم.
في بلادنا يُغتال الأديب والفنان، يحارب الرسام ويُنكّل بالعالِم، لكن تبقى جيوش الظلام ليبثوا سمومهم بيننا.
في بلادنا تُقطع رؤوس تماثيل المفكرين والفلاسفة والمبدعين، بينما تظل رؤوس «أينعت وحان قطافها» ولا يجرؤ أحد على قطفها.
في بلادنا نسمي هذه «ثورة» وتلك «اضطرابات»، وأخرى «إرهاب».. حسب مذاهب من يقوم بها.
في بلادنا نقيم الدنيا ولا نقعدها إن جرح او أهين أو قتل احد من «قبيلتنا/ عائلتنا/ ديننا/ مذهبنا»، لكن ما ان ندرك أنه لا «يخصنا».. حتى ننسى أمره.
في بلادنا نتغافل عن قول شيخ دين «إن الحاكم غير مستوفٍ شروط الولاية»، فقط لأنه شيخ دين، لكننا نحاكم شابا لتغريدة كتبت اعتباطا.
في بلادنا نسامح من نريد، ونغفر لمن نريد، بينما نشكك في اعتذار وتوبة من لا نريد.
في بلادنا ينشغل رجال الدين بكل ما يقمع المرأة، ويتركون حقوقها وحقوق الطفل والفقير والضعيف، لمن يهمه الامر.. (إن وجد).
في بلادنا يوقعون على معاهدات حقوق الإنسان، بينما يعيش الآلاف من الناس من دون حقوق ولا هوية ولا كينونة، تحت مسميات عنصرية أبشعها «البدون».
في بلادنا يدّعون الرحمة والرعاية للطفل وحقوقه، بينما تجده يعمل في السخرة حالما يستطيع الوقوف على قدميه.
في بلادنا لا يرون في المرأة إلا جسدها، وجهها، صوتها، كف يدها، كحل عينيها، غافلين عن فكرها وعقلها.
في بلادنا نعيش في الماضي تحت حكم الأموات، ونمتثل لأوامر ساكني القبور.. ولا عزاء لمستقبلنا.
في بلادنا نطالب بتطبيق أحكام ديننا على من لا يتبعه، بينما عندما نعيش في الغرب نرفض قوانينهم ونحاول فرض شرائعنا عليهم.
في بلادنا يقبع المفكرون والعلماء وصفوة المجتمع خلف القضبان، بينما الأشرار طلقاء يعيثون في الأرض خرابا.
في بلادنا نرفض الوحدة الوطنية بذريعة انها تخالف الشريعة الإسلامية، متناسين أننا نعيش مع مختلف الأديان والمذاهب والقوميات على أرض واحدة.
في بلادنا نحتفي بالموت، بالحروب وحتى بالهزائم (بعد إعادة تسميتها)، ونحارب من يحتفي بالحياة.
في بلادنا هناك الكثير من الحقد، من الغضب، من الدم.. والقليل القليل من الحب.
كاتبة كويتية
d.moufti@gmail.com
في بلادنا..!
طبعا انا اظن انك تقصدين بلاد العرب ككل في مقالك لذلك ادعمك واؤيدك ولو انني كنت اود لو كنت متوازنه في ضرب الأمثلة. فقط وليس حصرا كان بإمكانك ان تشملي مع الشيخ المؤيد للقاعدة ايضا الملالي والمعممين للفيالق والاحزاب الشيعية المتطرفة التي تقتل على الهوية والمؤيده والتي تدعم انظمة دموية..فقط للتنبيه لتكوني موضوعية مستقبلا لأن الشيخ مفهوم عام لدى السنه فقط ولم اسمع بالشيعة ينادون رجال دينهم بالشيوخ بل اما ملالي او ايات او طلاب!
كذلك كان بامكانك في فقرة “العيش في الماضي” التشديد على مسألة تقديس الأشخاص الأحياء منهم والأموات وتعذيب النفس من اجلهم!!
دمتي بخير