راما أبو رمحين – السويداء
تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي فيديو مسرب للشيخ وحيد البلعوس يلقي فيه كلمة في إحدى قرى جبل العرب أمام العديد من الأهالي، وبصحبة بعض من “رجال الكرامة”، وذلك إثر مقتل الشاب ثائر الهادي بعد اختطافه من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية.
وحسب ماجاء في الفيديو أن الشيخ وحيد البلعوس يهيب بأهالي الجبل ليقفوا موقف كرامة إزاء ماتتعرض له السويداء من حوادث خطف من قبل مسلحين انتهى معظمها بمقتل العشرات من شباب السويداء، ناهيك عن ابتزاز أهالي المخطوفين بدفع مبالغ باهضة بلغت مئات الملايين من الليرة السورية.
والملفت في الفيديو المسرب عن الشيخ البلعوس بأنه ومن خلال كلمته يؤكد على مواقف العزة والكرامة لأهالي الجبل عبر تاريخهم، ويتفرد بصفة الكرامة وهي مايريدها لأهل السويداء حسب توصيفه “فإما كرامة تحت التراب أو كرامة فوق التراب”.
كما أكد بأنه لاشيء يمكن أن يذل أهالي السويداء لاحوادث الخطف ولاحتى الأحوال المعيشية القاسية في تلميح منه بأن النظام وراء ذلك حيث يقول “مابدنا لامازوت ولابنزين ولاغاز من عند الإرهابيين وبواسطة المتاّمرين من المسؤولين بهالدولة”.
وأوضح البلعوس بأن لامطمع لأهالي السويداء بكرسي سلطة أو منصب، وإنما فقط يفضلون العيش بكرامتهم، والذود عن وطنهم سوريا في إشارة منه لرفض أهل السويداء، ومشايخ الكرامة التحاق أبنائهم في صفوف النظام الذي يقتل المدنيين ويدمر المدن “لو معتدي فايت بجيوشه عالبلد إلنا الشرف تسيل دماؤنا بالقامشلي”.
ومن الجدير بالذكر بأن هناك اّراء مختلفة حول علو سيط الشيخ البلعوس، واتساع قاعدته الشعبية، حيث يرى بعضهم أن لاتاريخا اجتماعيا أو سياسيا أو دينيا للبلعوس يؤهله لأن يحصد كل هذا الضجيج الإعلامي والاجتماعي.
بينما يرى البعض أن لاحاجة للتاريخ بهذا المعنى لبروز أية شخصية يكفي الموقف الوطني والأخلاقي حتى تلتف الناس حوله، ويصر أصحاب هذا الرأي على أن الشيخ البلعوس يتعرض لهجمة شرسة للنيل من سمعته في محاولة لحرقه اجتماعيا ودينيا وبالتالي سياسيا، كان اّخرها صفحة انشأت عالفيس بوك وتحمل اسم خال البلعوس وتم فبركة شعار لها علم اسرائيل.
وكان لاّخرين رأي ذهب أبعد من ذلك وهو: أن لايمكن لظاهرة كظاهرة الشيخ البلعوس أو “مشايخ الكرامة” أن تكون موجودة خارج إشراف السلطة أو موافقتها على الظاهرة بأقل حال، فكيف لفئة أن تحمل بذور المعارضة أو الاختلاف على أقل تقدير ويتسنى لها التحرك بحرية وبسلاحها أحيانا على مرأى الجميع ؟ وكيف لها أن تعتلي المنابر الاجتماعية خارج رغبة أو موافقة أو تواطؤ السلطة، ويذهب أصحاب هذا الرأي إلى افتراضية تقول: أن ظاهرة مشايخ الكرامة وعلى رأسهم وحيد البلعوس هي نواة لتشكيل ميلشيا درزية مسلحة على غرار حزب الله لبناني ويدرك النظام كيفية توظيف هذه الميلشيا في المستقبل.
يبقى ما سبق اّراء لتبقى الحقائق مرهونة بالقادم من الأيام.
نقلاً عن موقع “زمان الوصل” السوري