تعرضت مصر أثناء حرب غزة الأخيرة لحملة كراهية شرسة بقيادة “إمبراطورية” قطر “العظمى” وذراعها الطويل قناة لهلوبة الفضائية، والتى تفوقت على اللسان الطويل لأحمد سعيد فى مصر “صوت العرب” (أيام أمجاد يا عرب أمجاد)، لأنها الآن تعمل بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة.
ولقد تساءلت لماذا إصرار قطر “العظمى” على عقد قمة عربية غير قانونية – لن تجدى؟ (سواء كانت قانونية أم غير قانونية). أما كان الأجدر والأجدى بقطر أن تطلب من قادة القواعد الأمريكية الكبرى الموجودة فى قطر على مرمى حجر من الشباك البحرى لمقدم برنامج الشريك المخالف (قاسم السماوى) أن يحركوا بعض طائراتهم لمساعدة منكوبى غزة ولو بإلقاء المساعدات الغذائية والطبية جوا رغم أنف السلطات المصرية (البايخة) والتى تصر على عدم فتح حدودها سداحا مداحا، وتصر مصر بمنتهى الرذالة أن تتصرف كدولة وليست كمليشيا وتطلب تأشيرات دخول لأراضيها. تصورا رذالة مصر، آل إيه عاوزين تأشيرات وتفتيش شنط وعفش وكلام فاضى من ده، وما زاد وغطى أن مصر (الوحشة والكخة) تصر على إيقاف التهريب عبر الأنفاق “الثورية” و “الجهادية” والتى تتقاضى حماس رسوما على التهريب فى الإتجاهين. ما علينا، كان من الممكن للقوات الأمريكية المرابطة فى قطر أن تطير فوق غزة وتلقى كل المساعدات الممكنة، وكان من رابع المستحيلات أن تتصدى إسرائيل لطائرات أمريكية.
وبسذاجة شديدة كنت أتساءل: يا ترى .. يا هل ترى؟ لماذا تصر قطر على تواجد أكبر القواعد الأمركية على أراضيها؟ إلا إذا كان هدفها :”هدفا ساميا”ألا وهو حماية المصالح العربية، لأننى لا أتخيل أن قطر تحاول أن تحمى المصالح الأمريكية فى المنطقة (لا سمح الله)، وخاصة أن لسان حالها (لهلوبة الفضائية) تلعن سنسفيل أمريكا يوميا وأصبحت الناطق الغير رسمى بإسم أعدى أعداء أمريكا “مشايخ الجهاد” مثل “الشيخ” إسامة بن لادن و”الشيخ” أيمن الظواهرى. لذلك تساءلت عن سر تقاعس قطر عن تكليف الطائرات الأمريكية على أراضيها بالقيام بتلك المهمة الإنسانية الجليلة بتوصيل الأغذية والأدوية إلى منكوبى غزة؟ ولكن تساؤلى أجيب عندما علمت من مصادرى الخاصة أن بطارية بعض الطائرات الأمريكية كانت فاضية، وطائرات أخرى كانت فردة الكاوتش اليمين نايمة!! لذلك لم تتمكن من الطيران للأسف، واستبعدت تماما الإشاعات التى أطلقها بعض المصريين “الخونة” من أن قطر مالهاش كلمة على القواعد الأمريكية لديها ولا تعلم ما يدرى داخل تلك القواعد. ما علينا لولا البطاريات الفاضية وفردة الكاوتش النايمة لأدت قطر خدمة إنسانية عظمى لأهالى غزة رغم أنف إسرائيل ومصر “المتواطئة” معها!
…
ورجعت إلى التاريخ كى أتعلم منه وأعرف فيم أخطأت مصر فى حق العرب وفلسطين:
هل أخطأت مصر عندما أقامت جامعة الدول العربية، وإتخذت من القاهرة مقرا لها فى منتصف أربعينيات القرن الماضى؟
هل أخطأت مصر عندما دعا ملك مصر والسودان جلالة الملك فاروق الأول، لأول قمة عربية فى مدينة أنشاص المصرية؟
هل أخطأت مصر عندما نصح رئيس وزراءها الفلسطينيين (فى الثلاثينيات قبل قرار تقسيم فلسطين بمدة طويلة) بأن يتفاهموا مع اليهود فى فلسطين قبل أن تقوى شوكتهم ويطالبوا بدولة؟ فإتهم وقتها بالخيانة (كالعادة)!!
هل أخطأت مصر عندما اشتركت فى حرب فلسطين دفاعا عن فلسطين (وليس دفاعا عن مصر)، تلك الحرب العشوائية والتى لم يستعد لها أحد؟
هل أخطأت مصر عندما لم تطلب المساعدة العربية أثناء العدوان الثلاثى عام 1956 ؟عندما هاجمت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل (مرة واحدة)، ولم تولول مصر وقاومت العدوان قدر إستطاعتها عسكريا وشعبيا وسياسيا، ولم توجه مصر أى لوم ل “الأخوة” العرب واللذين لم يرسلوا إلى مصر ولو بندقية صيد على سبيل الدعم، وتم إنسحاب المعتدين بفضل الرئيس الأمريكى المحترم أيزنهاور والإنذار الروسى، وليس بفضل الدعم العربى!
هل أخطأت مصر عندما أرسلت قواتها لليمن لدعم حركتها “الثورية” وساعدت فى تحرير (حضرموت) اليمن الجنوبي؟
هل أخطأت مصر عندما ساعدت الثورة الجزائرية ضد فرنسا؟
هل أخطأت مصر عندما كانت ترسل مجانا المدرسين والكتب المدرسية والأقلام و “الأساتيك” إلى بعض البلاد العربية؟
هل أخطأت مصر عندما ساعد المدرسون والمهنسون والأطباء والقضاة المصريون بناء البنية التحتية والمؤسسات لكثير من الدول العربية وساعدوا فى تحويلها من مرحلة القبيلة إلى مرحلة الدولة؟
هل أخطأت مصر عندما فتحت أبواب جامعاتها للطلبة العرب للتعليم بدون مقابل فى فترة الخمسينييات والستينييات؟ بل وكانت تعطى بعضا منهم مرتبات شهرية!
هل أخطأت مصر عندما حركت قواتها وأغلقت البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية عام 1967 لتخفيف الضغط عن سوريا ولتجنيب سوريا ما قيل وقتها (حسب المخابرات السوفيتية) أنه غزو إسرائيلى محتمل؟
هل أخطأت مصر عندما تحملت هجرة ملايين المصريين من مدن قناة السويس أثناء حرب الإستنزاف إلى داخل مصر حرصا على سلامة المدنيين، بدلا من أن تختبأ بينهم القوات المصرية كما يفعل البعض؟
هل أخطأت مصر عندما دافعت عن نفسها وعبرت قناة السويس فى اكتوبر عام 1973 وتمكنت من تحقيق أول هزيمة لجيش إسرائيل الذىكان لا يقهر؟ ورأينا أرتال الأسرى من الجنود الإسرائيليين لأول مرة على شاشات التليفزيون المصرى؟
هل أخطأت مصر عندما لم تطالب بحصة فى الإرتفاع الخرافى فى أسعار البترول بفضل حرب أكتوبر، والتى لولاها لظل سعر البترول يترواح حول ثلاثة دولارات للبرميل؟
هل أخطأت مصر عندما رفعت أعلامها مع أعلام فلسطين وسوريا والأردن على مائدة المفاوضات بفندق مينا هاوس عام 1978 فى أحضان الأهرامات العظيمة؟ وظلت مقاعدهم خالية.
هل أخطأت مصر عندما أصرت قبل التوقيع على إتفاقية كامب دافيد مع إسرائيل على أن تنص الإتفاقية على أن ينال الفلسطينييون حق تقرير المصير فى خلال خمس سنوات من تاريخ توقيع الإتفاقية؟ ولو وافق الفلسطينيون على ذلك لكان لهم دولة منذ 25 عاما بدون أى مستوطنات.
هل أخطأت مصر عندما سامحت الدول العربية التى قاطعتها وإتهمتها بالخيانة وبيع القضية وطردتها شر طردة من جامعة الدول العربية ؟
هل أخطأت مصر عندما تبنت مع باقى الدول العربية المبادرة العربية وهى أقل كثيرا بما حققته مصر للفسطينيين فى كامب دافيد؟
هل أخطأت مصر عندما وضعت أسماء مصرية عربية على أول جائزة نوبل للسلام، وأول جائزة نوبل للأدب، وأول جائزة نوبل فى العلوم؟
هل أخطأت مصر عندما تصدت لتحقيق التهدئة والوفاق الفلسطينى.. الفلسطينى؟ وداخ السيد عمر سليمان السبع دوخات بين فتح وحماس وإسرائيل لتحقيق الوفاق والتهدئة؟
هل أخطأت مصر عندما أعلنت المبادرة المصرية ونجحت فى تحقيق وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل فى محاولة لوقف المذابح الإسرائيلية بالرغم من كل الإهانات التى تتعرض لها على كل الشاشات العربية، وكأن هناك ماسورة إهانات إنفجرت فى الفضاء ونزلت مخلفاتها على رأس مصر والمصريين!!
وبعد كل هذا، هل نستطيع أن نلوم بعض المصريين اليوم عندما يرفعون شعار”مصر للمصريين”؟
samybehiri@aol.com
ايلاف
فيم أخطأت مصر فى حق العرب وفلسطين؟لا نريد الشكر ولكن نريد المحبهشكرا لموضوعك الرائع وفعلا كلام كله صحيح مائه فى المائه. مصر هى اقوى دوله عربيه ولديها جيش واسلحه لا توجد فى اى دوله وهى الدوله العربيه الوحيده القادره على طرد اسرائيل وامريكا من الوطن العربى وانا متاكد ان مصر هى التى ستفعل ذلك ولو فى المستقبل البعيد كما فعلت فى طرد كل قوه عظمه دخلت واحتل الوطن العربى سابقا لكى يضاف الى تاريخها بطولات اخرى. وبمناسبه هذا الكلام احب اقول ان تاريخ مصر مشرف لها وكان من الاجدر ان تحمى مصر قطر والخليج الذين لا يمتلكوا جيوش بقواعد مصريه… قراءة المزيد ..
فيم أخطأت مصر فى حق العرب وفلسطين؟ماهذا التناقض العجيب في مواقفكم؟ عكسية 180 درجة!. قبل عدة سنوات كنت حلفاء لجبهة اخرى ضد الشعب الفلسطيني , و قبل شهر كنت متحمسين لحماس التي تخدم مصالح ايران في المنطقة, ضد عرب فتح, انتم دائما مع اسرائيل , حماس, جهاد…. , أي في كل الحالات ضد أي شىء المهم ان يكون عربي , مواقفكم تترنح تتناقض , لم تتغير استراتيجية الكراهية للآخر رغم انكم تكتبون في موقع عربي وليس اسرائيلي او ايراني و باللغة العربية , وليس المصرية , رغم تغير كل شىء في العالم, امركم عجيب !اعيدو قراءت مقالكم السابق, هل انتم… قراءة المزيد ..
فيم أخطأت مصر فى حق العرب وفلسطين؟
مقال متهندس و كلام مظبوط و مفحم يخرس كل الألسنه الحاقده الغبيه و ما أكثرهافى عالم العربان هذه الأيام
الأغلبيه الصامته فى مصر تعرف تماما طبيعه الأعراب الناكره للجميل و المتشوقه لتصيد الأخطاء لمصر بسبب عقده النقص اللى حارقاهم. صحيح ان ربنا اراد لمصر ان تكون افقر منهم و لكنه ميزها عنهم بالأصاله و التاريخ و الحضاره و المواهب البشريه.
هجوم الكراهيه اللى حصل أخيرا يؤكد حقيقه ما يشعر به معظم المصريين اللى طفح بهم الكيل من تصرفات اخوتنا فى العروبه
فيم أخطأت مصر فى حق العرب وفلسطين؟أقدر ما يقوله الأخ الكاتب سامي البحيري هناولكن لابد من توضيح أمرين وردا على عجالة في مقاله: الأول بتساؤله:”هل أخطأت مصر عندما لم تطلب المساعدة العربية أثناء العدوان الثلاثى عام 1956 ؟” مصر لم تطلب المساعدة العربية ولكن العرب هبوا لمساعدتها فهل تستطيع أن تتناسى يا أخ سامي كم من سقط من الشهداء السوريين دفاعاً عن مصر؟ ألا يعني لك شيئاً اسم السوري جول جمال من مدينة اللاذقية والذي قام بعمل بطولي ضد المدمرة جان بار؟ وأما الثاني في سؤال: “هل أخطأت مصر عندما رفعت أعلامها مع أعلام فلسطين وسوريا والأردن على مائدة المفاوضات… قراءة المزيد ..