موسكو- مقابلة أجرتها جريدة “لوموند”
عمل الدكتور في الكيمياء “فيل ميرزيانوف في “معهد الدولة للإبحاث حول الكيمياء العضوية والتكنولوجيا” في موسكو من العام ١٩٦٥ حتى العام ١٩٩٢. وتم اعتقاله في ١٩٩٢ بعد نشره مقالاً انتقد فيه المجمع العسكري-الصناعي الروسي واتهمه بخرق معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية، ثم أطلق سراحه بعد أشهر. ثم اعتُقِل مجدداً في العام ١٩٩٤، وتمت تبرئته مجدداً. وهو يعمل في “برنستون” بالولايات المتحد منذ العام ١٩٩٦.
* هل روسيا هي التي زوّدت سوريا بقدراتها العسكرية الكيميائية؟
– في نهاية سنوات الثمانينات، قام الإتحاد السوفياتي بتسليم العراق وسوريا كميات كبيرة جداً من الأسلحة الكيميائية المتطورة. ولا نعرف ماذا حلّ بالأسلحة التي تسلّمها العراق. وقد تم تسليم المواد الكيميائية مع وسائل استخدامها (مقذوفات مدفعية، وقنابل، وصواريخ). كما تم ارسال مدرّبين إلى البلدين.
وبعد انهيار الإتحاد السوفياتي في العام ١٩٩١، استمرت روسيا في تدريب السوريين في معاهدها وفي الأكاديميات العسكرية في موسكو. إن الجنرالات والضباط السوريين المتخصصين بالأسلحة الكيميائية تدربوا في مؤسسات روسية. إن أعمال تدريب السوريين استمرت بعد سقوط الإتحاد السوفياتي.
وفي العام ١٩٩٣، وقعت الحكومة الروسية إتفاقية لتأسيس مركز لمكافحة التلوث الكيميائي في سوريا. والحقيقة هي أن الإتفاقية المذكورة كانت “غطاءً”، لأن المستشار الرئيسي للمركز من الجانب الروسي كان الجنرال أناتولي كونتسيفيتش (كان نائب قائد قوات الأسلحة الكيميائية السوفياتية- “الشفاف”)، الذي تمت ملاحقته قضائياً في العام ١٩٩٤ لأنه أرسل إلى سوريا، بطريقة غير مشروعة، كل ما يلزم لتصنيع غازات أعصاب وغازات تصيب بالشلل من نوع “سارين” و”سومان”. ثم توقفت الملاحقة القضائية. واحتفظ الجنرال كونتسيفيتش بمنصبه كمستشار للمركز السوري بعد تسريحه من الجيش الروسي.
لا أعتقد أن التعاون الروسي -السوري حول الأسلحة الكيميائية قد توقف. وحتى في يومنا هذا، فإن طلاباً سوريين موجودون في المعاهد الروسية المتخصصة بالكيمياء.
* هل يمكن أن يكون الثوار السوريون قد استخدموا او حتى صنّعوا أسلحة كيميائية؟
– السلاح الكيميائي ليس للهواة. وحدها القوات التي يقودها ضباط مدربون تدريباً جيداً تستطيع استخدام هذا السلاح.
إن الثوار السوريين غير قادرين على استخدامه، ولم يحصلوا على تدريب لاستخدامه، ولا يعرفون كيفية استخدامه بطريقة آمنة ومع اتباع كل الإجراءات الضرورية لدى استخدامه.
* في روسيا، يشاع الآن أن الغاز الكيميائي الذي تم استخدامه في سوريا جاء من ليبيا أو من المملكة العربية السعودية، فهل هذا معقول؟
– هذه روايات موجّهة للذين لا يعرفون شيئاً عن الموضوع! فالسعودية لم تستخدم السلاح الكيميائي في يوم من الأيام. وفي ليبيا، حيث استخدم الجيش الإيطالي غاز الخردل في سنوات الثلاثينات من القرن الماضي، فإن البلاد لم تحصل على أسلحة كيميائية في الحقبة الأخيرة.