قسم لا بأس به من الناس الذين تظاهروا في يوم 14 آذار العظيم في شوارع لبنان يعتقدون أن “الأميركان” هم الذين أرغموا الديكتاتور السوري على سحب جيشه من لبنان! جيفري فيلتمان، أبرز ممثّل لـ”الأميركان” في تلك اللحظة التاريخية يؤكّد للبنانيين أنهم “هم”، وليس “الأميركان”، من صنع معجرة 14 آذار التي هزّت الشرق الأوسط!
في اللحظة التاريخية الراهنة، ومع بوادر عودة نفوذ الديكتاتور السوري إلى لبنان، فلا بأس أن يتذكّر شعب 14 آذار أنه قادر، مجدّداً، على صنع المعجزة مرّات أخرى! حتى لو تساقط جنرال، أو بك، أو شيخ، أو زعيم..!
للتاريخ، جيفري فيلتمان نقل لبعض قيادات 14 آذار، في الليلة السابقة للتظاهرة التاريخية، أن “معلوماته تفيد” أن قائد الجيش في حينه (العماد ميشال سليمان) لن يُطلِقَ النار على المتظاهرين!
جماعة “شكراً لسوريا الأسد” يكنّون حقداً لا حدود له على جيفري فيلتمان! اللبنانيون يحتفظون له بتقديرهم وامتنانهم لأنه، في لحظة تاريخية حاسمة و”دقيقة”، وقف إلى جانب اللبنانيين الوطنيين والديمقراطيين.
فيلتمان” و”ميليس” إسمان “أعجميان” فضّلهما اللبنانيون على ممثلي “العجم” الذين وقفوا ضد استقلال بلادهم.. وانهزموا”!
*
جنى عساف – واشنطن
«العلاقات الأميركية اللبنانية» كانت عنوان لقاء دعا اليه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير جيفري فيلتمان مع عدد من ممثلي الفاعليات اللبنانية الاغترابية في الولايات المتحدة في مقر وزراة الخارجية الأميركية في واشنطن.
ولئن حمل اللقاء صفة «النقاش الصباحي» كما جاء في نص الدعوات التي وجهت إلى الحاضرين، إلا أن البارز أن النقاشات تشعبت – وبعيدا عن التغطية الإعلامية – لتتطرق إلى ملفات تخطت العلاقة الأميركية اللبنانية لتبحث موضوع تسليح الجيش اللبناني، ومقاربة الإدارة الأميركية للبنان وشعبه في الوقت الراهن، وإلى نقاشات أخرى تحدثت عن سوريا والمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وفق ما كشفت للديار مصادر في اللوبي اللبناني شاركت في الاجتماع ولخصت بدورها ما دار في هذا اللقاء الذي تتفرّد «الديار» في نشره.
بداية كما تقول هذه المصادر، بدأ السفير فيلتمان الإجتماع بتقديم المحاورين عن الجانب الأميركي وهم السفيرة الأميركية الجديدة للبنان مورا كونيللي التي وصفها بأنها «صديقة عزيزة»، حيث علمت الديار أنها ستصل بعد أيام إلى بيروت لتستلم مهامها الجديدة، وكذلك حضر مسؤول ملف منطقة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض دان شابيرو ومساعد وزير الدفاع لشؤون المنطقة كولن كاهل. وشارك عن الجانب اللبناني ممثلون عن الاتحاد الماروني العالمي و«اللجنة اللبنانية – الاميركية لمتابعة تنفيذ القرار 1559» و«المجلس العالمي لثورة الارز» وممثلو مختلف الاحزاب والتيارات السياسية اللبنانية في العاصمة واشنطن، وسواهم من فعاليات الاغتراب وأعضاء اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة.
وقد توقف المجتمعون لحظة دخولهم إلى المبنى المخصص للإجتماع في مقر وزارة الخارجية الحاضر ، أمام جدارية كبيرة مرسومة باليد على الحائط الرئيسي للقاعة حملت رسم العلم الأميركي إلى جانب أرزة وشعار «الحرية او الموت» وهي كانت بمثابة الحاضر الأبرز داخل جلسة الحوار.
وافتتح فيلتمان الإجتماع بتقديم السفيرة الأميركية الجديدة في لبنان للمجتمعين، وقال إن الواضح بالنسبة إليه ان العلاقة الأميركية اللبنانية هي الأقرب إلى قلبه، مؤكدا أن التزام الولايات المتحدة بسيادة لبنان والديموقراطية فيه يبقى أولوية عندها.
وأضاف فيلتمان ودائماً كما كشفت مصادر اللقاء للديار، أن الإدارة الأميركية تعمل باتجاه تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وجدد التأكيد أن هذه الجهود باتجاه السلام الشامل لن تكون على حساب لبنان بما في ذلك موضوع اللاجئين الفلسطينيين.
كما أكد فيلتمان على التزام الولايات المتحدة لناحية تذكير الكونغرس الأميركي بأهمية دعم لبنان، تحديدا لناحية لبنان القوي والآمن.
من كان يعتقد أن الانسحاب السوري من لبنان سيحصل؟
وبحسب المصادر ذاتها فإن فيلتمان أكد أن الإدارة الأميركية تسعى إلى شراكة قوية مع الحكومة اللبنانية.
ثم طرح عدد من أعضاء الوفد اللبناني مخاوف اللبنانيين من شبح عودة أنظمة لتتدخل في شؤون لبنان، وهنا حذر فيلتمان من انقسام اللبنانيين وقال إن ما يراه أن اللبنانيين منقسون بعمق. وقال إنه لا يعود على الولايات المتحدة أن تتخذ القرارات عن لبنان، مؤكدا أن الولايات المتحدة تعمل من أجل لبنان ولكن ليس لتتدخل بشؤونه. وأكد أن للبنانيين عادة سيئة بالنظر دائما إلى خارج لبنان.
إلا أن فيلتمان أثنى في المقابل على الإرادة اللبنانية، وقال في هذا الإطار أن «إرادة اللبنانيين تستطيع أن تفعل المستحيل». وفي السياق نفسه قال فيلتمان إنه عاد إلى ملاحظات دوّنها بنفسه تذكر فيها أنه في 12 آذار 2005 كان يتحدث إلى تيري رود لارسن حول المدى الذي سيبلغه إنسحاب السوريين إذا قرروا مغادرة لبنان وكان التوقع يومها أنهم سينسحبون إلى حد أقصى إلى البقاع، إلا أن التظاهرة الكبيرة للشعب اللبناني الذي نزل إلى بيروت أفضت إلى الانسحاب السوري من كامل لبنان، وهنا تقول المصادر إن فيلتمان كان يسأل حينها من كان يعتقد أن الانسحاب السوري من لبنان سيحصل، موضحا أن إرادة اللبنانيين وحدهم أفضت إلى هذا الأمر.
وفي موضوع التطورات في جنوب لبنان ولا سيما ما حصل عند نقطة الحدود قال فيلتمان إن الاشتباكات التي وقعت في منطقة العديسة في 3 آب الماضي أظهرت أن الوضع خطير بشدة، وأن هذه الأحداث ذكرت الجميع بأن الوضع في الجنوب ممكن أن يتدهور بسرعة، وأكد أن الولايات المتحدة تدرك خطورة الوضع وأن قوات الطوارئ الدولية أجرت نقاشات مع الطرفين على الحدود، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تبحث في ما يمكن القيام به لتطبيق هذا الجزء من القرار1701.
أما السفيرة الأميركية الجديدة في لبنان فقد شددت على أن أهم جهود تبذلها الولايات المتحدة هي ابقاء لبنان مستقر، وأشارت إلى أن أبرز ما في الأجندة التي تحملها معها هو التركيز على زيادة المساعدات الأميركية للجيش اللبناني.
شابيرو: استقرار لبنان ينعكس
على استقرار المنطقة
من ناحيته تطرق دانييل شابيرو في مداخلته، وفق ما ذكرت المصادر نفسها للديار، إلى المفاوضات التي رعتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الأسبوع الماضي بين رئيس السلطة الفلطسينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقال إن هذا الجهد يمثل الخطوة الأولى ولكن ليس الوحيدة.
واكد أن الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية على صعيد ملف السلام هي من أولوياتها، وأشار إلى أن الجميع يرى الفوائد التي يمكن أن تقدمها للبنان.
وأضاف شابيرو أنه بالنسبة للولايات المتحدة إن هذه الجهود هي البداية التي تحمل الأمل، مؤكدا على التزام الإدارة الأميركية بمواصلة هذه الجهود، وبتوسيعها لتشمل في أحد الأيام لبنان.
واكد شابيرو أن دعم الولايات المتحدة لاستقرار لبنان ينعكس على استقرار المنطقة والعكس صحيح.
ومن ناحية أخرى ركز شابيرو على ضرورة دعم القرارين 1559 و1701، وقال الا سيادة للبنان من دون القرار من دون القرار 1559.
وقال إن الولايات المتحدة ملتزمة بتحسين العلاقة مع سوريا تدريجيا، إلا أنه شدد أن ذلك لن يكون على حساب لبنان.
كما أكد أن واشنطن تعارض حيازة ايران السلاح النووي، وتعمل على ابقاء علاقاتها القوية مع حلفائها في المنطقة مثل الاردن ومصر.
أما بالنسبة إلى لبنان فقد حذر شابيرو من المرحلة الصعبة التي يمر فيها لبنان، وفق مصادر المجتمعين.
وقال شابيرو في معرض تقديمه لبرنامج المساعدات الأميركية للبنان، أن هذا البرنامج يعني بالتحديد أن يبقى لبنان خاليا من عناصر الإرهاب.
مساعد وزير الدفاع: ملتزمون دعم الجيش
من ناحيته أكد مساعد وزير الدفاع لشؤون المنطقة كولن كاهل إن الولايات المتحدة تعمل كل ما في وسعها لمواصلة مساعدتها للجيش اللبناني.
وقال «إن دعمنا للجيش اللبناني هو مركزي إلى حد كبير»، وأضاف أن علاقة الولايات المتحدة العسكرية مع لبنان هي قوية وهي مستمرة بالقوة أكثر.
وعدد كاهل الوجوه التي تشملها المساعدات الأميركية للجيش ومنها عمليات مكافحة الارهاب، ضمان حماية وأمن الحدود، تقديم انواع عدة من الآليات، برامج التدريب.
وأكد ان الولايات المتحدة تسعى إلى تقوية علاقتها مع الجيش اللبناني، وانها تنتظر في المقابل أن تقدم مؤسسة الجيش استراتيجية وطنية تحدد فيها حاجياتها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستساعد بشكل كبير لمطابقة الموارد المتوافرة.
وردا على اسئلة حول موضوع تسليح الجيش اللبناني وتهريب السلاح في لبنان، اثنى فيلتمان على الجيش اللبناني وذكّر ان مع بدء الحرب الأميركية في العراق كان بارزا أن لبنان لم يشهد تسلل مسلحين عبر حدوده وذلك بفضل جهود الجيش اللبناني.
فيلتمان: إرادة اللبنانيين وحدها أفضت إلى الإنسحاب السوري الكامل من لبنان!فاروق عيتاني — farouk_itani@live.com أتذكر جيدا ما حصل في 14 اذار 2005. كان الاتجاه السياسي الدولي قبله، مطالبة سوريا بالانسحاب الى الجبل- ضهر البيدر. ثم انقلب الوضع نتيجة قيام تللك الكتلة التاريخية الشعبية اللبنانية. الا انه للاسف كانت فقط من الخارج تشبه الكتلة التاريخية الشعبية، فانفرط عقدها فس اقل من شهر. حصان طرواده(ميشال عون) هو المسؤول ومعه عقلية اغلب الموارنة؟ ام وليد جنبلاط و رغبته في فتح علاقة مع حزب الله؟ ام سعد الحريري وعدم ادراكه لضرورة الحسم حينها؟ لا أعلم ولكنني أعلم ان لبنان اضاع فرصة العمر في ان… قراءة المزيد ..