– تفضلي يا دلع.. هاتي ما عندك.
(الله.. الاخ رفع الكلفة)
– حضرتك تعرف اسمي كمان؟
– طبعا.. أنت تشتميننا وتؤذيننا دائما على حيطان «فيسبوك» وتغريدات «تويتر» وقد وصلتنا رغبتك في مقابلة زعيم عربي على فنجان قهوة.. تفضلي.. ها أنت في حضرة الزعيم.
– سيادة الزعيم.. أولا شكرا لك ولكل الزعماء العرب لصدوركم الرحبة و«تحملكم» لنا طوال هذه العقود.
– نادني من دون كلفة.. زعيم فقط، ثم نحن دائما قلوبنا مفتوحة لشعوبنا.
– (يا راااجل)..! طيب يا زعيم.. هو سؤال واحد «قاعد على قلبي».. هل عندك علم بكل ما يجري في بلدك ولشعبك؟
– طبعا.. طبعا. أنا عندي أناس متخصصون في تقصي الأخبار ونبش الأنباء واختراع الأحداث، وكتابة التقارير وجلب المعلومات عن كل صغيرة وكبيرة.
– لم أقصد هذا يا سيدي.. هؤلاء نعرفهم وحفظناهم عن ظهر قلب ويمكننا ان نلتقطهم من بين الألوف من الناس من طريقة لبسهم، كلامهم، نظراتهم، انتفاخ الزاوية السفلى من معاطفهم.
– اذا ماذا تقصدين؟
– أقصد الأمور الصغيرة التي لا ينقلها لك هؤلاء المعاونون: مطالب الشعب، هموم الناس، أنين الضعفاء، بكاء الامهات، صراخ الأيتام، عدد المعتقلين في سجونكم، تهمهم، مدة محكومياتهم؟
– ما هذا الكلام؟ انت تكررين الافتراءات ذاتها التي تنقلها الجهات الاجنبية والانظمة الامبريالية، والمواقع الخبيثة على الانترنت التي تخرب عقولكم. أنا – كما تعرفين – حاكم عادل، وشعبي انتخبني بنسبة لم يحققها أي حاكم في العالم. انظري كيف ينظمون لي القصائد ويلحنون الأغاني ويرفعون صوري في كل بيت ودكان ومؤسسة.
– وهل تصدق أنت هذا الكلام يا سيدي؟ هل تصدق أن هناك انساناً بكامل قواه العقلية يمكنه أن ينزع صورة ابنه «الشهيد»، ليضع صورتك مكانها ان لم يكن مجبرا على فعل ذلك؟
– اسمعي يا بنت.. قبل هذا الذي تسمونه «الربيع» كان الجميع متفقين على حبي، الكره ممنوع في بلدنا، لكني وأسرّك القول، بدأت أسمح لعدد معين ألا يحبوني، وهذه أهم خطوة في برنامج الاصلاح الذي أنجزه.. تصوري حاكماً محبوباً مثلي يسمح للبعض أن يكرهه وعلى مزاجه.
– وماذا انت فاعل تجاههم؟
– سأتركهم «يتفزلكون» بعض الوقت.. تسلية يعني. لكن أريد أن أفهم لماذا يشغلك من يكرهني ولا تفكرين بأعداد المؤيدين الهائلة.؟ هل رأيت آخر تظاهرة موالية لي حينما ظل الشباب يرقصون من أجلي حتى الصباح؟ قولي لي ماذا أفعل، هل أسمع كلام هؤلاء أم أولئك النفر القليل؟
(الأخ يريد مشورتي >!!
– يا سيدي الزعيم كرمك ذبحنا، وعدلك أتعبنا، وحبك لنا وخوفك علينا اخجلنا، واصلاحاتك التي بدأتها، سنسأل أحفاد أحفادنا عن نتائجها باذن واحد أحد. بس أين القهوة؟
● (كنت قد نشرت على تويتر طلباً لأي زعيم عربي أن يدعوني لشرب فنجان قهوة وللحديث معه في بعض الامور، وعندما لم تتم تلبية طلبي. رحت أهلوس).
d.moufti@gmail.com
كاتبة كويتية