د. ناجح إبراهيم هو أحد مؤسّسي الجماعة الإسلامية بمنطقة الصعيد بمصر. وكان قد أفرج عنه من السجن بعد مشاركته في “المراجعات” الفكرية للجماعة.
*
ـ وكأنه كتب على الحركة الإسلامية ألا
تراوح مكانها حتى تعود إلى النقطة التي
بدأت منها .. ولا تنتقل إلى المربع واحد ..
حتى تتقهقر سريعا ً إلى المربع صفر
.. أو إلى خلفه فى بعض الأحيان .. ولا تكاد
تخرج من معركة خاسرة حتى تدخل فى
أخرى .. وكأنه قد كتب علينا الألم والعنت
والشقاء إلى ما لا نهاية .. فإذا أردت
أن تسأل عن سر هذه المقدمة فتابع أخبار
المعركة التي دارت رحاها طوال ستة أشهر
بين منظمة فتح الإسلام .. والجيش
اللبناني .
ـ فاليوم … واليوم فقط .. انتهت معركة فتح
الإسلام مع الجيش اللبناني فى مخيم
نهر البارد الفلسطيني على الأرض
اللبنانية .. وكما كان متوقعا ً من الجميع
إسلاميين وغير إسلاميين .. انتهت المعركة
الغير متكافئة بالهزيمة العسكرية
لمنظمة فتح الإسلام .. وياليت الأمر
ينتهي عند هذا الحد المأساوي .. كلا والله
لقد خلفت المعركة مئات القتلى والجرحى
من الطرفين ..
ـ وخلفت وراء الدماء والغبار والأشلاء
آثارا ً بعيدة المدى .. لا تكاد تلتئم
إلا بعد سنوات طوال ..
ـ إن المشكلة الحقيقية فى أحداث فتح
الإسلام ومخيم نهر البارد تكمن فى أن فتح
الإسلام لم تستفد شيئا ً من دروس صبري
وشاتيلا وأيلول الأسود .. وكذلك طرد وقتل
الفلسطينيين فى مخيماتهم فى الأردن ..
ويؤسفنى أن العلمانيين الفلسطينيين
استفادوا من هذه الدروس أكثر من
الإسلاميين ..
ـ فهذا هو مخيم نهر البارد وهو من أكبر
المخيمات الفلسطينية فى لبنان قد دمر
تماما ً .. ويحتاج بناؤه إلى مليارات
الدولارات لا يمكن الفلسطينيون المحاصرون
هنا وهناك منها شيئا ً .. وخلفت أيضا ً
تصفية كل ما هو اسلامى وديني فى
المخيمات الفلسطينية بعد ذلك .. مع
السيطرة الكاملة للعلمانيين على المخيمات
الفلسطينية وخلقت العداوة بين دولة
لبنان والفلسطينيين عامة والإسلاميين منهم
خاصة ..وأعطت انطباعا ً خاطئا ً عن
الإسلام والمسلمين لدى اللبنانيين عامة
والجيش اللبناني والحكومة خاصة ..
ـ قد يسارع بعض الإسلاميين إلى اتهام
الجيش اللبناني فى كل هذا الخراب والدمار
والقتل الذي لحق بالمخيم .. وذلك
لاعتقاده أن الإسلاميين منزهون عن كل خطأ ..
ومبرأون من كل عيب .. حتى لو كان هذا العيب
بعيدا ً عن مرجعيتهم العظيمة وهى
كتاب الله وسنة نبيه ” صلى الله عليه وسلم
” ..
ـ مثل أن يكون تصرف إخوة فتح الإسلام
بعيدا ً عن الحكمة.. وتعوزه الحنكة ..
وأنه كان غائبا ً تماما ً عن قياس
المصالح والمفاسد ومجافيا ً لسنن الله فى
كونه ومخالفا ً لسنن الصحابة الأول
مهاجري الحبشة فى ديار غيرهم ..
ـ لقد فعلت منظمة فتح الإسلام كل ما
يستوجب أن تفتح عليها النيران من كل الجهات
بلا رحمة ولا هوادة .. فهي التي بدأت بعمل
تفجيرات لا داعي لها فى لبنان التي
آوتها وأكرمته ..
ـ ولم تكتف بذلك بل قامت بسرقة بنوك
لبنانية كثيرة بحجة تمويل الجهاد الفلسطيني
.. وهذا حرام شرعا ً .. والغاية النبيلة لا
تبرر الوسيلة المحرمة .. ثم لما قام
الجيش اللبناني بعمل كمين للقبض على
هؤلاء الإخوة وقتل منهم أحدهم .. قامت فتح
الإسلام على إثرها بعمل عدة كمائن للجيش
اللبناني وقوات الأمن اللبنانية وأحدثت
فيها نكاية شديدة .. ثم لجأت إلى المخيم
مما أدى إلى حصاره وتبادل الرصاص بين
المتحاربين .. وذلك أدى إلى مقتل قرابة
مائة وعشرين ضابطا ً وجنديا ً من الجيش
اللبناني وإصابة مئات آخرين غيرهم ..
وقتل عدد كبير غير معروف من فتح الإسلام
..
ـ قد يقول البعض لا تلوموا فتح الإسلام
فإنما كانت تهدف إلى إقامة دولة إسلامية
فى لبنان .. فنقول لهم هذا كلام أقرب إلى
المراهقة الفكرية والسياسية بل
والدينية أيضا ً ولا ينطلي على طفل صغير
.. أو شاب مبتدئ فى الحركة الإسلامية
.. ولنا أن نتعلم من خبرة حزب الله
السياسية .. فهو دائما ً يعتبر نفسه جزء ً
من لبنان وليس كل لبنان .. ولا يطمح أبدا ً
للإنفراد بالسلطة فى لبنان أو حتى
أن يكون على رأسها .. رغم أنه لبناني
الجنسية وله من القدرات والإمكانيات
والدعم الإقليمي ما ليس لفتح الإسلام ..
ـ قد يقول البعض لا تلوموا فتح الإسلام
لأنها كانت تريد تحرير فلسطين ودعم
الجهاد فيها .. فنقول لهم .. إن تحرير
فلسطين هدف عظيم .. ولكنه لن يتم
بالاقتتال الداخلي بين المسلمين .. ولن
يبدأ على حساب تدمير دولة أخرى … ولن
يبدأ هكذا من لبنان .. وكان على فتح
الإسلام أن تتعلم من حزب الله وحماس ..
حيث يرفضان دوما ً استخدام سلاحها فى وجه
مواطنيهم .. رغم كثافة وقوة سلاحهما
..
ـ وهل ستتحرر فلسطين بتدمير مخيمات
أبنائها .. وتمزيقهم وتشتيت أسرهم .. وجعلهم
دوما ً مشردين من مكان إلى مكان .. حتى فى
بلاد الشتات لا يجدون راحة أو لحظة
صفاء .. ولكن هذه المرة ليس بيد إسرائيل
ولا الحكومات العربية ولكن بيد منظمة
فتح الإسلام ..
ـ ألم يقرأ قادة فتح الإسلام من قبل سنة
الصحابة من مهاجري الحبشة فى ديار
غيرهم .. هل نازعوا النجاشي حكمه .. هل
قتلوا أحدا ً من رعيته أو جنده .. هل
سرقوا شيئا ً من ممتلكات حكومته أو رعيته
.. وهل ….. وهل .. ؟
ـ إن سنة المسلمين فى ديار غيرهم قد
أوضحها الإسلام بجلاء فى سلوك هذا النفر
العظيم من مهاجري الحبشة الذين ضربوا
أروع الأمثلة فى مقابلة الإحسان بالإحسان
.. وفى تفهم الواقع من حولهم .. كل ذلك مع
حفاظهم على دينهم وعقيدتهم .. بل
ودعوتهم إلى الله ..
ـ إن ما حدث مع فتح الإسلام والمآل الذي
آلت إليه .. ليفرض على الحركة
الإسلامية أن تدرس لأبنائها وقادتها
ودعاتها هذه النماذج .. شارحة لهم الأخطاء
التي تقع فيها الحركة الإسلامية .. كما
تشرح لهم أخطاء الآخرين .. استنانا ً
بسنة القرآن العظيم مع الصحابة بعد غزوة
أحد .. لقد خاطب القرآن الصحابة قائلا
ً ” أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم
مثليها قلتم أنىَّ هذا قل هو من عند
أنفسكم ”
ـ وعلى الحركة الإسلامية ألا تربى
أبناءها على نظرية المؤامرة .. فتعلق أخطاءها
وعثراتها ومشكلاتها كلها على المؤامرات
الصهيونية والأمريكية والحكومية .. ونحن
لا ننفى وجود هذه المؤامرات .. ولكن فى
المقابل لا ننفى أن هناك أخطاء ً كثيرة
فى الفهم والتطبيق والنظرية والواقع ..
اكتنفت حركة مثل حركة فتح الإسلام ..
حتى أدت بها إلى هذه النهاية المأساوية .
ـ إن نظرية المؤامرة هي أكثر نظرية تعوق
العقل العربي والإسلامي عن الانطلاق ..
وتمنعه من الابتكار والتجديد والتحديث
فى الوسائل والآليات .. وتحرمه من رؤية
أخطائه على حقيقتها .. بعيدا ً عن تزكية
النفس والإعجاب بها .. وإلقاء التبعة
دائما ً على الآخرين ..
ـ وللأسف فإن نظرية المؤامرة أصبحت
شائعة وذائعة الصيت بين الأمة العربية
والحركة الإسلامية صغيرا ً وكبيرا ً ..
حتى أنني قابلت المئات من شيوخ وشباب
الحركة الإسلامية يعتقدون اعتقادا ً
جازما ً أن 11 سبتمبر دبرها اليهود .. وذلك
بعد مرور ست سنوات كاملة عليها .. وبعد
اعتراف الشيخ أسامة بن لادن شخصيا ً بها
وسرده لقصتها وتسميته لأبطالها ..
ـ إننا لا نبكى على اللبن المسكوب ..
ولكننا نحزن أن تهدر طاقات الحركة
الإسلامية فى غير ميدان .. وتسفك دماؤها
ودماء غيرها دون مبرر شرعي أو مصلحة
يقينية توجب ذلك .. والأدهى من ذلك والأمر
أنها تعطى رسالة سلبية للآخرين عن
الحركة الإسلامية أو الإسلام ذاته …
وتجعل الآخر دوما ً فى حالة تربص وترقب
وحذر من كل ما هو إسلامي ..
ـ إنني أقول ذلك حبا ً فى الإسلام
والحركة الإسلامية وحدبا ً عليهم وموالاة لهم
.. فولائي لله ولرسوله ” صلى الله عليه
وسلم ” وللمؤمنين والمسلمين هو الذي
جعلني أجهر بهذه الحقائق المرة .. علها
تكون المرة الأخيرة التي تخوض فيها
الحركة الإسلامية هذه التجربة الفاشلة
التي خاضتها فتح الإسلام …
حمى الله الإسلام وأوطانه وحركاته
والمسلمين من كل مكروه وسوء ..آمين
فتح الإسلام والعودة إلى المربع صفرنقطة نظام جوهرية على شفاف الشرق الاوسط وهيئة تحريره اعترض وبشدة بصفتى مصرى قبطى وخريج جامعة اسيوط على نشر اى مقال من الاساس لمجرم ارهابى عتيد فى الاجرام يدعو لاستئصال المخالف بل وقتل بيده وبواسطة عصابته الارهابية بالسيوف والخنازير والمطاوى الكثيرين من اصدقائى من جامعة اسيوط علاوة على سجله المخزى ضد حقوق الانسان و دعوته الجاهلة المتعصبة الى التطهير العرقى بمصر ومقاومته السلطات وقتله للسياح ولم يتب لليوم ومازال على نفس اجرامه واتحداه ان ينكر مبادىء الشر والكراهية والقتل فى سبيل الله هل اذا كان هتلر حى ستسمحو له بالكتابة رغم سجله المخزى؟؟ هل كنتم… قراءة المزيد ..
فتح الإسلام والعودة إلى المربع صفر
أفلحت إن صدقت يا سيد ناجح.
لكن ماذا إذا توفرت لكم غلبة القوة، ماذا إذا توفرت لكم قوة مماثلة لقوة أمريكا مثلا،ماذا ستفعلون بنا، وهل سنسمع منك وقتها هذا الكلام الملتحف بالتعقل؟!!!
فتح الإسلام والعودة إلى المربع صفراولا ان تدمير مخيم البارد بالكامل وراءه الجيش اللبناني وعصابة العبسي واذا قرانا بين السطور بتمعن لوجدنا ان كلا الطرفين لهما مصلحة وغاية في ابادة مخيم بكامله عن وجه الارض في وقت كانت وما تزال هذه المخيمات رمزا لقضية حق العودة التاريخي الى بلادنا التاريخية فلسطين……. يجب هنا ان ننوه الى ان اسرائيل طوال 59 عاما لم تستطع ان تلغي حق العودة ولن تستطيع ان تنسينا ديارنا حتى وان طلعنا الى المريخ وهذه حقيقة ثابتة لا بد من ذكرها والان ياتي من يطبق هذه الامنية الاسرائيلية من كلا الطرفين الجيش والعبسي(التوطين)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟……. ان قضية البارد لهي… قراءة المزيد ..