يزور رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النيابي اللبناني الجنرال ميشال عون بعد ظهر اليوم مقر حزب “القوات اللبنانية” في معراب حيث سيلتقي رئيس الحزب سمير جعجع، ورجحت معلومات قريبة من المجتمعين ان يعلن جعجع تبنيه ترشيح عون لرئاسة الجمهورية.
معلومات أشارت الى ان جعجع كان مهّد للاعلان المرتقب اليوم بسلسلة اجتماعات عقدها مع كوادر حزبه تباعا، شارحاً لهم أهمية الخطوة التي يزمع القيام وانعكاسها الايجابي على الوضع المسيحي والوطني في لبنان، من دون ان تلقى شروحاته قبولا من الكوادر، ولكن عدم القبول لم يرقَ الى درجة الاعتراض على قرار جعجع.
المعلومات تضيف ان حسابات جعجع بتبنّي ترشيح عون سوف تؤدي الى خلط الاوراق في الساحة السياسية اللبنانية، وستكون نتيجتها أحد الاجتمالات التالية:
الاول، ان يكون حزب الله جديا في دعم تبنيه ترشيح عون للرئاسة، وتالياً سيلجأ الى سحب المرشح سليمان فرنجيه المعركة الرئاسية، وسيشارك حزب الله وكتلته النيابية في جلسة الاقتراع المقبلة إضافة الى التيار العوني، وكتلة القوات اللبنانية، وكتلة التنمية والتحرير، وكتلة الكتائب اللبنانية، ما يعني عمليا تأمين النصاب القانون للجلسة وينتخب عون رئيسا بأغلبية الحضور.
الثاني، ان يكون حزب الله معنياً بالشأن الرئاسي اليوم، و يريد سليمان فرنجيه رئيساً، ولكن مع سلة شروط متكاملة. فيلجأ، في هذه الحالة، الى خيار ترك الحرية للناخبين من النواب، فتصبح المنافسة بين فرنجيه وعون، وهذا سيؤدي الى انتخاب فرنجيه حسب رأي “القوات”، بفارق 7 الى 8 أصوات.
الثالث، ان يكون حزب الله غير معني بالشأن الرئاسي اليوم، فيلجأ ايضا الى تعطيل النصاب حيث تشارك كتلته ويتغيب عن الجلسة نواب نواب كتلة التنمية والتحرير، برئاسة نبيه بري رئيس مجلس النواب، وكتلة اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب وليد جنبلاط، إضافة الى نواب المستقبل، فيتعطل النصاب القانوني للجلسة.
الخيار الرابع، فهو بحسب ما تقول المعلومات، يتمثل بأن يكون ترشيح القوات لعون مدخلا لتعطيل ترشيح فرنجيه، فيتم عندئذ البحث عن مرشح توافقي يكون بديلا من مرشَّحي قوى 8 آذار، فرنجيه وعون على حد سواء.
“روليت روسي” لصالح حزب الله؟
وتضيف المعلومات ان “القوات” تلعب على حافة الهاوية بتبنيها ترشيح عون، حيث ان جعجع يراهن على ان حزب الله لن يقبل اليوم بوجود رئيس في بعبدا، فيلجأ الى تعطيل الانتخابات، في انتظار جلاء صورة الوضع الاقليمي، ليفرج عن الانتخابات الرئاسية! عندها، “يُبنى على الشيء مقتضاه”، مع الفارق ان ورقة كل من عون وفرنجيه تكونان خارج التداول.
مصادر سياسية في بيروت إعتبرت ان مغامرة ترشيح عون من قبل “ألقوات” ليست مضمونة العواقب، حيث ان الحزب سبلجأ الى تلقفها، نتيجة إتفاقاته المديدة مع الجنرال، المعروف عنه عدم التزامه بأي عهد وميثاق، خصوصا مع “القوات اللبنانية”! وان الجنرال سيعطي “القوات” من حساب قوى 14 آذار قانونا ًانتخابياً يؤمن له مع حزب الله، الاغلبية النيابية في النتخابات المقبلة، الامر الذي لا يستطيعه فرنجيه، وتاليا يضع البلاد، تحت سيطرة “حزب الله” بالكامل، مع وجود عون رئيسا، وصهره الوزير باسيل رئيس الظل، وهو عراب ورقة التفاهم مع “حزب الله”، ونبيه بري رئيسا للمجلس النيابي.
وتضيف المصادر ان حسابات جعجع سوف تضعه في موقف لا يُحسد عليه! فهو يمثل تراجعاً عن كل ما قال به منذ العام 1982، في حربه العسكرية والسياسية مع الجنرال عون، التي أودت بحياة ألآف الشباب اللبنانيين، وصولاً الى عشرات المؤتمرات الصحافية، التي حمّل فيها جعجع الجنرال عون مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، لاكثر من سنة وثمانية أشهر.