وجدي ضاهر “الشفاف”- بيروت – خاص
اخيرا نجحت مساعي النائب ابراهيم كنعان وصعد العماد عون الى الصرح البطريركي. وبدلا من ان يقابل البطريرك صفير منفرداً، فقد شارك في اجتماع مجلس المطارنة مُساجلاً، كما رد على اسئلة المطارنة في المواضيع المثيرة للجدل وهواجس المطارنة التي تعبر عن هواجس المسيحيين.
مصادر مطلعة على اجواء اللقاء ابلغت الشفاف ان البحث تطرق الى اربعة مواضيع خلافية كان فيها عون هو هو.
الجانب الاول يتعلق بالخوف المسيحي من سلاح حزب الله حيث رد عون محاولا إقناع المطارنة الموارنة بوجهة نظره من هذا السلاح المنطلقة من وثيقة التفاهم مع الحزب، وان هذا السلاح موجود بفعل ظروف اقليمية وعربية ولبنانية حتمت وجوده، وتاليا فإنه لا يشكل خطرا على الداخل اللبناني، لأنه بانتفاء الحاجة الى هذا السلاح فهو يفقد وظيفته.
وما لم يسنتطع عون تحديده هو “متى تنتفي الحاجة الى هذا السلاح؟” وثانيا، ما هي ضمانة عدم استعمال السلاح في الداخل في وجه سائر المواطنين اللبنانيين الى اي طائفة انتموا؟
وكانت ردود العماد غير مقنعة، وبقي هذا البند من دون اتفاق حيث اصر المطارنة الموارنة على موقفهم في مقابل تمسك عون بموقفه.
البند الثاني في اللقاء كان موضوع الغاء الطائفية السياسية حيث كان اتفاق بين الجانبين على ان توقيت طرح هذا الموضوع غير مناسب. وبشكل او بآخر، أيّد عون طرح البطريرك بضرورة الغاء الطائفية من النفوس قبل الشروع في الغائها من النصوص.
اما البند الثالث فهو موضوع المصالحات المسيحية – المسيحية، حيث طلب المطارنة من عون عدم عرقلة الجهود القائمة من اجل تسهيل المصالحات المسيحية ،فوعد بالتسهيل مقابل ان تكون هذه المصالحات بمبادرة من بكركي وليس من أي طرف آخر.
اما البند الرابع الذي تناوله اللقاء فكان الوقوف ضد التوطين حيث كان اتفاق في الرأي على القيام بما يمكن من اجل الحؤول دون توطين الفلسطينيين في لبنان تحت اي ذريعة كانت.
زيارة الصرح البطريركي بـ”أمر مهمّة” من حزب الله؟
مراقبون اعتبروا ان عون اصبح في أمسّ الحاجة الى زيارة الصرح البطريركي وان مجرد قيامه بالزيارة يمثل تراجعا استراتيجيا بالنسبة له عن سلسلة هجماته على الصرح وسيده البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. وعزوا اسباب الحاجة العونية للزيارة الى التراجع الدراماتيكي الذي يشهده التيار بعد انكشاف امر “الودائع السورية” في حصة التيار العوني الوزارية ورد فعل اللواء ابو جمرا على آلية التوزير وما يسعى للقيام به من اجل تصويب السياسة داخل التيار، إضافة الى الهزائم المتتالية التي يُمنى بها العونيون في الجامعات والنقابات بعد ان كان شُـِّبه لهم ان حركة 14 آذار و”ثورة الارز” قد اضمحلت. و اثبتت النتائج الميدانية عكسَ ذلك، حيث كانت الهزائم عونية، ما جعل عون في حاجة الى تعويم نفسه مسيحيا من خلال الزيارة التي ارادها غير عادية بل اجتماعا مع مجلس المطارنة كي يغلفها بأهمية إضافية لشخصه.
وفي المقابل رأى مراقبون ان الزيارة جاءت بطلب من حزب الله في توقيتها بعد السجال الذي برز في الداخل اللبناني بشأن الوثيقة السياسية لحزب الله بعد انقضاء اربعة وعشرين عاما على وثيقته الاولى والتي جاءت مكملة لما سبقها، بحيث اختصر منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار مضمون وثيقة الحزب بـ” دعوة اللبنانيين الى الانخراط في مشروع دولة حزب الله”، وليس العكس بمعنى إظار توجهات جديدة من الحزب تشير الى انه يتجه نحو اللبننة ومشروع الدولة.
وفي هذا السياق كان المطلوب إحداث خرق اعلامي بحجم زيارة عون الى بكركي أولا ليطغى على السجال بشأن وثيقة الحزب وسلاحه، وثانيا لكي يقوم عون بوظيفة تسويق مسألة سلاح حزب الله لدى المطارنة الموارنة. وهذا ما لم ولن ينجح فيه عون حسب ما قال المراقبون الذين اضافوا ان عون اراد ايضا ان يورّط بكركي في مسألة المصالحة المسيحية كي لا تستمر هذه المصالحات في القصرالجمهوري وبرعاية الرئيس ميشال سليمان. وهو بذلك اراد ان يسحب هذه الورقة من يد الرئيس ليضعها على عاتق البطريرك.
المطارنة الموارنة ردوا على طلب عون الاجتماع بهم دوريا بالامل ان تكون المصالحات المسيحية قد انجزت قبل موعد اجتماعهم المقبل بعد شهر من اليوم. كما اعربوا عن املهم في ان تشارك جميع القيادات المسيحية في اجتماع المطارنة المقبل إذا ما انجزت المصالحة بما يعني ربطا بطريركيا باستقبال عون مجددا بعد انجاز المصالحات المسيحية وليس قبل.