نقلت المواقع الايرانية خبر عودة “عمادالدین باقی”، الباحث والناشط الايراني في مجال حقوق الانسان، الى سجن “إفين” مساء 05/12/2010، قبل يومين من ذكرى رحيل أية الله منتظري رجل الذين المناوئ للنظام الايراني، وقبل يوم من ذكرى “يوم الطالب”، لإستكمال قضاء فترة محكوميته التي أصدرتها محكمة الثورة بحقه وهي”7 أعوام”.
وكانت عائلته قد ودعته مساء أمس أمام بوابة سجن “إفين” الرئيسية. وقد أجرى حديثاً قبل دخوله السجن مع الصحفيين ننقل مقتطفات منه:
السيد باقي يبدو أنه بات يتوجب عليكم مراجعة السجن لتنفيذ الاحكام الصادرة، هل صدر أمر إستدعائكم؟
في الواقع لم نتعرف على أي قرار صدر من قبل محكمة الاستئناف. فهم إتصلو هاتفياً بي واستدعوني دون اخباري أو إخبار محامي الدفاع بمجريات ما جرى، وهذا الامر يتعارض والقانون الخاص بالمحاكمات في ايران.
الرجاء تزويدنا بتفاصل الاتهام والحكم الصادرر بحقكم؟
خلال ثلاثة أسابيع صدر حكمان بحقي، الاول يتعلق بملف جمعية الدفاع عن حقوق السجناء والقاضي بسجني عاماً وحرماني 5 سنوات من مزاولة النشاط المدني والصحافي. والحكم الأخر يعود الى المقابلة التلفزيونية التي أجريتها مع أية الله منتظري وتقضي بسجني 6 سنوات، وكل ذلك بسبب أن هذا اللقاء تزامن مع حديث للرئيس نجاد الذي كان قد تحدث فيه أن إيران من أكثر البلدان حرية في العالم ويمكن لأي شخص أن يبدي برأيه وأن ينتقد بكل حرية، في حين نرى أن الحكم صدر ضدي بسبب إبدائي برأيي خلال تلك المقابلة.
ما ذا تتوقع أن يكون مستقبل إيران في ظل هذه الظروف؟
يسأل بعض الأصدقاء إلي أنه لماذا يطبق الصمت عليك؟ لدي أسبابي الخاصة، ويمكنكم التعرف عليها عبر مروركم على مواقفي. كنت ولا زلت أتناول قضايا عديدة منها قضية الاعدام والرجم والسجناء وحقوقهم الانسانية، وتجلت مواقفي عبر المقالات التي نشرت في الصحف ومواقف جمعية دعم السجناء ونشاطات مناهضة الاعدام وغيرها.
ما تجدر الاشارة اليه أنه كل مسؤول يأتي لتولي السلطة القضائية يصرح في البداية أنه ينوي تأصيل مبادئ القانون والعمل به لكن لم نرى شيئاً يصب في هذا الإتجاه. والمأمول أن يظهر ولو قسم قليل من تجليات هذا الامر. وأريد أن أرى ولو بالكلام فقط تأصيل مبادئ القانون. إذاً عليهم أن يظهرو هذا الأمر ، كيف يمكن أن نتصور أن لا يلتزم هؤلاء بأي شئ حتى بالكلام.
هل تتوقع أن السلطة القضائية مستقلة؟
لو كانت السلطة القضائية مستقلة لما رأينا كل هذا الذي يجري. الطريف هو أن البعض من هؤلاء القضاة الذين يصدرون أوامر إعتقالنا ينقلون ما يتعرضون له من مضايقات وضغوط من قبل أصحاب النفوذ وقوى الضغط في السلطة القضائية، ولا يمكنهم أن لا ينفذوا رغبات هؤلاء.
ويصف “باقي” في نهاية حديثه الى أنه متفائل بحدوث تغيير في الوضع السائد في إيران الذي لا يمكن وصفه والمتمثل بخنق الحريات العامة والاعتقالات العشوائية والاعدامات الجماعية وحالات الرجم وبتر الأيادي والاحكام القضائية بحق السياسيين وعدم إستقلالية القضاء والكثير من التحديات التي تتعرض لها الشعوب الأخرى وحالات الفقر والادمان بين الشباب. في حين يتبجّح نجاد بإنتاج كعكة صفراء وحمراء وسوداء، الكثير من أبناء الشعب لايجدون ما يأكلونه من كعكة ولا خبزة .