كل شرائع الدنيا تحظر تعريض الأطفال لتجارب القتل وسفك الدماء، لا فرق في ذلك بين شيعي وسنّي بوذي! هذا من جهة. وحينما يكتب الصديق علي حيدر في مقاله أدناه أن عاشوراء هي “ثورة على الظلم”، فلا مفرّ من أن يشرد الفكر إلى عاشوراء الحالية التي تدور على مقربة من لبنان في شوارع درعا وأنخل وحمص وحماه ودمشق!
*
يواظب أتباع المذهب الشيعي في لبنان عاما بعد عام على إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي حفيد الرسول من وحيدته فاطمة وثالث أئمتهم الإثني عشر، الذي ثار على ظلم الدولة الأموية الحاكمة قبل 1430 سنة، وخرج لطلب الإصلاح في أمة جده رسول الله. وتختلف أساليب ومظاهر إحياء الذكرى من منطقة شيعية إلى أخرى تبعا لمرجعيتها الدينية وولائها السياسي، لكن ذلك لا يعني عدم توافقها في المضامين والأهداف، حيث تتماهى مجالس البكاء والعزاء والمسيرات السوداء والشعارات المذهبية في الضاحية الجنوبية وبعلبك وصور ومرجعيون مع مشاهد الدم المسفوح في النبطية بغية تغذية العصب المذهبي وتوظيفه بعد شحنه لاحقا، في حروب المرجعيات السياسية و الدينية.
يجري احتفال الشيعة بذكرى ثورة الحسين في كربلاء بالإعتماد على المظاهر الإحتفالية ومجالس العزاء، وتتنوع في كلاهما الأساليب، وتختلف المضامين، وتبقى المغالاة التي تتفاقم عاما بعد عام هي العامل المشترك بينهما.
المظاهر الإحتفالية:اللطم، الجلد بالسلاسل، التطبير، تمثيل الواقعة…
غلبت صيغة المبالغة على أساليب ومظاهر الإحتفال بعاشوراء، منذ خرجت إلى العلن رسميا وتطورت بالشكل الذي نراه الآن، في أوائل أيام العهد الصفوي في إيران. وكان أتباع أهل البيت يحيون عاشوراء قبل هذا التاريخ بشيء من السرية أو الحذر ويقتصر ذلك على إقامة مجالس العزاء في بيوت الأئمة وأحفاد الرسول. كما يؤكد بعض المؤرخين أن بغداد شهدت في العصر البويهي منتصف القرن الرابع الهجري مظاهر عاشورائية، لكنها لم تتسم بطابع المبالغة الذي ساد في العصر الصفوي.
يقول بعض الباحثين في أساليب إحياء مراسيم عاشوراء إنها انطلقت بمعظمها من مبادرات شعبية، كما يعتقد آخرون أن هذه الأساليب انتقلت إلى عاشوراء تأثرا بثقافات بعض الشعوب والأقوام التي سكنت الشرق قبل الإسلام، في حين يؤكد مؤرخون أن ضرب الظهور بسلاسل الحديد، والتطبير، وهو شق الرؤوس بالآلات الحادة لإسالة الدماء، ومسرحة معركة كربلاء، هي مجموعة تقاليد وعادات ظهرت أول ما ظهرت خلال العهد الصفوي في إيران في القرنين السادس والسابع عشر الميلاديين، وعملت على نشر المذهب الشيعي الذي تعتنقه الدولة الصفوية ذات القومية الفارسية، لتهيمن من خلالها على القوميات والمذاهب الأخرى أي الأقليات. وبذلك يكون الصفويون هم أول من استخدم ذكرى عاشوراء كغطاء أيديولوجي من أجل هدف سياسي سلطوي.
ويتابع المؤرخون أن هذه المظاهر استمرت في إيران ما بعد الصفويين، أيام القاجاريين والبهلويين، ولم تنتشر في بلادنا العربية إلا في القرن التاسع عشر الميلادي أي بعد رحيل المستعمر العثماني. فوصلت إلى العراق والشام ولبنان والدول الإسلامية التي تضم مسلمين شيعة، مثل الهند وباكستان وأفغانستان وغيرها…
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران اختفت الممارسات الدموية، التي ترافق إحياء الذكرى من الشارع الإيراني خاصة التطبير. وكان لفتاوى المراجع الدينية، وعلى رأسهم الإمام الخميني ومن ثم السيد الخامنئي، أثرها الفاعل في إلغاء هذه العادات، رغم أن الفتاوى لم تكن حاسمة في التحريم الكلي، و اقتصرت حرمتها لناحية “توهين المذهب”. وربما تعود مسألة إلغاء هذه العادات في إيران الإسلامية، التي أنتجتها بالأساس، إلى الخشية أن تشكل التجمعات الشعبية في عاشوراء مناسبة لتكتل المعارضين لنظام الثورة، وما حدث في عاشوراء 2009 بعيد الإنتخابات الرئاسية المزورة خير دليل على ذلك.
ولا شك أن الأقليات الشيعية على امتداد العالمين الإسلامي والعربي تتخذ من ذكرى عاشوراء، مناسبة لإعلان ثورتها وانتفاضها على الأنظمة التي تعيش في ظلها، في السعودية والبحرين والعراق على سبيل المثال. أما في لبنان فالمسألة مختلفة تماما، حيث ينتهز شيعته مناسبة عاشورا لإستعراض “فائض القوة” التي يتمتعون بها أمام الطوائف الأخرى، سواء بالمسيرات والشعارات أو بقراءة مجالس العزاء الحسينية، كما تستخدمها الأحزاب والمرجعيات الدينية على الساحة الشيعية مبرّرا لإعادة بث خطابها وتعبئة صفوفها.
مجالس العزاء الحسينية
لا يكاد يتفق إثنان من الشيعة حول مصادر السيرة الحسينية، بينما يتفق العاقلون حول مدى موضوعيتها ودقتها وصحة نقلها لواقعة كربلاء، و ما اكتسبته نصوص السيرة من إضافات ومغالطات، حرفت النص التاريخي الحقيقي، وطمست جوهره، وأصبحت مع الوقت نصوصا مقدسة لا يجرؤ حتى أكبر العلماء على الإعتراض عليها.
ويكتب للمرجع الديني السيّد محمد حسين فضل الله، فرادته في هذه المجال، من خلال الدعوة التي أطلقها إلى نقض كل أشكال التّحريف و المبالغة التي شابت سرد واقعة كربلاء، واستبدالها بنصوص علمية وتاريخية موثقة وموثوقة، ليتعرض بعد ذلك إلى ما تعرض له من هجمات تكفيرية، طالته معنويا وجسديا.
وبالعودة إلى الباحثين في شأن عاشوراء يرى معظمهم أن نصوص السيرة الحسينية هي نصوص بكائية، تعتمد على إثارة عواطف الحزن والبكاء، وقد نحت بالذكرى إلى منحى تفجّعي، وجرّدتها من معانيها الإنسانية والحضارية، التي قامت لأجلها، وهي الثورة على الظلم، وجعلتها مناسبة مذهبية ضيقة، تتمثل بثورة شيعة آل البيت ضد الحكم الأموي السني، عدا عامل الغيبيات والخرافات الذي طغى عليها مؤخرا وجعلها أقرب إلى الأسطورة منها إلى الواقعة التاريخية. ويأسف من يتابع السيرة الحسينية على منابر الحسينيات والمساجد أن ناقليها الحصريين هم قراء عزاء أميون، لا دخل لهم بالثقافة، يستغلون عواطف العامة ومشاعرهم، لجذب الأنظار والربح المادي، وتعويم وتعميم أيديولوجيات دينية وسياسية، الحسين منها براء.
إذا كانت الممارسات الدموية في ذكرى عاشوراء، تثير نوعا من الإشمئزاز لدى الطوائف غير الشيعية والديانات غير الإسلامية، ما يتسبب بتوهين المذهب، لذلك دعا بعض العلماء إلى إلغائها، فإن لمجالس العزاء بما تحويه من مبالغات ومظاهر التسويد بما تعكسه من بدع، ضررها الكبير أيضا، لأنها تثير أنواعا من النفور من الطائفة الشيعية لدى الطوائف الأخرى والديانات الأخرى، خاصة على صعيد لبنان.
“عاشوراء” لبنان: إستعراض “فائض القوة” ومبالغات يخشى كبار العلماء من تحريمها!
أنا شيعي عراقي جنوبي أنتمي الى حزب إسلامي مؤسس من قبل مرجع عظيم ملتزم شرعا لأاستطيع إقناع نفسي بما يفعله الناس في محرم وأرى بأنه بدع ما امر بها الله ولا فعلها الرسول كما أرى بان القراء يخرجون الأئمه عن الطبيعه البشريه وكانهم آلهه ..حتى الوظائف الفسيولوجيه لجسد الإمام يجعلها القراء معجزه ولها تفسير ولكن الناس لا يشاركوني أرائي وأنهم يذكرون الحسين أكثر من ذكر الله والناس لاتهتم بالقرأن وأفكر أن ألجألدوله ليس فيها هذه الافعال لأني أراها بعد عن القرأن والدين القويم
“عاشوراء” لبنان: إستعراض “فائض القوة” ومبالغات يخشى كبار العلماء من تحريمها!قبلا ً كانت عاشوراء تقام في لبنان في كلية العاملية وكان يحضرها الرهبان ومشايخ السنّة للإستماع إلى تلاوة القرآن الكريم عن روح الحسين الطاهرة وعن سيرته الجهادية من قبل سماحة وفضيلة العلامة الشيخ الراحل المرحوم محمد مهدي شمس الدين. أما اليوم فلِم َ يشوَّه هذا الطابع الذي قام على نصرة الحق؟ لماذا تشوَّه تلك السيرة الجهادية بالشعارات المزيفة التي إبتدعت من قبل حزب الله التابع لإيران؟ لماذا تشوهون إسم الحسين بإقامة مجالس العزاء فقط للشتم والإهانة وتحويلها إلى مجالس خطابات ٍ للشحن الطائفي والمزايدات السياسية؟ لماذا عاشوراء تمر في مناطق… قراءة المزيد ..
الدولة الصفوية تركمانية وليست فارسية
إن وصم الدولة الصفوية بأنها فارسية هو خطأ شائع. فالأسرة الصفوية هي تركمانية من أذربيجان، والمحاربين الذين قامت الدولة على سيوفهم هم القزلباش من القبائل التركمانية السورية والأناضولية (لايزال يطلق على أحفادهم في إيران تسمية “شاملو” أي الشوام)، أما الطبقة الدينية التي اعتمدوا عليها في نشر المذهب الشيعي فقد تكونت أساساً من علماء جبل عامل. واقتصر دور العنصر الفارسي في الدولة الصفوية على الإدارة المدنية وأجهزتها البيروقراطية.
“عاشوراء” لبنان: إستعراض “فائض القوة” ومبالغات يخشى كبار العلماء من تحريمها!حصيلت عاشوراء الثورة السورية 50 شهيدا على الاقل على يد كتائب الاسد والشبيحة والمافيات المخابراتية الاجرامية من الاطفال والنساء والشباب السلميين المنادين بالحرية والديمقراطية وانهاء الاستبداد والفساد. التاريخ يقول ان الامام الحسين بن علي (رض) حمل السلاح ضد الظلم والاستبداد ولكن القوم خانوه والان يستغلوه لمارب طائفية واستعمارية وحروب اهلية اما الامام الحسن (رض) ففضل اللاعنف في التغيير. المنطق والفهم والحكمة تقول انه من يساند النظام السوري الدموي على مجازره وقتله للابرياء فهو مجرم مثله ولقد خالف وطعن واستغل الامامين الحسين والحسن والخلفاء الراشدين. ان الشبيح الطائفي حسن نصر الله… قراءة المزيد ..
“عاشوراء” لبنان: إستعراض “فائض القوة” ومبالغات يخشى كبار العلماء من تحريمها!قد تكون الحكاية ، حكاية الخظيئة الأبدية و النواح على المقدس ، من حائط المبكى في السبي البابلي ،ورثةالبكاء على الأله تموز و السير في المناحة العظمى و إنتقالا الى كربلاء، قد تكون هي الجواب كما يرى الكاتب فضل الربيعي في كتابه ” المناحة العظمى – الجذور التاريخية لطقوس البكاء في الجاهلية و الإسلام”. لكن السؤال الذي يطرحه المتصفح للكتاب المذكور:” لماذا هم وليس الكل؟”. لماذا لم تقم ألأكثرية مناحة على عثمان ؟. قد يكون الجواب في صوت الناي الحزين، في ذاك الصوت الخارج من اراضي القصب في الحضارات الزراعية… قراءة المزيد ..