بغداد – الجريدة
انتفض سياسي شيعي بارز في جلسة جمعت رجال أعمال أكراداً وخبراء نفط أجانب، حين أثير موضوع الضغوط الإيرانية في ملف تشكيل الحكومة، وأشار بيديه إلى الجبال والمرتفعات المحيطة بمدينة أربيل شمال العراق قائلاً: “نحن لسنا ضاحية جنوبية تتحكم فيها إيران إلى الأبد، فهي تعلم أن الشيعة في البصرة والنجف يمدون شراكات ثقافية واقتصادية عبر هذه الجبال، مع عراقيين متنوعين، نحو أوروبا، وشراكات تاريخية مع عرب الخليج، ويكتسبون ثقة أكبر بأنفسهم حين يرون كل عمالقة النفط الذين يسارعون للاستثمار هنا، وأن النفوذ الإيراني أمر مؤقت شجعه فراغ القوة بعد انهيار صدام حسين، وستشهدون جميعاً كيف سنقوم بتنظيمه وتحديده”.
الحديث الذي جرى ليلة الانتخابات التشريعية التي نُظمت في الثلاثين من الشهر الماضي، يردده أكثر من حزب شيعي بارز، ويوحي بأن الإيرانيين يوشكون أن يختبروا مرحلة جديدة في علاقتهم بحلفائهم الشيعة في العراق. وليس “التمرد” على الرغبات الإيرانية وليد اليوم، فقد ظهرت بوادره بعد انتخابات 2010 حين رفض المجلس الأعلى الإسلامي الذي تأسس في طهران مطلع ثمانينيات القرن الماضي، دعم حكومة جديدة لنوري المالكي رغم كل ضغوط قائد الحرس الثوري قاسم سليماني، فعاقبه الإيرانيون حين أمروا منظمة بدر جناحه العسكري، بالانشقاق والتحالف مع المالكي.
وجاءت ثاني علامات التمرد على رغبات إيران في 2012 حين خالف مقتدى الصدر رغبتها، وذهب إلى أربيل في اجتماع كان يهدف إلى سحب الثقة من نوري المالكي، متحالفاً مع الأكراد والسُّنة، ليأخذ الموضوع أشكالاً متعددة فيما بعد، حين تحدث الصدر وعمار الحكيم ورجال دين بارزون في النجف، عن رفضهم زج شباب عراقيين في القتال إلى جانب بشار الأسد مع “حزب الله” اللبناني.
ويأتي تشكيل حكومة 2014 كأقسى اختبار لنفوذ إيران على الأحزاب الشيعية الرافضة لمنح المالكي ولاية ثالثة، بما يعكسه من تزايد في رغبة شيعة عراقيين في انتهاج سياسة مختلفة عن توجهات الجار الفارسي، تتمثل بما قاله أحمد الجلبي المقرب من طهران قبل يوم من الاقتراع الأخير، حين تحدث عن ضرورات التطبيع السريع مع السعودية، وإطلاق حوار داخلي يوقف حرب الأنبار وينعش التسويات التي ألغاها المالكي مفضلاً استخدام لغة الدبابات لإخضاع سنة العراق.
ويقول خبراء بهذا الشأن إنه من الصعب أن يفلت شيعة العراق نهائياً من قبضة إيران وقدرتها على اللعب بانقساماتهم، لكن هؤلاء يذكرون كذلك أن الشيعة أصبحوا أثرياء أكثر، ولم يعودوا مجرد أحزاب فقيرة بلا خبرة سياسية كما كانوا لحظة سقوط صدام حسين. فنحو 11 عاماً في السلطة منحتهم نفوذاً متنوعاً وعلاقات مع أطراف دولية بارزة، وشراكات مع كارتلات تجارية تركية وخليجية ومصالح كبرى مع عمالقة النفط الغربيين بحيث باتوا مؤهلين للخروج بنحو ما، عن سيطرة طهران.
ويختصر السياسي الشيعي وجهة نظره بأن العلاقة بين إيران والعراق تحتاج إلى تصحيح، فطهران لا تزال معتادة على إدارة ملف الشيعة العراقيين، بمقاسات إدارتها للنفوذ في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث تتحكم في شيعة لبنان الفقراء الذين لا يمتلكون خيارات كثيرة في بناء مواقفهم السياسية دونما دعم إيراني كبير. ويقول السياسي البارز إن شيعة العراق يحاولون إقناع طهران بأن الخروج من “نموذج الضاحية الجنوبية” في التعامل مع العراق، هو الطريقة الوحيدة للحفاظ على علاقات متينة بين البلدين، ويذكر أن حوارات كثيرة حصلت في طهران، كان الهدف منها إقناع الإيرانيين بأن انتهاج بغداد لسياسات تصالحية، سينوِّع “أدوار شيعة العالم” الذين من غير المفيد أن “يحترقوا دفعة واحدة” في مواجهات بلا نهاية مع المحيط العربي والدول الكبرى.
وعلى أي حال فإن الشهور المقبلة ستقدم أكثر العروض إثارة في هذا الإطار، وستختبر قدرة الإيرانيين على التكيف مع معادلات القوة الجديدة في أوساط شيعة العراق الذين فشلت في توحيدهم خلف نوري المالكي منذ انسحاب الجيش الأميركي نهاية 2011.
شيعة عراقيون: لسنا ضاحية جنوبية “تعتاش” على نفوذ إيران
كلام غير موثق….لم لا يذكر اسم ذلك المسؤول …… الشيعة السياسيه سواء في العراق او الضاحية برأيي ان تبعيتها لإيران ليست من منطلق الحاجة المادية بقدر ما هي انتماء عقائدي متخلف.
فكره المقال هي حلم يمكن ان يحققه الجيل القادم يدا بيد مع اضمحلال العقائد الدينيه اللا انسانيه بجميع أنواعها……