عمر حرقوص – خاص الشفاف
التدريبات على قدم وساق في إسرائيل، هذا صحيح وكذلك نحن في الجنوب نتحضر لحرب كبيرة وضخمة، قال ذلك الشاب الملتحي الذي يقترب قليلاً في مظهره من مظهر عناصر “حزب الله” الشبان. الشاب الجامعي يبتسم كلما طال الحديث والنقاش نواحٍ من سيرة حرب تموز، فهو اختفى وقتها، وعاد منها فرحاً مع أن حزناً عميقاً يظهر في عينيه كلما تكلم أحد عن سيرة الشهداء.
إذاً إنه قرع طبول الحرب، أو إظهار عضلات القوة للوصول إلى تنازلات في المفاوضات بين إيران والأميركيين، يقول أحد الشبان، فيضحك “الأخ” أو “الحاج” كما يحب أن يناديه الناس. فلا أحد يعلم ماذا يحضّر حزب الله لأي اعتداء إسرائيلي.. وهو من قلة تساوي سبعين ألف رجل وأكثر منهم صواريخ يعرف طعم نارها شعب إسرائيل. هؤلاء جميعاً جاهزين لقتال العدو في الجنوب أو البقاع أو حتى في شوارع بيروت وغيرها من مدن لبنانية.
سيناريوهات الحزب كثيرة، لحرب صغيرة مثل حرب تموز / يوليو 2006، أو لاجتياح بري ضخم مثل اجتياح العام 1982 أو أكبر من ذلك إن أرادها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو. وأجملها بالنسبة إلى عناصر الحزب أن يدخل الجنود الإسرائيليين أراضي لبنان من أي منطقة أرادوا، ففي كل مكان سيكون بانتظارهم مجموعات قتالية مدربة على الرماية باتجاه مصدر الصوت وإصابة الهدف بدقة، وكذلك شبان من أعمار مختلفة جاهزون لاختطاف الجنود الإسرائيليين، هذا عدا عن التقنيات الحديثة التي يمتلكها الحزب لهذا النوع من الحروب وما أكثرها.
يروي أحد الجنوبيين الذين بقوا في قريتهم خلال حرب تموز/ يوليو 2006، أن شبان الحزب كانوا يعلمون باقتراب طائرات المراقبة الإسرائيلية إلى أجواء لبنان عند إقلاعها من مطارات الجيش الإسرائيلي، وذلك عبر رادارات حديثة يملكها الحزب لا يمكن كشفها، وتستطيع هذه الرادارات تحديد الخطوط التي قد تمر من فوقها هذه الطائرات، فيتم تنبيه المقاتلين المنتشرين أصلاً بطرق مدربة وحساسة منعت الإسرائيليين من النجاح في إصابة أي من عناصر الحزب في المعركة من هذه الطائرات التي تحمل صواريخ صغيرة تصيب أهدافها بدقة.
صواريخ حزب الله هذه المرة ستطاول أماكن لم تكن تطالها في السابق، وهي ستبقى صغيرة، أي مثل صواريخ الكاتيوشا والغراد وغيرها من هذا المستوى وأعلى قليلاً مثلما استعمل في حرب تموز أو أحدث قليلاً مثل صاروخ حماس الذي أطلق من غزة باتجاه البحر وقطع مسافة 60 كيلومتر، شبكة كبيرة جداً من الصواريخ مرتبطة تقنياً بمنظومة دفاعية على رأسها قيادة عسكرية مجربة، تحدد وتسمح بالقصف وتمنع هذه الصواريخ في لحظات قبل أن يعلم الجيش الإسرائيلي وطائراته بمكان إطلاقها تحديداً، فيصيب بطائراته منطقة بكاملها ولكن لا يمكنه إصابة الأفراد المسؤولين عن نصبها مما يسمح لصواريخ الحزب بإتمام مهمة إشعال المستوطنات الإسرائيلية إلى اللحظة التي يضطر فيها الإسرائيليون إلى طلب وقف إطلاق النار.
لماذا الصواريخ الصغيرة؟، في علم العسكر، لا يمكن للتجهيزات الإسرائيلية كشف هذه الأنواع إلا بعد إطلاقها، وهي ليست مثل الصواريخ الكبيرة التي يمكن كشفها بسرعة والقضاء عليها في أرضها، مع أن الحزب حضّر مفاجآت من هذا النوع من الصواريخ الضخمة لا تكشف إلا حين إطلاقها، وإذا أخطأ أحد صواريخ “الباتريوت” في التصدي لها، يعني ذلك أن حزب الله بدأ بفرض معادلات جديدة في الحرب.
هذا من جهة حزب الله، أما من جهة الإسرائيليين، فهذه الحرب ليست نزهة، والتسريبات التي يحاولون تمريرها كثيرة، مرات يوحون أنهم ضعفاء وأن لا قدرة لهم، ويعلنون أيضاً الاختراقات المخابراتية التي قام بها حزب الله، من حصوله على معلومات حساسة لا يعرف الإسرائيليين حتى هذا الوقت حجمها، إلى قدرة هائلة على تحليل الخطط الإسرائيلية في كل الظروف.
صورة قد يظنها البعض تفكك أو أزمة بنيوية في الجيش الأقوى في المتوسط، ولكن الإسرائيليين وبعد تجربة الحرب في تموز / يوليو 2006 تعلموا الكثير عن حزب الله، في هذه الظروف يظهر الإسرائيليون قدراتهم وتحضيراتهم الكبيرة للتصدي للحزب، وكشف شبكات التجسس في لبنان لم يؤثر بهم، فهذه الشبكات لم تستطع اختراق وجلب أي معلومة، من الحزب العلني الأكثر سرية في العالم.
اعتبارات حرب تموز اختلفت عن اليوم، وساسة تل أبيب غيرهم يوم خطف حزب الله الجنود في عيتا الشعب، فبعض هؤلاء الساسة أبناء المؤسسة العسكرية ومنهم المتشددين الذين لا يؤمنون بالسلام ولا أهله. التحضيرات الفعلية للحرب الحديثة لا تتوقف، فمرحلة التفاوض تحتاج لعرض عضلات، وهذا ما سيظهره الإسرائيليين الآن، بعد مرحلة الانفلاش والتهدئة وعدم الرد على الصواريخ “الفالتة” التي تنطلق من لبنان.
يسرب الإسرائيليون تهديدات عن تدمير ما لم يتم تدميره خلال حرب تموز من بنى فوقية وتحتية، يعرضون سيناريوهات تشبه السيناريوهات التي يتوقعها حزب الله، وكذلك يسكتون عن سيناريوهات غير معروفة. الاجتياح صيغة والمعارك الصغيرة صيغة أخرى، ونصف اجتياح صيغة غير مزعجة، والخسائر ستقع إن لم يتم الاتفاق على الموضوع النووي الإيراني، ولذلك فثمن أي معركة هو أمر يساوي عدم فتح الحرب. ولكن إن كان سلماً واتفاقات مع الإيرانيين والسوريين فالقوات الدولية “اليونيفيل” موجودة لتنظيم العلاقة مع لبنان.
إنها حرب حديثة بكل المقاييس العسكرية بالنسبة لحزب الله، وهي أيضاً عرض عضلات لمنع الاعتداءات الإسرائيلية، ونفس الشيء بالنسبة للإسرائيليين، وما يقال عن إمكان دخول صواريخ أرض جو سورية لمنع سلاح الجو الإسرائيلي من الطيران فوق الأراضي اللبنانية فهو يعني أن محور الجولان، سيتحول إلى نار مشتعلة. وسيناريو دخول الحرب خمسين ألف جندي من الحرس الثوري الإيراني، يرابطون عند الحدود السورية مع لبنان متوقع، وكذلك متوقع أن يقوم عناصر من حزب الله خلال الأيام الأولى للحرب باحتلال مستوطنات إسرائيلية، حيث يقومون بأسر سكانها وإعلان تحرير أول قطعة أرض فلسطينية في الجليل الأعلى.
صحيح أن الصورة سوداء، بالنسبة للجميع، ولكن المفاوض الإيراني يذهب دائماً إلى حافة اللاعودة، ولكنه في النهاية يستطيع النجاح في المفاوضات وفرض جزء من شروطه ودفع مقابل لها، والرئيس الإيراني أحمدي نجاد بالتأكيد لن يوافق على بيع حزب الله في هذه المفاوضات، فلا أحد يبيع حياته. هناك أثمان أخرى يستطيع الإيرانيون دفعها ويركض الغربيون للحصول عليها، لتحصل الجمهورية الإسلامية مقابلها على الكثير من الممنوعات، الكثير مما يفاجئنا كلنا، نحن المتفرجون من الآن وحتى الربيع أو الصيف المقبل.
سيناريو الحرب في الجنوب… وسلم المفاوضات القريب
الأخ عمر
تحليلك منطقي الى أبعد الحدود، نتذكر عندما وافق حزب السلاح على وقف إطلاق النار في تموز 2006، و هل كنا ، كلبنانيين نملك الحول أو القوة للجوء الى هذا الوقف.
ليت أدري هل إن ولاية الفقيه أو التقية أو أو … من العقائد لدى هذه الفئة من ال (لبنانيين)تـقنعهم بالعيش في هذا البلد ضمن قوانينه؟
هل إن <استدعاء> الدولة بأجهزتها الأمنية للدخول الى الضاحية هو مكرمة من حزب السلاح؟
هل و هل و هل
حبذا لو يجيبـنا أحد من أصحاب المال النـظيف (أين أصبح الحاج صلاح بالمناسبة) على هذه التساؤلات؟؟؟؟؟؟
سيناريو الحرب في الجنوب… وسلم المفاوضات القريب لقد عُرِّب لبنان، اليوم، بالفعل. وسُحقت وتُسحق في كل لحظة إرادة شعبه، الجلية، في كافة الانتخابات، بالعنف العاهر والابتزاز الداعر والكذب الهلوَسي الجماعي. كما في البلدان العربية دون استثناء. واصبح لبنان “دولة” افتراضية، ككل الدول العربية. الشعب في عالم، و”القادة” في عالم آخر، والتواصل مستحيل. بالفعل، اللبنانيون متفرجون. وهكذا سيكونون في الحرب إن وقعت. فهي ليست حربهم. هي حرب غرباء، دائرة على أرضهم، هكذا أرادها العدو الفعلي المستديم، الثنائي السوري الإيراني، وبالاستفادة، العدو الرسمي، المتقطّع، إسرائيل. بالتالي، كلبناني، أقول إن هذه الحرب المقبلة احتمالاً لا تهمّني بتاتاً. ولا يمكن أن تجلب إلى وطني… قراءة المزيد ..
سيناريو الحرب في الجنوب… وسلم المفاوضات القريب أولاً يا أستاذ عمر أنا أخالفك بالرأي بأن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لن يوافق على بيع حزب الله في المفاوضات والدليل على ذالك في حرب تموز لم يحرك ساكناً أثناء الحرب علينا وتصريح وزير خارجية إيران ما زالت في البال عندما صرح وقال إذا قصف رصيفٌ في دمشق سوف ندخل الحرب وفي نفس الوقت كانت إسرائيل تدك جنوب لبنان و بقاعه و ضاحية بيروت دائماً إيران او الدول لا تريد إلا مصلحة بلدها بإستثنائنا نحن اللبنانيين لا نريد إلا مصلحة الخارج.أما بالنسبة لخرق إسرائيل إستخباريتياً فهي قد نجحت والدليل على ذالك بعميلها المدعو… قراءة المزيد ..