خاص بـ”الشفاف”
دخلت الحرب الأهلية السورية عامها الخامس هذا الأسبوع، ويبدو مستقبل سوريا معتماً في نظر السوريين- بالمعنى المجازي، ولكن بالمعنى الحرفي أيضاً.
وتظهر صور أقمار صناعية نشرتها ١٣٠ منظمة إنسانية يوم الأربعاء كيف انطفأت الأضواء، بالتدريج، من ٢٠١١ حتى ٢٠١٥، في ٨٣ بالمئة من الأراضي السورية. وقد ترك اللاجئون السوريون الذين فروا من العنف خلفهم بيوتاً غارقة في الظلام، وأسفر القتال عن تدمير المبائي ومرافق الطاقة، بحيث باتت مساحات شاسعة من سوريا بدون كهرباء.
(للمقارنة: يبدو لبنان المسكين “مشعشعاً” بالمقارنة مع سوريا رغم الإنقطاع اليومي للكهرباء في معظم أنحائه. كذلك “تشعشع” إسرائيل في أسفل الصور إلى اليسار، وتركيا في أعلى الصور إلى اليسار).
وتبيّن صور الأقمار الصناعية أن المناطق التي باتت خالية من الكهرباء هي المناطق التي شهدتها أعنف الإشتباكات. “حلب”، مثلاً، فقدت ٩٧ بالمئة من أضوائها. وفقدت “إدلب” و”الرقة” ٩٦ بالمئة من أضوائها.
الإستثناءات، التي تخضع كلياً أو جزئياً لسيطرة النظام، تشمل “دمشق” و”القنيطرة”، التي انخفضت الإضاءة فيها بنسبة ٣٥ و٤٧ بالمئة على التوالي.
وحسب الدكتور “كزي لي”، مدير الأبحاث في مشروع سوريا الذي قام به علماء “جامعة ووهان” في الصين و”ائتلاف مع سوريا” ، فإن “صور الأقمار الصناعية هي المصدر الأكثر موضوعية للبيانات التي تظهر مدى الدمار الذي لحق بسوريا كأمة”.
وتظهر أبحاث الدكتور “لي” وجود علاقة بين تراجع الإضاءة الليلية والكوارث الإنسانية. ويقول: “لقد عملت على هذه المسالة طوال ٣ سنوات، والجواب هو أن تراجع الإضاءة سببه الكوارث الإنسانية، بما فيها النزاع المسلح، وأعمال الإبادة الجماعية، والإنهيارات الإقتصادية”.
والصور المرفقة هي آخر إضافة في مجموعة تقارير صدرت في الأيام الأخيرة حول حالة الحرب في سوريا. وهي ترسم صورة قاسمة لمدى الدمار والشقاء الإنساني الذي تسبّبت به ٤ سنوات من الحرب.
بعض الأمثلة: نزح ٧،٦ مليون سوري داخل الأراضي السورية، ونزح ٣،٨ مليون سوري خارج البلاد. وبات ١٢،٢ مليون سوري بحاجة لمعونات إنسانية، بينهم ٤،٨ مليون سوري يعيشون في مناطق تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات والمواد الطبية.
قريباً: حسن نصرالله وقاسم سليماني في دور “ناطورة المفاتيح” في سوريا.