طرابلس (رويترز) – تعهد المئات من سكان طرابلس الذين كانوا يهتفون “القذافي عدو الله” ويلوحون بقبضتهم يوم السبت بمواصلة انتفاضة ضد معمر القذافي خلال جنازة أحد الاشخاص الذين قتلوا على أيدي جنود الزعيم الليبي.
وفي حي فقير بالعاصمة الليبية تحدى علانية حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما تجمع مئات الاشخاص لتشييع جثمان واحد من خمسة اشخاص قالوا انهم قتلوا عندما اطلقت القوات النار على المحتجين في وقت متأخر يوم الجمعة.
ولم يتسن التأكد من الاعداد من جهة مستقلة.
وقال مهندس يبلغ من العمر 34 عاما “سنتظاهر مجددا ومجددا اليوم وغدا وبعد غد..لسنا احرارا.”
وقال رجل اخر يدعى اسماعيل بصوت مشوب بالعاطفة “قوات القذافي جاءت الى هنا واطلقت النار في كل مكان خلال مظاهرة كانت سلمية.”
وقال السكان ان قوات حكومية وصلت في نحو 40 شاحنة صغيرة. وأضافوا انهم اطلقوا في باديء الامر الغاز المسيل للدموع ثم استخدموا الاسلحة الالية ضد المتظاهرين الذين كانوا يسيرون من منطقة تاجوراء التي تقطنها الطبقة العاملة الى وسط طرابلس مقر سلطة القذافي بعد صلاة الجمعة.
ونفت الحكومة استخدام القوة ضد المدنيين.
وهتف الحشد قائلا “الله اكبر ..القذافي عدو الله” لتتحول الجنازة الى مظاهرة اخرى.
وانتقد كثيرون الزعيم الليبي علانية خلافا للسنوات التي كان لا يتم التساهل فيها مع اي مشاعر مناهضة للقذافي.
وقال رجل عرف نفسه باسم علي ويبلغ من العمر 25 عاما لرويترز “الجميع في تاجوراء خرجوا ضد الحكومة. رأيناهم يقتلون اهلنا هنا وفي كل مكان في ليبيا.”
وقال شخص اخر “نريد خروج الحكومة.”
وعرض بعض الاشخاص لقطات مصورة التقطت على هواتفهم المحمولة لاشخاص يحملون جرحى مع اصوات اطلاق نار.
وقال سكان ان الجرحى يعالجون محليا بعد اختفاء عدة اشخاص من المستشفيات الحكومية في اعقاب اشتباكات سابقة. وقال طبيب ان عيادة صغيرة تدار بالجهود الذاتية استقبلت نحو 60 مصابا في الايام الماضية.
وقال شخص يتحدث الانجليزية بطلاقة وطلب عدم الكشف عن هويته ” اختفى عشرة اشخاص تقريبا من المستشفيات.”
وأضاف “ولهذا فان جميع المصابين يختبئون.”
وتعج الشوارع بأكوام من القمامة المحترقة والزجاج المكسور وبعض فوارغ الطلقات ولكن لم تكن هناك اي دلالة على وجود قوات الامن.
وفي منطقة مجاورة حيث قال السكان انها شهدت اشتباكات اخرى كان احد الشوارع مليء بالمعادن الملتوية والكتل الخرسانية. وأمكن رؤية بقع من الدماء على درج متجر محترق.