وطنية – 21/8/2011 عقد عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد مؤتمرا صحافيا في قرطبا رد فيه على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول قضية لاسا.
بداية، قال سعيد:” سنتكلم اليوم عن موضوع أصبح على كل شفة ولسان على المستوى الإعلامي والسياسي. وما دفعني أن أتكلم عبر الإعلام ما ورد على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ليل الأربعاء الفائت عن موضوع لاسا. بالتأكيد أن المواضيع الأخرى المتعلقة بالأمور السياسية العامة مثل صدور القرار الإتهامي وغيرها من المواضيع متروكة إلى إطار سياسي مختلف عن هذا وكما تعلمون، نحن نتصدى لها مع سائر حلفائنا في إطار قوى 14 آذار”.
ثم تطرق سعيد الى موضوع لاسا، وقال: “دخل موضوع لاسا إلى دائرة إهتمام اللبنانيين من خلال الأحداث التي فرضت نفسها علينا جميعا، ومجلس المطارنة الموارنة أدخل لاسا على جدول أعماله خلال الإجتماع الأخير الذي عقد في الديمان، مجلس النواب تطرق إلى لاسا من خلال مداخلات بعض النواب الأصدقاء، الإعلام نقل أحداث لاسا وتم إحصاء حتى الساعة 112 مقالا في الصحف اللبنانية وحتى الأجنبية، عرض من خلال هذه المقالات موضوع لاسا. من هنا اعتبرنا أن من مسؤوليتنا كأولاد المنطقة أن نتناول الموضوع ربما نسهم في مكان ما في تصحيح بعض الأخطاء. أصبحت قضية لاسا أكبر من لاسا وأكبر من الإشكالات التي تشهدها البلدة، سواء أكانت هذه الإشكالات من طبيعة أهلية أم من طبيعة مدبرة سلفا ومبرمجة وفقا لتخطيط يهدف إلى فرض أمر واقع جديد في المنطقة، بدليل الإهتمام الكبير لهذه القضية من قبل جميع الأطراف واخرهم كان أمين عام حزب الله. فإن استقرار المنطقة، كل المنطقة، أي جرد جبيل والمعروف بجبة المنيطرة على المحك”.
وتابع: “أصرت الكنيسة المارونية على تبسيط الموضوع حرصا منها على العيش المشترك في المنطقة وظنا منها أنها تستطيع إنتزاع حقوقا تعود لها بالكامل من خلال سياسة إعتبرتها مدروسة. وراهنت الكنيسة أنها من خلال اعتماد آليات نصحت بأنها تستطيع أن تصل إلى أهدافها. بعد شهر من إتفاق بكركي، أي بعد شهر من 20 تموز 2011، حصلت أحداث في لاسا من تعديات عقارية رغم الإتفاق، وتعديات على القوى الأمنية ما أدى البارحة إلى قيام قوى الأمن الداخلي بمؤازرة الجيش الى هدم بناء تم إشادته على أراض تابعة للكنيسة. كما حصل هذا الأسبوع في لاسا حادث بالغ الخطورة إذ اعتدى بعض المسلحين (وفقا لبيان صادر عن أبرشية جونية المارونية) على الشماس طوني الحكيم ورفاقه ما أدى الى إدخاله المستشفى للعلاج”.
اضاف: “سأتوقف عند هذه الحادثة قليلا نظرا لخطورتها:حصل اعتداء من قبل أفراد مسلحين على كاهن، أي رجل دين وهو جزء من الكنيسة المارونية. طالبت البارحة أبرشية جونية بتوقيف الجناة وتقدمت بدعوى وجاهية ضد المسؤول عن الإعتداء وهو معروف، لم يحصل أي تحرك ملموس من قبل الدولة لتوقيف من قام بهذا العمل الجبان، اضافة الى ذلك ينتمي الشماس الحكيم إضافة إلى انتمائه للكنيسة، لعائلة كريمة محترمة من جديدة غزير والإهانة هنا مزدوجة، واخيرا لم نسمع أي إستنكار رسمي وإعلامي من قبل أية مرجعية روحية إسلامية أو سياسية أو حتى محلية من لاسا”.
وسأل: “ماذا يعني كل هذا؟ هذا يعني أن الدولة غائبة غيابا تاما، وإذا كانت الدولة عاجزة عن توقيف متهمين في اغتيال الرئيس الحريري، هل هي عاجزة أيضا عن توقيف من يتعدى على كاهن في لاسا في جبل لبنان؟ وهو معروف الإسم والوظيفة ومكان الإقامة.إن غياب أي استنكار من قبل الجانب الشيعي والأهلي والسياسي والروحي، يفسح في المجال للقول بوضوح إن من يحمي هؤلاء الذين اعتدوا على كاهن من الكنيسة المارونية غير مبالين في استرضاء خواطر أحد، والأخطر غير مبالين من أي ردة فعل من قبل الجانب المسيحي، أو أنهم يعتبرون أن المسيحيين قد استوفاهم الله في لبنان”.
وتابع: “هناك حادثة أخرى حصلت أيضا البارحة في لاسا. أضع أمام الرأي العام أن بلدية لاسا أرسلت البارحة بوليسها إلى صالون كنيسة السيدة في البلدة الذي هو قيد الإنشاء وطلبت من القيمين على الأعمال التوقف فورا عن العمل مقابل إرسال الدولة فهودها ومجوقليها لإزالة مخالفة بناء. وعند سؤال المسؤولين عن السبب رغم وجود رخصة رسمية تسمح بقيام الأعمال، أجاب البوليص: إذا أرادت الدولة توقيفنا عن استكمال البناء، فنحن نطلب منكم التوقف أيضا عن بناء الكنيسة. هذا فقط من أجل العلم والخبر”.
واضاف: “إن تناول السيد حسن نصرالله لهذا الموضوع يدل على الأهمية التي يعطيها حزب الله لمسألة لاسا وينزع عنها الطابع المحلي العقاري البسيط. نقول للسيد نصرالله أنك تسيء إلى علاقات العيش المشترك في المنطقة. عشنا طوال هذه السنين مع بعضنا البعض ولم يحدث شيء بيننا، كنا نتشارك قطاع الزراعة والمهن الحرة والواجبات الإجتماعية والخدمات. منذ أن سيطرت على الطائفة الشيعية في لبنان، سيطرت على الطائفة في المنطقة، والنتيجة واحدة. لقد انهارت علاقات الطائفة الشيعية مع الآخرين في لبنان كما انهارت في المنطقة. فأنا أسأل هل العلاقات الإجتماعية القائمة اليوم في جبيل هي نفسها كما كانت في الماضي؟ لا”.
وتوجه الى نصرالله، قائلا: “أن إهتمامك بلاسا ليس له علاقة بأهل لاسا ومصالحهم، إنه اهتمام سياسي وأمني وعسكري يهدف إلى تأمين سيطرتك على جبيل. تحاول فرض أمر واقع إنتخابي… تحاول فرض أمر واقع عقاري…تحاول فرض أمر واقع إجتماعي…وتقول هناك من يحرض المسيحيين على الشيعة تضرب بعرض الحائط القانون أمام المحكمة الدولية وأمام مخفر قرطبا، وتسأل هل هناك من يحرض على الشيعة في جبيل؟ تصفنا بالوجوه الحالكة واليائسة وتسألنا هل هناك من يحرض على الشيعة؟ يقول الشيخ عبد الأمير قبلان أن أرض لاسا شيعية كما أن أرض قمهز أيضا شيعية وتسأل هل هناك من يحرض على الشيعة في جبيل؟ يعتدي من يحتمي بك على الكهنة والطوبوغرافيين والصحافيين، وتسأل هل هناك من يحرض على الشيعة؟
وتابع متوجها الى نصرالله: “نحن في هذه المنطقة لم نعتد يوما ان يوجه لنا أحد إتهاما، لقد حافظنا على من تدعي حماية حزبك بهم طوال سنين الحرب إنما لا تتجرأ علينا لأننا لا نخافك ولا نخاف حزبك ولا نخاف سلاحك”.
وقال: “إذا وصلت الأمور إلى هذا الحد من التردي، فالمسؤولية لا تعود فقط على الإحساس بالنشوة من قبل إخواننا الشيعة وهي نشوة ظرفية غير دائمة.المسؤولية تعود على الدولة التي لا تقوم بواجباتها، هدمت البارحة منزلا مخالفا مشكورة، إنما لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ لأنها لم تطبق القانون في لبنان ومن الطبيعي أن لا يطبق القانون في لاسا.الدولة مطالبة باستكمال أعمال المساحة فورا. إن الأمانة الوحيدة التي هي في عنق الدولة تتمثل بجملة واحدة: تطبيق القانون. والمسؤولية تعود أيضا إلى النائب ميشال عون الذي يظن أنه قادر على تأمين الغطاء المسيحي لحزب الله. المقايضة بسيطة، أغفل العين على إرتكابات الحزب مقابل أصوات إنتخابية تؤمن فوز نوابي في المنطقة”.
وتوجه إلى النائب ميشال عون، وسأله: “أين أصبحت كنيسة لاسا القديمة التي إدعيت في العام 2008 إستلام مفاتيحها من حزب الله؟ من هو نيرون يا نائب عون الذي يريد إحراق المنطقة، أنا أو حلفاؤك الذين اعتدوا على الأب شمعون عون وعلى صحافيي ال MTV وعلى توبوغرافيين أرسلتهم الرابطة المارونية من أجل استكمال أعمال المساحة في لاسا،
وما هي نتيجة سياستك يا جنرال؟”.
وختم سعيد: “النتيجة معروفة: غياب الدولة، تأمين غطاء مسيحي لحزب أصبح في دائرة الإتهام بالإجرام السياسي، إستقواء السلاح في كل أنحاء جبل لبنان حتى جبة المنيطرة ( والحبل على الجرار)، من موقع المواطن الحريص على استقرار جبيل وعيشها المشترك وعلى قاعدة اللهم إني بلغت أقول: على الدولة أن تبادر فورا الى توقيف من اعتدى على الشماس طوني الحكيم، على الدولة أن تزيل كل الإعتداءات عن أراضي الكنيسة، على الكنيسة عدم الإنزلاق في تسويات عقيمة مع أي طرف، وأقولها بكل هدوء، إن استقرار المنطقة يتعلق بتنفيذ كل هذه المطالب”.