كل يحتفل بالذكرى ١١ ليوم ١٤ آذار ٢٠٠٥ على طريقته! حتى جماعة “٨ آذار”! أي جماعة “عاشت سوريا بشّار الأسد”!
اليوم، هدّد ركن “٨ آذار”، وزير الخارجية جبران باسيل، بأنه”صاخبا سيكون حراكنا التياري كما في 14 آذار، ونصابنا سيكون شعبيا اذا ما اراد احد اسقاط نصابنا النيابي والتمثيلي والميثاقي”.
وبالصدفة حتماً، اختار الدكتور سمير جعجع أن يعطي مقابلة سياسية نشرتها جريدة “الأخبار” الإيرانية.. في يوم ١٤ آذار بالذات!
ما هي ١٤ آذار؟ هي، حسب الدكتور جعجع، الحريري وجعجع “ومن ثم”.. سامي (أمين) الجميل وبعض الشخصيات!
وبكلماته، فإن “14 آذار هي في شكل اساسي تيار المستقبل والى جانبه القوات اللبنانية، من ثم الكتائب وبعض الشخصيات. يتحدثون عن المستقلين وبعض الشخصيات وكأنهم يختصرون 14 آذار. انا احب الصحافي علي الامين، لكن لا استطيع ان اقول، حين أتحدث عن الشيعة، يجب ان اعرف رأي حزب الله والرئيس نبيه بري وعلي الامين. البعض يكبّر قضية المستقلين الذين اكنّ لهم كل احترام، لكن الاشكالية الحقيقية هي بين المستقبل والقوات في ما يتعلق بالرئاسة وادارة المواجهة ككل. اذا حلت، تحل كل القضايا في 14 آذار.”
جنبلاط: آذار شهر الانتفاضة اللبنانية والثورة السورية
غرد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر فقال: “شهر آذار هو شهر اله الحرب عند الرومان، شهر آذار هو دم كمال جنبلاط ودم الأبرياء في الشوف، شهر اذار هو شهر رفيق الحريري وشهر لبنان كل لبنان” .
اضاف :”دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري،شهر اذار هو شهر الشعب السوري .هو شهر أطفال درعا، هو شهر الانتفاضة اللبنانية والثورة السورية، هو شهر العواصف والزلازل ،وهو شهر الربيع والامل”.
منسّق الأمانة العامة لـ١٤ آذار، الدكتور فارس سعيد، ابتدأ مؤتمره الصحفي اليوم وحيداً بالإشارة إلى غياب قيادة 14 آذار، بما فيها أمانتِها العامة، في مشهديةٍ تكرّرت عشرُ مرّاتٍ في عشرِ سنوات وهذا “لأسبابٍ غير قهرية وحتى غير طارئة، فهذا أمرٌ خطير، وخطيرٌ جداً، لا يمكن ردُّهُ حصرياً إلى خلافٍ حول ترشيحاتِ رئاسة الجمهورية، كما أَوحى كثيرٌ من المعنيين المسؤولين، بل يتعدّى ذلك إلى مراكماتٍ خلافية على مدى شهورٍ وسنوات… في رأيي، وعلى وجه الإجمال، فإن اللحظةَ الخطيرة هذه إنما هي المولودُ الطبيعي لحالة متمادية من انكفاءِ المكونات السياسية والحزبية الأساسية في 14 آذار على ذواتها وأولوياتها الخاصة، لا سيما الأولويات الطائفية والحزبية – وأكررُ – خلافاً للأولوية الوطنية المطلقة التي تجلّت في 14 آذار 2005. واللحظةُ الراهنة هي أيضاً بنتُ عمليةِ اختزالٍ لحركةٍ شعبية واسعة في مجموعة ٍمن زعماء الأحزاب.”
في ما يلي نص كلمة الدكتور فارس سعيد في مؤتمره الصحفي اليوم:
أشكرُ الإعلام الذي أتاحَ ليَ اليوم أن أخاطبَ من خلالِه الرأي العام اللبناني، كلَّ الرأي العام اللبناني، فيما يتعدّى القسمة التي اعتدنا عليها وألفناها، وخلافاً للوحدة التي تجلَّت على نحوٍ غير مسبوق في الرابع عشر من آذار 2005.
في ذكرى 14 آذار ليس مألوفاً أن يُطلَ عليكم منسق الأمانة العامة بمفردِه، بل المألوف أن تُطِلَّ عليكم قيادة 14 آذار، بما فيها أمانتِها العامة، في مشهديةٍ تكرّرت عشرُ مرّاتٍ في عشرِ سنوات، حتى أصبحت هذه المشهدية تقليداً مرادفاً للوحدة والإستمرار.
أن۫ يتعذّر اليوم ارتسامُ هذه المشهدية، لأسبابٍ غير قهرية وحتى غير طارئة، فهذا أمرٌ خطير، وخطيرٌ جداً، لا يمكن ردُّهُ حصرياً إلى خلافٍ حول ترشيحاتِ رئاسة الجمهورية، كما أَوحى كثيرٌ من المعنيين المسؤولين، بل يتعدّى ذلك إلى مراكماتٍ خلافية على مدى شهورٍ وسنوات، لستُ مضطراً إلى عرضها، ولستم في حاجةٍ إلى ذلك، لأنها ظهرت وعبَّرت عن نفسِها في مناسباتٍ عدة. في رأيي، وعلى وجه الإجمال، فإن اللحظةَ الخطيرة هذه إنما هي المولودُ الطبيعي لحالة متمادية من انكفاءِ المكونات السياسية والحزبية الأساسية في 14 آذار على ذواتها وأولوياتها الخاصة، لا سيما الأولويات الطائفية والحزبية – وأكررُ – خلافاً للأولوية الوطنية المطلقة التي تجلّت في 14 آذار 2005. واللحظةُ الراهنة هي أيضاً بنتُ عمليةِ اختزالٍ لحركةٍ شعبية واسعة في مجموعة ٍمن زعماء الأحزاب.
ومما حمَلَني على الكلام في هذه المناسبة، بالإضافة إلى ما تقدّم – سببان آخران : أوَّلُهما من طبيعة وطنية أخلاقية، وهو أني ألزَمتُ نفسي مع الأمانة العامة، ومنذ ثماني سنوات، بأن نكونَ حُرّاس الوحدة الوطنية – وتحديداً الوحدة المسيحية الإسلامية – في الحركة الإستقلالية. والسببُ الثاني من طبيعةٍ إدارية وهو أني تلقّيتُ، من موقعي في الأمانة العامة، دعوات معلنة – كما تعلمون (الرئيسان الحريري والسنيورة) – وأخرى مباشرة للعمل على لمِّ الشمل.
لقد أشفقتُ على نفسي في مهمة لمّ الشمل، إذ۫ أراني كما قال الشاعر:
ألقاه في اليمِّ مكتوفاً وقالَ له إيّاكَ إيّاك أن تخشى من البللِ
مع ذلك لن أدَّخرَ أي جهدٍ ممكن. أما مهمتي الوطنية والأخلاقية فإني أتحمّلُها اليوم ودائماً، لأنها جزءٌ من خياري وهويتي، وأمارسُها في كل الظروفِ بغبطةٍ ورضا، مهما كانت الصعوبات والأكلاف.
غير أني في هذا الوقت ملزَمٌ بقول حقيقة إيماني وإيمان جميع الذين أُشبههُم على مساحة 10452 كلم²:
- إن جوهرَ إنتفاضةِ الاستقلال ولحظة 14 آذار هو قضيةُ شعبٍ وليس قضيةَ نُخبٍ سياسية أو ثقافية أو اقتصادية. إنه ما يستحقُ الدفاعَ عنه، كي نستحقَ نحن الحرية. إنه مبررُ وجودِنا معاً في وطنٍ ودولة، إنه العيشُ المشترك الذي جعلَ من لبنانَ أكثر من بلد، جعلَ منه البلد – الرسالة في ذاتِه وفي محيطه والعالم.
العلاجُ إذن ليس في ترقيعٍ أو ترميم أو مسكّنات، وإنما هو بتجديدِ الخيارات التاريخية لانتفاضة الاستقلال، والتي أراها تتلخّصُ بما يلي:
أولاً- إن الوحدةَ الداخلية في لبنان هي رديفُ السيادة والاستقلال، فلا سيادة ولا إستقلال إلا من خلال نظرةٍ وطنية واحدة، وإن تجربة الحرب الأهلية أكّدت، لجيلي على الأقل، أنه إذا انكسرت الوحدةُ الداخلية سينسحب التشرذمُ إلى داخل كل طائفةٍ وجماعة رغمَ حضورِ قياداتٍ ومرجعيات سياسية لها.
ثانياً- لا مساكنة بين سلاح الدولة اللبنانية وسلاحٍ غير شرعي. لأن تجربةَ اتفاق القاهرة في العام 1969 أدت إلى انفجار لبنان، والمساكنة التي فُرضت بين الجمهورية اللبنانية والجيش السوري المحتل أدت إلى إلغاء لبنان حتى “انتفاضة الاستقلال“.وتجربة المساكنة مع سلاح “حزب الله” أدت إلى تعطيل الدولة ومؤسساتها حتى إلغاء موقع رئيس الجمهورية.
ثالثاً- لا مهادنة في التمسك باتفاق الطائف والدستور اللبناني الذي دفعنا ثمنه 150 ألف شهيد خلال الحرب، والذي لا يطبَّق إلا على قاعدة التوازن بعيداً عن قاعدة موازين القوى.
إن التوازن ينتج استقراراً، أما موازين القوى المتحركة فلا تنتج إلا مشاريع غلبة، اليوم لمصلحة فريق وغداً لمصلحة فريق آخر.
رابعاً- تمسّك لبنان بنظام المصلحة العربية المشتركة في وجه مطامعِ قوى غير عربية تحاول الإمساكَ بقرارنا، ثقافياً واقتصاديا وسياسياً، وصولاً إلى إلغائنا.
خامساً- التمسّك بقرارات الشرعية اللبنانية والشرعية العربية والشرعية الدولية والإلتزام بتنفيذ كل القرارات الصادرة 1559 – 1680 – 1757 و1701.
أيها اللبنانيون،
مَن كان عمرَه 10 سنوات يوم 14 آذار 2005 أصبح اليومَ عمره 21 سنة.
هو اليوم ينتخب. وبرغم اعتراضِه على الكثيرِ الكثير مما حصلَ منذ ذلك اليوم في لبنان، فهو يتمسّكُ بكل لحظةٍ عاشَها مع أهله وأصدقائه في ساحة الشهداء.
لقد ساهمَ مع آخرين في صنعِ تاريخِ لبنان الجديد وساهم في رسمِ معالم ربيعٍ عربي ينقل عالمنا من مرحلة إلى أخرى.
إن هذا الشعورَ بالمساهمة في صناعة التاريخ لم يُم۫حَ، إنه راسخٌ في عقولنا جميعاً.
إن 14 آذار جزءٌ منّا، من ثقافتنا، وهي خيارنا.
لأننا نحبُ الحياة
لأننا نحبُ الحرية
لأننا نحبُ لبنان.
وفي النهاية أدعو كل اللبنانيين المؤمنين بهذه المعاني، إلى المساهمة في استنقاذِ لبنان وتجديد معناه، كلٌ بحسبِه ومن موقعه، أكان موقعاً بحكمِ الاختيار أو الاستمرار أو الأمر الواقع.
إقرأ أيضاً: مقابلة سمير جعجع: ترشيح عون يمنع الانهيار