لم يبقَ للرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند سوى أن يتعلّم “أصول الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان” من رئيس تحرير جريدة “الأخبار” الستالينية سابقاً و”الباسدارانية” حالياً في افتتاحية معبرة بعنوان “الضيف الفرنسي الثقيل”! (هل كان سيكتب عن “الضيف الإيراني الخفيف”، لو زارنا قاسم سليماني؟). أو لم يبقَ سوى أن تعلّق شقيقتها الكبرى (“السفير”) بأن هولاند بدا “وكأنه اقتبس شخصية «أبو ملحم»، مقدّما إياها في «نسخة فرنسية»، حيث جمع القيادات السياسية والدينية في قصر الصنوبر، ووزع النصائح والعواطف في كل الاتجاهات؟؟..”!
بغض النظر عما أسفرت، أوستسفر عنه زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت، فالمؤكّد هو أن “وكلاء إيران في الصحافة الصادرة من لبنان” يزعجهم أن تؤكّد فرنسا حضورها في لبنان، ولو بصورة رمزية! ومن”قصر الصنوبر” الذي شهد إعلان “لبنان الكبير” بالذات!
الشفاف
*
لم تأت زيارة الفرنسي فرنسوا أولاند الى لبنان بجديد، ولم تخرج عن سياق زيارة “رفع عتب”. وخلت الزيارة من اي مبادرة فرنسية، او اوروبية، لإخراج ازمة الرئاسة من عنق الزجاجة الايراني.
معلومات أشارت الى ان طهران تريد الاحتفاظ بورقة الرئاسة اللبنانية، الى حين الانتهاء من الانتخابات الاميركية، وهي تاليا، ليست مستعدة لاعطاء فرنسا، خصوصا، والاتحاد الاوروبي عموما أي صدقية، في ما يتصل بإنتخاب رئيس لبناني، وأشارت الى ان إيران لم تنسى المواقف الفرنسية المتشددة، خلال المفاوضات مع مجموعة خمسة زائدا واحدا.
وتضيف ان إيعاز طهران لحزب الله بالافراج عن الانتخابات الرئاسية في لبنان، سيكون مبادرة من ضمن سلة التفاوض مع الادارة الاميركية الجديدة، وتاليا لا جوائز ترضية لفرنسا او سواها الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.
وفي سياق متصل استبق حزب الله زيارة الرئيس الفرنسي الى لبنان، بالإعلان عن أن وفدا نيابيا من الحزب ببرئاسة النائب محمد رعد، سيلتقي الرئيس الفرنسي بطريقة منفردة، وخاصة، ثم عاد الحزب ليعلن مقاطعة النائب رعد للعشاء الذي أقامه الرئيس الفرنسي هولاند في قصر الصنوبر، لرؤوساء الكتل النيابية.
مصادر مواكبة للزيارة نفت ان يكون جدول لقاءات الرئيس هولاند في بيروت يتضمن اي لقاء منفرد من موفدين من حزب الله، سواء الكتلة النيابية برئاسة النائب محمد رعد او سواها.
وأشارت المصادر الى ان الحديث عن لقاء كان سيحصل بين وفد الحزب الالهي والرئيس الفرنسي من بنات أفكار الذين اخترعوا هذا اللقاء.
تزامنا، أثارت الزيارة ردود فعل، متفاوتة، واستياء القيادات المارونية، حيث درجت العادة، على ان يلتقي اي رئيس فرنسي يزور لبنان، بطريرك الموارنة في مقر إقامته في الصرح البطريركي في بكركي، وهذا ما درجت عليه العادة منذ عقود، في حين ان هولاند خرق التقليد، والتقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مقر إقامته في قصر الصنوبر في العاصمة اللبنانية، الامر الذي اعتبره الموارنة خرقا للتقليد، وإنتقاصا من مقام البطريرك، في حين ان الاوساط المتابعة للزيارة، ردت بالقول إن الزيارة لا تحمل طابع زيارة الدولة، لان لا رئيس للجمهورية في لبنان، وهي زيارة عمل، وتاليا يمكن للرئيس الفرنسي، ان يتجاوز الاعراف.