رسالة 14
عدد – 16 –
21 نيسان 2010
أولاً – حول عدد من التطورات الداخلية ووجهة التعاطي المفترض لـ 14 آذار معها
1. بالنسبة إلى تصعيد “حزب الله” – و8 آذار ككل – ضد الحوار وهيئته:
• لم يعد خافياً أن إلغاء الحوار بات هدفاً مركزياً لـ”حزب الله” وحلفائه.
• و”إلغاء” الحوار هو الترجمة السياسية لشعار “سحب السلاح” من التداول السياسي والإعلامي.
• أي فقط حوار حول الإستراتيجية الدفاعية مفصولة عن “سلاح حزب الله”.
• وقد كشف الصحافي إبراهيم بيرم في مقالة له في “النهار” الصادرة اليوم، وهو صحافي على تقاطع الثنائية الشيعية، هدف إلغاء الحوار.
• كاشفاً أن “حزب الله” وفريقه لم يكونا يرغبان في دعوة رئيس الجمهورية إلى انعقاد الحوار مجدداً في آذار الماضي أصلاً.
• وما كتبه الصحافي بيرم إذ يفيد أن “مشروع” إلغاء الحوار كان قائماً قبل استئناف الحوار وهو قائم بـ”جدية” اليوم.
• فإنه يسمح بملاحظة التدرج نحو الإلغاء.
• من الحملة على انعقاد الحوار، إلى المطالبة بـ”الفصل” بين الإستراتيجية والسلاح، إلى التهديد بالانسحاب، إلى التهديد المباشر بفرط الحوار، بعد أن كانت محاولة انتزاع نص حول “لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته” في اجتماع 9 آذار، آخر محاولة لفرض استسلام 14 آذار في هذا المجال.
2. يتزامن هذا التصعيد ضد الحوار مع موقفين جديدين:
• بمناسبة صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول القرار 1559 قبل يومين، موقف لـ”حزب الله”يستعيد اعتبار القرار الدولي “بحكم الملغى”.
• بالتوازي موقف لميشال عون في مقابلة مع “الشرق الأوسط” اليوم يقسم العمل على نحو يجعل “حزب الله” لمواجهة إسرائيل والجيش للأمن في الداخل!.
• أي جيشان، والجيش الشرعي لا علاقة له بالحدود.
• جيشان، لا وجود حتى لـ”تنسيق” بينهما!.
• ما يعني، في المباشر، تسييد مناخ “استنفار حربي” لدى “حزب الله” من ناحية ومناخ ترهيب وقمع من ناحية ثانية.
3. في هذا الوقت، يبدأ فريق 8 آذار اعتباراً من غد الخميس تحركات مسماة “مطلبية”:
• إضراب السائقين في كل لبنان غداً (مع احتمالات شغب ما!).
• واللافت فيه أن مطالب المضربين تتعلق بوزارة الطاقة (البنزين والأسعار والضرائب على البنزين) لكنه موجه ضد الحكومة!.
• والإعلان منذ الآن قبل شهرين عن إضراب عام في كل لبنان في 17 حزيران المقبل.
• التهديد بـ”أجندة” محددة سلفاً وبتاريخ محدد.
• أي استخدام بقايا “العمل النقابي” لاستهدافات سياسية.
4. في غضون ذلك، تتواصل الحوادث الأمنية المتنقلة مشيعة أجواء قلق لدى اللبنانيين.
5. حيال ذلك، ثمة حاجة ملحة للتذكير بـ”حاجات” 14 آذار وواجباتها في آن:
• لا شك أن ثمة خللاً في توازن القوى حصل منذ ما بعد انتخابات 7 حزيران 2009.
• ولا مبالغة في القول إن السبب الرئيسي لهذا الخلل ليس ما استجد من مصالحة سعودية – سورية، وليس الصفحة الجديدة من العلاقات اللبنانية – السورية “في إطار” المصالحة السعودية – السورية، لكنه يتعلق – أي الخلل – بعوامل عدة على هامش التطورات المشار إليها.
• الضغوط السورية للانتهاء من 14 آذار التي تزامنت مع أداء سوري يوحي بعودة سوريا إلى لبنان وبعودة لبنان إلى ما قبل 14 آذار 2005. (عامل)
• الأداء السوري بين الإيحاء بفرض شروط في لبنان فيما يُفترض بسوريا أن تنفّذ دفتر شروط عربياً ودولياً، وبين استغلال فترة انتقالية إقليمية لتحسين شروط سوريا في لبنان، واستغلال بعض غضّ النظر الدولي والعربي عنها. (عامل آخر)
• حرصنا على نجاح محاولة فتح صفحة جديدة مع سوريا، وحرصُنا على عدم التناقض مع النظام العربي والمجتمع الدولي. (عامل ثالث)
• مصلحتنا في الهدوء وعدم إعطاء مبررات للانقلاب على الهدوء. (عامل رابع)
• ومسارعتنا إلى تخفيض سقوفنا السياسية والإعلامية للاعتبارات الآنفة. (عامل خامس)
• فيما تم الاحتفاظ بـ”الثوابت”: الشراكة الإسلامية – المسيحية وتحالفاتها، المحكمة الخ.. ولو من دون تظهير إعلامي كاف.
• إن هذه الصورة التي نرسمها من منطلق أن ثمة خللاً سياسياً حصل في الشهور الماضية، هي للقول إنه بالرغم من الخلل فإن توازن القوى ليس “توازن إلغاء” لـ14 آذار.
• وعلينا التذكر دائماً بأن سوريا تحت الرقابة ولو شبّحت إلى حين.
• من هنا، فإن الاستنهاض الـ14 آذاري متاح حتى من دون أن يطيح بالحسابات “الكبرى” لمواقع كل منا وللعلاقات.
• والاستنهاض ليس مرادفاً لـ”التطرف” أو لـ”الانفجارات الصوتية”.
• إن حركة 14 آذار هي: حركة استقلال وسيادة + حركة سلم وحماية للبنان + حركة ديموقراطية.
• وفي وسعها أن تخوض صراعاً ديموقراطياً ليس فقط لتأكيد التواصل مع الناس لكن للتأثير السياسي.
• صراع انطلاقاً من خطة حماية لبنان + صراع من أجل الحريات + صراع من أجل التمسك بالمحكمة (ذكرى القرار 1757 بعد أسابيع قليلة) + صراع من اجل مطالب وحقوق للقطاعات النقابية الخ..
• أي أن 14 آذار بقراءة داخلها وبتوزع مدروس للأدوار تستطيع أن تصعد السلّم مجدداً، فلا يكون “الانطباع” (!) السائد حقيقياً عندئذ.
• وعلى كل حال، فإن ما تقدم هو اقتراحات للدرس.
ثانياً – حول آخر التطورات الإقليمية
1. احتدام الأزمة الدولية مع إيران، مع تقدم لمسار العقوبات، فيما يبدو أن المسعى التركي للتوسط بين دول الـ5+1 وإيران، إنما هو المحاولة الأخيرة ما قبل العقوبات.
2. تصاعد الأزمة الأميركية – السورية:
• بعد ازمة صواريخ “السكود” من سوريا إلى “حزب الله”.
• تصاعد تدريجي لـ”الموقف الأميركي”.
• حتى بات موقفاً إنذارياً إذا جاز التعبير.
• وعودة أميركا إلى تقويم العلاقة بسوريا (البداية كما علم اليوم في لجنة فرعية للكونغرس الأميركي).
3. القمة المصرية – السعودية – السورية:
• الحديث الإعلامي عن إمكان انعقادها غداً في شرم الشيخ.
• في ظل تحليلات – متسرعة؟ – عن استعادة “الأكس” الثلاثي أو القيادة الثلاثية للنظام العربي.
• فيما الكلام الإعلامي – من دمشق – في صحف اليوم ينقل أن الأسد سيطرح الاتفاق على التصدي لإسرائيل وسيدافع عن العلاقة السورية – الإيرانية “غير الموجّهة” ضد أي دولة عربية.
• وفيما ليس واضحاً مصير ملف أساسي في العلاقة بين مصر وسوريا، أي ملف المصالحة الفلسطينية.
• ومن المفيد التريّث في التحليل حتى ظهور بعض المؤشرات.