إطار سياسي معارض يجمع قوى سيادية قريبا!
المركزية- بعد ما شهدت الساحة اللبنانية، موجات تفاؤل تارة وتشاؤم تارة اخرى اثر ترددات حادثة البساتين على الوضع السياسي والاقتصادي، انقشعت الغيوم السوداء وسيطرت رياح دافئة خلال الساعات الماضية، فالحل بات قريبا حسب رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري “اعاد تحريك مبادرته وستشهد عين التينة حركة لقاءات قد ينتج عنها توافق على عقد جلسة لمجلس الوزراء غدا على ان يسبقها لقاء “مصارحة او مصالحة” في بعبدا اليوم من شأنه ترطيب الاجواء بين طرفي النزاع”.
في المحصلة، صبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي تسلح به حصد نتيجته، ورياح الحل السياسي هبّت بما تشتهي سفنه، بحسب النائب السابق فارس سعيد.
سعيد اعتبر في حديث لـ “المركزية” أن “جنبلاط نجح خلال شهر من تعطيل انعقاد جلسات مجلس الوزراء، بالالتفاف على الحصار والكمين الذي كان منصوبا له، من خلال استنهاض تعبئة درزية-سنية- مسيحية، اضافة الى جذب اهتمام دولي في قضية البساتين تمثّل ببيان السفارة الاميركية، والاتحاد الاوروبي”.
وقال: “نجاح جنبلاط ارتكز الى مبادرتين خارجية وداخلية، لافتا الى لقاء مصالحة اليوم بين الجميع برعاية رئيس الجمهورية او رئيس مجلس النواب نبيه بري، متوقعا ان تنتهي الامور على قاعدة أن يبقى ملف البساتين بأيدي المحكمة العسكرية وتلتئم الحكومة لتسيير اوضاع اللبنانيين”.
اضاف: “نتيجة الاحداث المتلاحقة تبيّن أن البلد غير متروك والبيان الاميركي خير دليل”، مشيرا الى أن من اعتبر البيان تدخلا في الشؤون الداخلية عليه أن يرفع مئة الف صاروخ منتشر على الاراضي اللبنانية”، قائلا: “البيان الاميركي يوازي الصواريخ الايرانية المنتشرة على الاراضي اللبنانية، بإمرة ايرانية تمثل تدخلا سافرا بسيادة لبنان واستقلاله”.
واعتبر أن “حزب الله استوعب الوضع، بعد ما تضامن مع حليفه رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان”، لافتا الى أن “موقف رئيس الجمهورية من القضية وتدخله بشكل غير مسبوق، ساعد جنبلاط على استنهاض الداخل والخارج”، مضيفا: “كان على الرئيس عون أن ينأى بنفسه عن الحادثة والتصرف كرئيس لا كفريق سياسي وفي النهاية من خرج رأسه مرفوعا من هذه القضية هو وليد جنبلاط”.
على صعيد آخر، اوضح سعيد أن “الاعتراض الشعبي على اداء السلطة، اوصلنا الى محاولة انشاء اطر سياسية معارضة، بهدف مواجهة هيمنة ايران على لبنان والعودة الى الدستور واتفاق الطائف الذي يضمن العيش المشترك وهوية لبنان وانتماءه العربي”، قائلا: “نعمل مع الآخرين لاطلاق اطار سياسي موحد في هذا الاتجاه، ونحن على قاب قوسين من اصدار بيان مشترك بين قوى سياسية متعددة تدين الهيمنة الايرانية وتطالب بالعودة الى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني التي اقرت في الطائف”.