كيف تم تجنيد انتحاري مقهى الكوستا في شارع الحمرا في بيروت؟
معلومات أشارت الى ان”شعبة المعلومات”، وفي إطار مراقبتها وتعقبها للمتطرفين والارهابيين، تعمل على مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا المواقع والاشخاص الذين تشتبه بامكان تورطهم في التخطيط لاعمال إرهابية. وتضيف ان قوى الامن رصدت عملية تجنيد الانتحاري المدعو “عمر حسن العاصي” من قبل أحد الاشخاص الذي أطلق على نفسه لقب “الشيخ لِلو”. وتابعت الشعبة الحوارات بين المدعو “الشيخ للو” والارهابي عمر العاصي وصولا الى إعلان العاصي مبايعته للمدعو “ابو بكرا البغدادي” على الامر والطاعة، وان العاصي يريد الانتقام لتوقيف الشيخ “احمد الاسير”، ولكل ما جرى خلال عملية إزالة “المربع الامني” الذي كان الشيخ الموقوف يقيمه في منطقة “عبرا” في “صيدا”، جنوب لبنان.
وتشير المعلومات الى ان “شعبة المعلومات”، وبالتنسيق مع قوى الامن الداخلي ومخابرات الجيش اللبناني، عملت على رصد العاصي بمتابعة دقيقة وصولا الى مرحلة تزويده بالحزام الناسف ومتابعة خط سيره من صيدا الى مقهى “الكوستا” في شارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث القي القبض عليه من دون ان يستطيع تفجير حزامه الناسف الذي تبين لاحقا ان فيه خللا تقنياً أدى الى عدم انفجاره، ما حال دون وقوع مجزرة في حق رواد المقهى وشارع الحمرا على حد سواء من المدنيين.
وتضيف المعلومات ان عملية تجنيد العاصي أظهرت هشاشة وضحالة الوضع السني في لبنان إذ كيف يعقل لطالب جامعي ان يقتنع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بوجود شيخ يدعي “للو”، وأن ينجح هذا الشيخ المزعوم بتجنيد شاب جامعي في مقتبل العمر على مبايعة المدعو “ابو بكر البغدادي” في العراق من دون ان يكون العاصي قد التقى البغدادي او حتى استمع الى مواعظه، علما ان البغدادي لم يظهر سوى مرة واحدة في الموصل ليختفي بعدها؟
هذه الاسئلة رفعت من مستوى التحدي الذي تواجهه القوى الامنية اللبنانية في حربها الاستباقية على الارهاب، خصوصا ان ضعاف النفوس والذين يمكن استدراجهم لتجنيدهم للقيام بعمليات إرهابية أصبحوا ضمن مروحة اوسع من الفقراء او المؤدلجين دينيا ليشملوا طلاباً جامعيين لا تاريخ لهم في الانتماء الى التطرف او الارهاب كمثل حالة “العاصي”.