من يطالع مقالات مصطفى إسماعيل على “الشفّاف” لن يجد أثراً لـ”الأعمال والخطط” التي “من شأنها الإساءة إلى علاقات سوريا بدولة أجنبية”، والمقصود تركيا طبعاً. فكل مقالات مصطفى اسماعيل تدعو للمصالحة بين الكرد والأتراك على أساس التطور الديمقراطي لتركيا، إلا إذا كانت “الديمقراطية” هي ما يزعج “فرع أمن الجوي” الذي اعتقله وأحالة إلى محكمة الجنايات العسكرية. وعدا مقالاته، وتغطياته الإخبارية، فقد نشر مصطفى اسماعيل ترجمات لعدد من الكتّاب الأتراك المرموقين نقلاً عن صحف تركيا رئيسية. فكيف تسيء ترجمة كتّاب أتراك إلى تركيا؟ ومتى طالب مصطفى اسماعيل بـ”اقتطاع جزء من الأراضي السورية وضمها إلى دولة أجنبية”؟
السلطة التي تضطهد الكتّاب (وغير الكتّاب) من الأكراد هي التي “تقتطع” جزءاً من الشعب السوري وتدفعه دفعاً نحو الإنفصال.
تحياتنا للكاتب والناشط والمحامي مصطفى اسماعيل في السجن الصغير، ولرفاقه من النخبة التي نعتزّ بها في سوريا.
“الشفاف”
*
إحالة الناشط الكردي مصطفى إسماعيل إلى محكمة الجنايات العسكرية
أصدر قاضي التحقيق الثاني في المحكمة العسكرية بحلب في الإدبارة التحقيقية ذات رقم الاساس 394 لعام 2010 قراره الإتهامي بتجريم الكاتب والناشط والحقوقي الكردي مصطفى إسماعيل بجنايتي:
1) القيام بأعمال وخطط من شأنها الإساءة إلى علاقات سورية بدول أجنبية.
2) الإنتماء إلى جمعية سياسية محظورة تهدف إلى اقتطاع جزء من الأراضي السورية وضمها إلى دولة أجنبية.
و بموجب هذا القرار أحيل الحقوقي مصطفى اسماعيل إلى محكمة الجنايات العسكرية بحلب لمحاكمته على الجنايتين المذكورتين واللذان تتراوح حكمهما بين عام وخمسة أعوام.
و كان قاضي التحقيق الثاني في المحكمة العسكرية رفض مراراً طلبات إخلاء سبيل التي تقدم بها محامي مصطفى إسماعيل الموقوف حالياً في سجن حلب المركزي.
و كان النشط الكردي مصطفى إسماعيل قد تم إعتقاله في 12/12/2009 من قبل فرع أمن الجوي في حلب. و قد كان مسيره مجهولاُ لمدة أشهر تبين فيما بعد بأنه كان معتقلاً في فرح الفيحاء في دمشق و بعدها تم تحويله إلى أكثر الفروع الأمنية في سوريا إلى أن وصل إلى سجن حلب المركزي ليتم سجنه في مع مرتكبي جرائم السرقة والقتل.
*
المحامي والناشط الحقوقي والكاتب والشاعر الكردي مصطفى اسماعيل الى غياهب الاختفاء القسري في سورية
لا زالت القبضة الأمنية في سورية تحصد المزيد من النشطاء والمثقفين، العرب والأكراد، في انتهاك صارخ للدستور السوري والمثياق العالمي لحقوق الإنسان، وكافة الأعراف والعهود والاتفاقيات الدولية، والتي وقّعت سورية عليها.
وإلى ذلك، ما جرى مع الكاتب والشاعر والناشط الحقوقي الكردي السوري؛ المحامي مصطفى اسماعيل. حيث تمّ استدعاؤه من قبل قسم الأمن الجوي بمدينة كوباني (عين العرب) في يوم 10/12/2009. وبعد مراجعته للجهة المذكورة، أعطي ورقة، مفادها: مراجعة فرع الأمن الجوي بحلب للتحقيق معه يوم السبت 12/12/2009. ومنذ مراجعته للفرع المذكور، ولغاية ساعة إعداد هذا التقرير، لم يتم الحصول على أيّة معلومات عنه؛ ومكان تواجده؟ وأسباب اعتقاله؟ والظروف التي يعيشها…؟. وترجِّح بعض المصادر المحليّة والحقوقيّة والثقافيَّة في سورية أسباب اعتقال مصطفى اسماعيل إلى نشاطه الحقوقي والثقافي والإعلامي
.
وذكرت مصادر حقوقيّة موثوقة، ذات صلة، أنّ عائلته قامت بمراجعة فرع الأمن الجوّي في حلب، فأنكر المسؤولون في الفرع وجوده عندهم، وعدم اطلاعهم عن أخباره ومصيره، وتصرّفوا مع عائلته بشكل استفزازي، وهددوهم في حال استمرارهم التحرّي عنه.
والجدير بالذكر، أن مصطفى إسماعيل اسماعيل، الأب بركل، من مواليد كوباني (عين العرب) سنة 1973. متزوّج، وأب لثلاثة أطفال. يزاول مهنة المحامى في مدينته. وهو من الناشطين في المجالات الحقوقيّة والثقافيّة والإعلاميّة، ومن الأسماء المعروفة في هذه الميادين. له العشرات من المقالات السياسيّة، والبحوث والدراسات القانونيّة. له دواوين شعريّة، وترجمات من وإلى اللغة العربيّة. تنشر العديد من المواقع الالكترونيّة الكرديّة والعربيّة مقالاته التي تتميّز بالنقد السياسي، وترصد انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، وتهتمّ بالشأن العام. شارك مصطفى اسماعيل، كضيف، في أحد الأفلام الوثائقيّة التي تتناول الوضع الإجتماعي في الريف الكردي السوري. وله مشاركات كثيرة في برامج تلفزيونيّة عدّة، على الفضائيّات الكرديّة، كمحلل سياسي، وناشط حقوقي، بغية التعليق أو التحليل حول أحداث الساعة الكرديّة، أو رصد انتهاكات حقوق الإنسان، إلى أن أصبح هو، خبر سياسي وحقوقي، تناقلته بعض القنوات الفضائيّة الكرديّة، والكثير من المواقع الالكترونيّة الكرديّة والعربيّة. كما نشرت صحف ومجلات عربيّة وكرديّة عديدة مقالات مصطفى اسماعيل، الذي عمل مراسلاً لصحيفة “آزاديا ولات” الصادرة باللغة الكرديّة في مدينة آمد / دياربكر، كبرى المدن الكرديّة جنوب شرق تركيا. وعملاً اسماعيل مراسلاً لراديو “سدني 2000” باستراليا.
ولأنّه هذه ليست الحالة الأولى التي يتعرّض فيها نشطاء ومثقفين وإعلاميين للاختفاء بهذه الطريقة. وفيما بعد، تمّ الكشف عن مصيرهم، إمّا قتلى، كحادثة الشيخ العلامة محمد معشوق الخزنوي و عثمان سليمان أو معتقلين في أقبية السجون السورية، كحادثة الناشط السياسي مشعل تمّو. ولذا، أبدت الكثير من المصادر، إلى جانب عائلة اسماعيل، خشيتها البالغة، وقلقها الشديد على مصيره المجهول.
واللافت أن المنظمات الدولية ذات الصلة، كـ”محاميون بلا حدود”، “مراسلون بلا حدود”، “منظمة العفو الدوليّة”…الخ، لم تحرّك ساكناً، لدى السلطات السورية، لمعرفة مصير مصطفى اسماعيل