ربع الأمريكيين لا يوجد لديهم أي انتماء للدين، والعائلات الشابة تتجه لرفض التربية الدينية
حسب نتائج دراسة استطلاع أخيرة لمركز “بيو” للأبحاث، فإن ربع الأمريكيين لا يوجد لديهم أي انتماء للدين. وهذه النسبة في ازدياد لدى الآباء والأمهات الشباب (أقل من ٣٠ عام). وهم يريدون لأبنائهم وبناتهم أن یترعرعوا على الحب، ولا يريدون لأطفالهم أن يستمعوا إلى قصص الكتاب المقدس لأن الأطفال يصدقون كل ما يقال لهم، ومن الطبيعي أنْ تحوّلهم تلك القصص الدينية إلى متدينين. ولا جدال أن هؤلاء الآباء والأمهات قد عانوا من النقاشات الدينية الصعبة التي خاضوها مع آبائهم وأمهاتهم، ولا يريدون للأجداد والجدات أن يهدموا المشروع العلماني الذي بنوه من أجل تربية أطفالهم.
إن الطريقة العلمانية في التربية، حسب الدراسة، والتي تعوّد الأطفال على عدم إخفاء الجهل والخرافات الظلامية، وهو أساس التربية الدينية، تقوّي فيهم القدرة على الفضول. وهذا الفضول من شأنه أن یقوّي فيهم موضوع البحث العلمي، ومن ثم لا يجعلهم يخضعون لمقولة أن الله هو سبب كل شيء.
يعنوِن المركز الدراسة الإستطلاعية بالتالي:
عندما يقول الأمريكيون إنهم يؤمنون بالله، ماذا يَعْنون من ذلك؟ ويجيب، إنطلاقا من النتائج: أن تسعة من بين كل عشرة أمريكيين يؤمنون بوجود قوة أعلى، لكن أغلبية ضئيلة فقط تؤمن بالإله مثلما هو مذكور في الكتاب المقدس.
وكانت دراسات سابقة للمركز أظهرت أن نسبة الأمريكيين الذين يؤمنون بالله مع يقين مطلق، قد انخفضت في السنوات الأخيرة، فيما نمت الشكوك حول وجود الله – أو حول عدم الإيمان بالله.
وحسب المركز، فإن هذه الاتجاهات تثير عددا من الأسئلة: فعندما يقول المستطلعون بأنهم لا يؤمنون بالله، فما الذي هم يرفضونه؟ هل يرفضون الإيمان بأي قوة أعلى أو قوة روحية في الكون؟ أم أنهم يرفضون فقط الفكرة المسيحية التقليدية عن الله؟ وعندما يقول البعض إنهم يؤمنون بالله، فما الذي يؤمنون به، هل هو الله كما هو مذكور في الكتاب المقدس، أم هو أي قوة روحية أخرى أو كائن أعلى؟
أجري الاستطلاع الجديد للمركز على أكثر من 4700 من البالغين في الولايات المتحدة، ووجد أن ثلث الأمريكيين يقولون إنهم لا يؤمنون بإله الكتاب المقدس، لكنهم يعتقدون أن هناك قوة أخرى أو قوة روحية أخرى في الكون.
والاعتقاد بالله في الولايات المتحدة هو أمر شائع حتى بين غير المتدينين. فما يقرب من ثلاثة أرباع المستطلعين يؤمنون بقوة أعلى من أي نوع، حتى لو لم تكن الله كما هو مذكور في الكتاب المقدس. بينما الأميركيين الذين يقولون إنهم يؤمنون بالله “كما هو مذكور في الكتاب المقدس” يتصورون عموما إلها مطلقا في قوته وفي معرفته وفي خيره وحبه، وهو يحدّد معظم أو كل ما يحدث في حياتهم. على النقيض من ذلك، فإن الأشخاص الذين يقولون إنهم يؤمنون بـ”قوة أعلى أو قوة روحية” ولكن ليس بالله كما هو مذكور في الكتاب المقدس، لا يعتقدون بالألوهية المطلقة، أي الإله الكلي العلم والخير والقوة.
ويقول نصف الأمريكيين (48٪) إن الله أو قوة أعلى أخرى تحدد بشكل مباشر ما يحدث في حياتهم في معظم أو كل الوقت. بينما 18٪ من المستطلعين يقولون إن الله أو أي قوة أخرى تحدد ما يحدث لهم “فقط في بعض الأوقات”. وما يقرب من ثمانية من كل عشرة من البالغين في الولايات المتحدة يعتقدون أن الله أو قوة أعلى قد قامت بحمايتهم، ويقول ثلثاهم إنهم قد كوفئوا من قبل الله. ويقول ستة من بين كل عشرة أمريكيين إن الله أو قوة أعلى ستحكم على جميع الناس بما فعلوه، ويقول أربعة من كل عشرة إنهم عوقبوا من قبل الله أو القوة الروحية التي يعتقدون أنها تعمل في الكون.
بالإضافة إلى ذلك، وجد الاستطلاع أن ثلاثة أرباع البالغين الأمريكيين يقولون إنهم يحاولون التحدث إلى الله (أو قوة أعلى أخرى في الكون)، ويقول حوالي ثلاثة من كل عشرة من الأمريكيين إن الله (أو قوة أعلى) يتحدث معهم. وسأل المسح عن معدلات الصلاة. وقال الذين يصلون بشكل منتظم بأنهم يتحدثون إلى الله وأن الله يتحدث إليهم. لكن الاستطلاع يظهر أن الصلاة والتحدث إلى الله غير قابلين للاستمرار. على سبيل المثال، يقول أربعة من بين كل عشرة أشخاص (39٪) أنهم نادرا ما يصلون أو لا يصلون أبدا بل يتحدثون إلى الله.
هذه هي من بين النتائج الرئيسية للدراسة الإستطلاعية الأخيرة لمركز “بيو”، التي أجريت في الفترة من 4 إلى 18 ديسمبر 2017.