البقاع – خاص بـ”الشفّاف”
“خطفك السيد يا رجوتي”! صرخة اطلقتها أم هرملية والدموع تفيض من مقلتيها فوق شعر ابنها العائد من القصير” السورية”.
فالعائد، “محمد – ج”, شاب عشريني أُخذ مع مجموعة من شباب بلدة “الهرمل” المنتمين الى حزب السيد حسن نصرالله للمشاركة في القتال الى جوار جيش بشار الاسد، وقُدِّرَ له العودة منفرداً عبر مسالك ترابية خبرها منذ الصغر.
روى لي قريبه الآتي: هرب محمد منذ ايام قليلة من بين مجموعته المرابطة في جنوب “القصير” السورية، واستطاع تخطي العقبات الأمنية التي يتخذها “أمن حزب الله” لضبط عناصره في الاراضي السورية، كما تجنّب حواجز وكمائن جيش النظام السوري في المناطق الحدودية مع لبنان. كان ينام نهاراً ويتنقل ببطء وهدوء ليلاً، الى ان بلغ “الهرمل”.
وينقل عنه عنف المعارك في قرى “القصير”، ومشاهداته الميدانية عن خسائر بشرية كثيرة العدد اصابت مجموعات حزب الله هناك.
ويحكي “محمد” بأسف بالغ، وخوف جلي وواضح، عن تدابير قاسية وسريعة ينفذها “أمن حزب الله” في التعامل مع القتلى من عناصر الحزب. فيعمد – “الامن” – الى دفنهم فورا في اماكن محددة مسبقا، بحيث يمكنه العودة الى انتشالهم بيسر وسهولة “في الوقت المناسب”! و”الوقت المناسب”، يتابع قريبه نقلا عن “محمد”، يكون بعد “انتصار” بشار الاسد على المعارضة السورية. واذا لم يتحقق “النصر”، فالجنة مثواهم لانهم سقطوا دفاعا عن قضية عادلة””.
مشاهدات “محمد” رهيبة وقاسية: على ما تابع الراوي. لكن البارز فيها اشارات الاعتراض المتصاعدة، وحالات التململ وصولا الى الفرار من بين المجموعات الكثيرة التي بعث بها حزب الله من البقاع والجنوب الى “القصير” لقتال الثوار بدل حقن دمائهم لمقاتلة العدو الاسرائيلي.
و”محمد” ليس الفارّ الوحيد. فهناك العشرات ممن هربوا من قلب المعارك الدائرة في سوريا، منهم من التجأ الى اصدقاء واقارب في “البقاع” و”الضاحية”، بعيدا من اعين “أمن حزب الله”! وهذا ما يطرح اشكالية كبيرة ستواجه حزب الله لاحقاً بشان مصير الآلاف من عناصره في سوريا. ففي اي خانة سيسجل هؤلاء: قتلى، اسرى، جرحى، فارين ..؟ وما هو موقف اهاليهم؟ وما هي تبريرات الحزب لكل حالة؟
الخطف
الا ان الغريب في الرواية التي اكدها “محمد” لقريبه هو قيام القيادة الميدانية للحزب بنقل المقاتلين عنوةً الى سوريا ومن دون معرفتهم المسبقة بوجهة انتقالهم!
يفضح اسلوب “الخطف” بالاشارة الى ما حصل مع مجموعته. اذ جرى استدعاؤهم ليل الاول من الشهر الجاري الى معسكر أمني للحزب في “حوش السيد علي”، وتبلّغوا من قائد الموقع قراراً بنقلهم الى موقع للحزب في اقصى البقاع الغربي” بحجة “تبديل مقاتلين”، على ان تنتهي مهمتهم بعد اسبوع واحد من تاريخ انتقالهم”.
ويتابع: وُضعنا في سيارات رباعية الدفع مجهزة بحاجب للرؤية من الداخل والخارج، وانطلقنا – على ما اعتقدنا – باتجاه المواقع الامامية في “البقاع الغربي”. لكن مسيرتنا لم تستغرق الوقت الذي تتطلبه هذه المهمة. فالسيارات توقفت بعيد ساعة تقريبا، حيث جرى انزالنا في منطقة علمنا فورا انها ليست مقصدنا، لاننا وجدنا انفسنا بين مجموعات مقاتلة للحزب نعرف غالبية افرادها، اضافة لسماعنا اصداء القصف المدفعي والصاروخي من اماكن ليست ببعيدة! فعلمنا ان “القيادة” دفعت بنا الى وجهة غير تلك التي ابلغتنا بها. لقد اكتشفنا، والذهول يسيطر على معظمنا، ان التبديل ليس مع مقاتلين يقال انهم في مواقع مواجهة للعدو الاسرائيلي، بل مع مقاتلين زجت بهم قيادة الحزب في القتال الى جانب بشار الاسد!
ويضيف: عُوملنا بقسوة، ومُنعنا من السؤال عن سبب هذا الكذب والتدجيل. وعندما واجهت قائد الموقع بحقيقة “اختطافنا”، وما يترتب عليها عشائرياً واخلاقياً ودينياً ونفسياً، رد بالاشارة الى” الواجب الجهادي المقدس” والفتوى الصادرة من اعلى المراجع الدينية في ايران بالجهاد الى جانب بشار الاسد. والمعترض ينتظره مصير واحد لا اثنان!
“محمد” قرر ورفيق له التخطيط للهرب من جحيم المعارك السورية، وفضح ما استطاع من خبايا واسرار تورط الحزب الى جانب بشار الاسد، وتنبيه اترابه الى اسلوب من اساليب عمل قيادة الحزب التي بلغت حدا عير مسبوق يقول عنه محمد انه “بداية الانهيار الكبير”!
“خَطَفَك السيّد يا رَجوتي”: حالات فرار لأبناء “الهرمل” من “سفر برلك” ريف “القصير””!
فيلم فضائي ع شكالة كاتبه
“خَطَفَك السيّد يا رَجوتي”: حالات فرار لأبناء “الهرمل” من “سفر برلك” ريف “القصير””!
حقا ليت من يهربون يكتبون تجاربهم ويبعثون بها الى وسائل الاعلام الدولية لا العربية لان العرب خيانات.
لكن مايحزنني بالفعل لماذا حكم الحزب على نفسه بالموت معنويا وماديا وفي سبيل ماذا؟؟!!
هو يعرف انها حرب لن تنتهي ولو بعد سقوط الصنم الا بعد سنوات بعد ان تاتي على الاخضر واليابس وكل ذلك في سبيل ان تبقى عائلة بالحكم ام هي الطائفية المقيته التي رواها الصنم بجهد جهيد بمباركة اسياده اعتقادا بانها ستنقذه!!
“خَطَفَك السيّد يا رَجوتي”: حالات فرار لأبناء “الهرمل” من “سفر برلك” ريف “القصير””!
خلي يكتب كتاب مفصل عن تجربته