البقاع- خاص بـ”الشفّاف”
في حديث مع “الشفّاف” سأل قيادي حليف لـ”حزب الله” في مجلس خاص عن سبب فشل قيادة المقاومة، وأمنها، في تنفيذ عمليات عسكرية ناجحة ضد الجيش السوري الحر.
وهاله سقوط عشرات الكوادر العسكرية المجربة من أبناء البقاع والجنوب في مناطق حمص وريفها، وفي الزبداني وبعض القرى الحدودية السورية شرق الهرمل.
وأعرب عن دهشته للمستوى القتالي الجيد للجيش الحر، وقدرته التنظيمية، وسرعة حركته على الارض, بحيث نجح طيلة الاشهر السابقة في منع التواصل بين مواقع الجيش النظامي الاسدي وبين فصائل الدعم البشري والعسكري المرسلة من معسكرات حزب الله في “حوش السيد علي” و”النبي شيت” وبعض “الهرمل” الى سوريا.
وكشف القيادي لـ”الشفاف” معلومات توفرت لقيادة حزبه عن مؤتمرات حزبية مصغّرة عقدتها، منذ ايام خمسة، الحلقة الضيقة المحيطة بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وناقشت جدوى مواصلة القتال الى جانب الجيش النظامي السوري، وانعكاسه على المستقبل السياسي للحزب في لبنان والمنطقة، في ضوء قناعتها بحتمية انهيار نظام البعث السوري.
المهم إقناع “القيادة”، ومركزها في.. طهران!
ولفت القيادي الحليف لنظام الاسد ولحزب الله الى بحث المؤتمرات المصغرة عن “مخارج مشرّفة” للحزب تنتشله من مأزقه الحالي، وتحفظ دوره في الشارع، وتُبقيه بمنأى من تداعيات سقوط الاسد على الساحة اللبنانية.
فـ”الموضوع يحتاج الى كثير تعقل، والى بذل جهد اضافي لاقناع القيادة الايرانية بحراجة موقف وموقع حزب الله. وتالياً، لا بد من التنبه الى حال الترقب والرصد لـ”ثعلب” السياسة اللبنانية الرئيس بري، الذي لن يتأخر للحظة واحدة عن قطف ثمار تداعيات انهيار النظام السوري على المستويين الشيعي واللبناني”، على ما قال أحد المقربين من نصرالله في المؤتمرات المصغرة! ودائما على ذمة القيادي.
والمح القيادي الى ان التباين الكبير في الخطاب السياسي – الامني بين قياديي الحزب بشان دوره العسكري والامني في سوريا تبايُن مدروس حتى اليوم! واشار في هذا المجال الى السجال غير المباشر بين وكيل الامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك والوزير محمد فنيش. الاول وضع مقتل كوادر حزب الله في سوريا في خانة الدفاع عن الاسلام والمسلمين، فيما نفى الثاني معرفته بمثل هذه المشاركة، ليخرج السيد حسن نصرالله مبرّراً مقتل “العباس” ورفاقه في “القصير”، ونافياً في الوقت عينه اي مشاركة عسكرية لحزبه الى جانب نظام الاسد- الامر الذي يؤشر الى احتضان السيد حسن لوجهتي النظر، رغم ما تحمله هذه السياسة من فقدان للمصداقية وسط الطائفة الشيعية وفي اوساط حلفائه.
ذهول القيادي، ومعه أمن حزب الله، بشأن ارتفاع عدد الخسائر البشرية للمقاومة الاسلامية على الارض السورية اجاب عنه خبير عسكري متمرس في حرب العصابات سخر من نفي السيد حسن نصرالله سقوط عشرات القتلى من المقاومة الاسلامية في “ربلة” السورية ومدينة “القصير”.
وأوضح: يضم الجيش السوري الحر بين صفوفه ضباطا سبَقَ واشرفوا على تدريب مقاتلي حزب الله في معسكرات سوريا والبقاع. فالانشقاقات الواسعة لتشكيلات أمنية وعسكرية، بما فيها وحدات من العمليات الخاصة، عن الجيش النظامي السوري أخذت معها كمّاَ هائلا من أصحاب الخبرات العسكرية والامنية، وُضعت جميعها في خدمة الانتفاضة السورية، سواءً في التصدي للجيش الاسدي، او مكافحة تسلل وحدات المقاومة الاسلامية الى الداخل السوري.
لذلك, يتابع الخبير العسكري , فشلت تشكيلات حزب الله، المتواضعة أو الكثيرة العدد، في تحقيق اي خروق امنية او ميدانية تُذكَر على طول الجبهة الممتدة من “الزبداني” وجرود “عرسال” و”القاع” ومدينة “القصير” وقراها، وفشلت ايضا في السيطرة على اي موقع من المواقع المذكورة.
والسبب؟
يجيب الخبير العسكري: ذكرنا بداية ان من بين ضباط ومقاتلي الجيش الحر من اشرف زمن النظام الاسدي على تدريب مقاتلي حزب الله. واعني هنا التدرب على اسلوب حرب العصابات وكل ما رافقه من تحديث وتطوير له علاقة بموضوعي الاتصالات والاسلحة النوعية (رشاشات متوسطة خفيفة الوزن، عبوات تعمل بتقنية الكترونية عالية، صواريخ مضادة للدروع والدشم، اسلحة فتاكة لزوم المشاة، قنّاصات ذات تقنية غير تقليدية الخ.. هؤلاء الضباط، هم انفسهم، يقودون اليوم تشكيلات كبيرة من مقاتلي الجيش السوري الحر، وبالتالي هم على اطلاع مسبق ودقيق بشأن أسلوب عمل مقاتلي المقاومة الاسىلامية، ويتفوقون على تلامذتهم السابقين بمميزات اضافية لها علاقة بمعرفتهم بطبيعة الارض، وبتقنيات لم تُدرَّس لمقاتلي حزب الله اثناء تلقيهم تدريبات في المعسكرات السورية لاسباب أمنية تهدف الى الاحتفاظ بثغرات داخل جسم اي مجموعة تولت تدريبها.
– هذه الاسباب غير كافية لاقناعنا بحجم الخسائر الكبيرة؟
– “نعم,لان الاهم هو “خروق أمنية” غير عادية حققها الجيش الحر داخل الجسم الامني لحزب الله! وهذه الخروق أتاحت وتتيح له أفشال عمليات حزب الله داخل الاراضي السورية قبل وقوعها احيانا. فالعديد من ضباط الجيش الحر، كما اسلفنا، اشرفوا على تدريب مقاتلي الحزب، وعلى تجنيد العديد منهم لمصلحة المخابرات السورية! وهؤلاء الضباط الذين انقلبوا على النظام يستفيدون كثيرا من “المجندين” في استقاء المعلومات الميدانية، ويستفيدون ايضا من استشراء الفساد في صفوف قيادة المقاومة الاسلامية! فيشترون منهم، الى الاسلحة والذخائر من مستودعات الحزب في البقاع، معلومات أمنية تبين انها ذات قيمة عالية جدا.
– هل من أمثلة؟
– “الامثلة الميدانية كثيرة، بعضها يفاجىء حزب الله. فنوعية المعلومات المسرّبة عن تحركاته الميدانية المرتبطة بمشاركته العسكرية في القتال الى جانب نظام الاسد ادت الى ارباكه وارباك ما تبقى من القيادة السورية النظامية! فمعركة “ربلة”، التي نفاها السيد حسن، مثال من الامثلة لا يمكن الكشف عن كل تفاصيله اليوم. وهناك عمليات يومية يحاولها حزب الله على طول الحدود اللبنانية السورية في البقاع، تفاصلها ونتائجها اربكت وتربك قيادة الحزب. وباعتقادي ان مكامن القوة العسكرية والامنية للجيش السوري الحر ليست وحدها من ادخل الحزب على المستويين العسكري والامني في ازمة. بل يمكن اضافة التفوق العددي للجيش الحركعامل من العوامل التي تعترض عمل المقاومة الاسلامية في سوريا. اذ ان حزب الله عادة ما يدفع باعداد كبيرة من المقاتلين لاحتلال موقع معين (الزيداني، الحيدرية، كفر يابوس، القصير، ربلة وغيرها) او السيطرة علىه. وهو الاسلوب عينه الذي يعتمده الجيش الحر. ولكن بأعداد فاجأت حزب الله والنظام السوري على السواء. وهذا العامل من العوامل الهامة التي مكّنت الجيش الحر من إفشال عمليات المقاومة الاسلامية في المدن التي ذكرت.
الجيش الحر ومصادر أمنية لبنانية: ٧٥ قتيلاً لـ”حزب الله” بمنطقة “ربلة” قرب “القصير”
ريف حمص: الجيش الحرّ رفض منح حزب الله هدنة لسحب ١٧ قتيل
[الجيش الحر: ٦٠ عنصراً من حزب الله قتلوا في “القصير”
->http://www.middleeasttransparent.com/spip.php?page=article&id_article=20276&lang=ar
]