مع اقتراب الموعد الثاني لجلسة الحوار التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في اوائل ايلول المقبل لدرس مقترحاته في السلة المتكاملة للحل، تشير معلومات الى ان الجلسة قد تحمل مفاجآت تطيح بها وتنسف اسس الطاولة وترفع الغطاء السياسي عن المشاركين فيها، خصوصا المسيحيين منهم!
تضيف المعلومات ان لعبة الرئيس بري اصبحت مكشوفة، وهو يتناغم مع حليفه الرئيس حزب الله في تمييع المواقف وكسب الوقت للوصول الى مؤتمر تأسيسي، يروج له برّي من خلال طاولته الحوارية، باعتبارها اكثر من “اتفاق دوحة” واقل من اتفاق طائف”.
وتستغرب مصادر سياسية في بيروت الدعوة الى طاولة الحوار، التي استدرج بري اليها الفرقاء السياسيين في لبنان، في اعتبار انها ستشكل المدخل الى انتخاب رئيس للجمهورية، في حين ان مناقشات الطاولة الحوارية تجاوزت ازمة الرئاسة الى البحث في تشكيل مجلس الشيوخ، وقفزت فوق قانون الانتخابات.
قيادي في قوى 14 آذار، قال ان حزب الله لا يستعجل إنتخاب رئيس، وتاليا فإن كل ما يشاع عن حلول مرتقبة لا يعدو كونه ذرا للرماد في العيون. فالحزب لن يفرج عن مقام الرئيس قبل اتضاح صورة الموقف في سوريا، ليبني عليها مقتضاه اللبناني.
ويشير القيادي الاذاري، الى ان الحزب في حال أفرج عن انتخابات الرئاسة اليوم فهذا يعني السماح بسير عجلة الدولة، حيث تستقيل الحكومة بعد انتخاب الرئيس فورا، وتبدأ الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة ومن بعدها يبدأ رئيس الحكومة المكلف استشاراته النيابية لتشكيل حكومته، ويصبح في لبنان حكومة جديدة، تعمل على إجراء الانتخابات النيابية في موعد الدستوري. وتاليا سيكون على الحزب ان يتحمل للسنوات الست المقبلة تركيبة رئاسية لا حول له ولا قوة في إزاحتها وحكومة لا قدرة له على إقالتها وكذلك مجلس نيابي منتخب في معزل عن القانون، وخلال هذه الفترة لن يكون بامكان الحزب ان يبدل في التركيبة السياسية اللبنانية في حال اراد ذلك.
ويسترجع القيادي الاذاري بداية العام 2009، حين كان المجلس النيابي مسرحا لمناقشة حزب الله في سياساته المحلية والاقليمية، ويستطرد، لمَ سيسمح الحزب بكل ذلك؟ طالما انه يمسكل بزمام الدولة وكل مفاصلها، وتتلاشى امامه كل اشكال الممانعة والمقاومة المحلية، والتي كانت ابرز تجلياتها ترشيح النائب سليمان فرنجيه والعماد ميشال عون، من قبل الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع.
المعلومات تشير الى ان هذه الاجواء التي تحكم المرحلة السياسية الحالية، دفعت بالرئيس نبيه بري الى الدعوة الى طاولة الحوار، بهدف كسب الوقت مرحليا، والتهويل على اللبنانيين مسؤولين ومواطنين، بالويل والثبور وعظائم الامور، ما لم توقع قوى 14 آذار صك الاستسلام لحزب الله والثنائي الشيعي.
معلومات تشير الى ان المشاركين في طاولة الحور، يتوزعون بين مؤيد للمشاركة بدون تحفظ، من قوى 8 آذار، وبين متحفظ ومساير مثل الرئيس فؤاد السنيورة وبعض القوى المسيحية من المستقلين، وبين معارض قرر عدم المشاركة كحزب القوات اللبنانية، و معارض قرر المشاركة من اجل السعي الى البحث عن مخرج لازمة الرئاسة.
معلومات تتحدث عن ان الجلسة المقبلة قد تشهد انسحاب مزيد من المعارضين لطاولة الحوار، قد يكون النائب سامي الجميل في مقدمهم ما يضع مصير الطاولة على بساط البحث، في غياب الكتائب والقوات اللبنانية، وما يتسبب باحراج القوى المسيحية الاخرى من المستقلين ما يضطرهم اما الى الانسحاب بدورهم، وإما الى التشدد في مواجهة قوى 8 آذار، فتفقد الطاولة مبرر وجودها.