قبل الإطلاع على آخر التطوّرات، ما يلي الحالة الحقيقية في غزّة، كما وصفها
مراسل “الفيغارو”، باتريك سان بول”
“كان مفترضاً أن تكون المظاهرة سلمية. فقد احتشد اليوم الأربعاء حواي 300 شخص أمام مبنى البرلمان الفلسطيني في غزة، للمطالبة بوقف المعارك الدامية بين حماس وفتح. ووجد هذا العدد القليل من الناس الشجاعة لكي يتحدى طلقات الرشاشات وصواريخ الأر بي جي، التي كانت تهزّ هذا الحيّ الإستراتيجي. كانت وجوه الناس مفعمة بالغضب والدموع، في حين غرقت غزّة في الفوضى”.
“كانت التظاهرة بدعوة من الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اللتين لم تشاركا في القتال بين حماس وفتح. وهتفت إمرأة اتشحت بالعلم الفلسطيني: “عرفات ، أين أنت؟” وهتف آخرون: “لستم فلسطينيين. أبو مازن وهنية أوقفوا إطلاق النار فوراً أو استقيلوا؟ أنتم تقتلون النساء والأطفال بإسم الإسلام..”.
وقد اخترق المتظاهرون، وهم يرفعون أيديهم في الهواء، الحواجز التي ظلت موالية لفتح وتقدموا نحو مواقع القوة التنفيذية التابعة لحماس. وكانوا يهتفون: “لا تطلقوا النار! هذه مظاهرة سلمية. نطالب بالوحدة الوطنية”. وهنا دخل في المظاهرة مقاتل ملثّم من فتح وفتح النار على مواقع حماس. وصرخ به أحد المتظاهرين: “إكشف وجهك، يا جبان! توقف عن إطلاق النار”. ولكن المسلّح دفع المتظاهر وصوّب سلاحه إلى رجليه. مجموعة من الرجال منعته من إطلاق النار.
بمكبّر صوت صرخ أحدهم: “إستمروا، تقدموا”. ولكن مقاتلي حماس المتمركزين في آخر الشارع ردّوا بصورة دموية. وانهالت على الجمهور رشقات من المدافع الرشاسة ومن البنادق الهجومية.
وهنا بدأ المتظاهرون يهتفون “شيعة، شيعة” ضد حركة حماس، التي تتّهمها فتح بتلقي الدعم من نظام الملات الإيراني.
بعد ذلك، تراجع الناس تت وابل الرصاص الذي كان ينهمر فوق رؤوسهم وعلى الأرض. والحصيلة: 3 قتلى تهشّمت رؤوسهم، نقلوا مباشرة من قسم الطوارئ في مستشفى “الشفا” إلى البرّاد، حيث وُضِعت جثثهم في “الجوارير” التي امتلأ معظمها. وتمكن الأطباء من إنقاذ 10 جرحى آخرين. لقد سقط 33 قتيلاً يوم أمس، بحيث ارتفع عدد قتلى هذا الأسبوع إلى 83 قتيلاً على الأقل”.
*
غزة (رويترز) – استولى مقاتلو حماس يوم الخميس على واحد من آخر معاقل القوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب في مدينة غزة.
ورفرفت الاعلام الخضراء لحركة حماس فوق سطح مقر الامن الوقائي في مدينة غزة وهي إشارة للسكان بأن حماس كسبت السيطرة بعد خمسة ايام من القتال الذي سقط فيه أكثر من 80 قتيلا.
ودفع هذا القتال الفلسطينيين أقرب الى انقسام بين قطاع غزة يسيطر عليه الاسلاميون وضفة غربية تهيمن عليها حركة فتح التي يتزعمها عباس ويبعد الفلسطينيين أكثر عن حلم قيام دولة مستقلة في الضفة والقطاع.
ووصف معلقون سياسيون في راديو اسرائيل قطاع غزة بأنه “حماستان”.
وقال اموس جيلبوا مسؤول الدفاع الاسرائيلي البارز لراديو اسرائيل “يجب ان يعرف (القطاع) بأنه كيان معاد وخطير ويجب ان يعامل على هذا الاساس لانه هو بالفعل كذلك.”
وقال جيلبوا “يجب ان نجد خيارات اخرى لذلك أيا كانت المغريات. أولا يجب ان نقنع اخرين وأولهم وقبل أي شيء آخر مصر بمنع تهريب اسلحة ومساعدات مالية حتى لا يتمكن هذا الكيان من الوقوف على قدميه.”
وأطلق مقاتلو حماس الرصاص في الهواء ووزعوا الحلوى على السكان المحليين للاحتفال بسقوط مقر الامن الوقائي.
واقتاد مقاتلو حماس عدة مدافعين من مقر الامن الوقائي واياديهم مرفوعة الى أعلى خارج المقر. وقال مسعفون إن خمسة اشخاص قتلوا في المعركة وان الارصفة كانت ملوثة بالدماء.
وقام مقاتل ملثم من حماس بركل باب مكتب محمد دحلان وهو من كبار مساعدي عباس ومن أقوى الشخصيات في حركة فتح في غزة. ودحلان موجود في مصر لتلقي العلاج الطبي.
ووقف المسلح الذي اطلق الرصاص على جهاز كمبيوتر على مكتب دحلان اسفل صور معلقة على الحائط لعباس والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لالتقاط الصور التذكارية.
ومازال مقر الرئاسة التابع لعباس في مدينة غزة ومقر القوة 17 التي تهيمن عليها فتح يخضعان لسيطرة فتح. والرئيس الفلسطيني موجود حاليا في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وقال مساعدون للرئيس الفلسطيني انه يتجه الى حل حكومة الوحدة الوطنية التي تتزعمها حماس والتي انضمت فتح اليها في مارس اذار بموجب اتفاق تم التوصل اليه بوساطة سعودية لانهاء العنف وتخفيف العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب.
وأبلغ الرئيس الفلسطيني الدول العربية بالفعل بأنه يزمع انهاء هذه الشراكة.
وقال مساعد كبير لعباس للدبلوماسيين “غزة ضاعت”.
وهددت حركة فتح يوم الثلاثاء بالانسحاب من حكومة الوحدة وهو اجراء يمكن ان يسمح لعباس بان يحكم من خلال اصدار مراسيم وان كان تصاعد اعمال العنف أظهر ان سلطته لا تذهب الى مدى بعيد في غزة.
والعنف الذي قتل فيه ايضا اطفال ومدنيون اخرون كان اعنف قتال بين الفصائل الفلسطينية منذ ان استخدمت حماس قاعدة قوتها في غزة للفوز في انتخابات برلمانية العام الماضي.
وفي مواجهة احتمال ان تدير حماس قطاع غزة قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه يجب بحث نشر قوة دولية على امتداد الحدود بين الاراضي الفلسطينية ومصر.
ورفضت حماس هذه الفكرة.
وقال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي يوم الاربعاء ان الاتحاد الاوروبي سيبحث المشاركة في قوة دولية.