إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
المهزلة! اتّفق الإيراني وفيق صفا مع الإيراني جبران باسيل وقطري إسمه أبو قهد على رئيس جديد للبنان “صادف” أنه جنرال! مشي الحال! ولكن الإيراني الجالس في “بيت المرشد” أو في “قيادة الباسداران” في طهران غيّر فكره! هذا حقّه! لبنان مستعمرة إيرانية! لا نلوم باسيل الإيراني، نلوم من يشتمونه مساءً ويجتمعون معه في اليوم التالي!
الشفاف
*
في أواخر تموز 2023 جمع لقاءٌ النائب جبران باسيل ومسؤول وحدة الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا الذي طرح على رئيس «التيار» فكرة تأييد مدير عام الأمن العام بالنيابة اللواء الياس البيسري لرئاسة الجمهورية على ان يكون صفا ضمانة لباسيل من خلال علاقته الوطيدة بالبيسري كي يقدّم له في عهده كل ما يريد.
استساغ باسيل الفكرة ولكنه أبلغ وفيق صفا أنه لا يقدر أن يطرحها بنفسه بل يجب أن تطرح عليه وهو يوافق عليها. وارتأى الرجلان أن تكون قطر منطلق هذا الترشيح لإعطائه زخماً أكبر. وأخذ باسيل على عاتقه الاتصال بالقطريين بشكل غير مباشر عبر قناة جانبية لتسويق الفكرة لديهم، بينما تعهّد صفا بأن يأتي بتأييد «الحزب» فور قبول الرئيس بري بالفكرة.
وبالفعل، بعد بضعة اسابيع، بدأ القطريون تحرّكهم عبر إرسال الموفد ابو فهد جاسم آل ثاني الذي جال على القيادات السياسية مروّجاً لترشيح البيسري. وافق باسيل فوراً على الطرح تماماً مثلما اتفق مع صفا وتعاطى الرئيس بري بإيجابية كبيرة مع الفكرة. خرج ابو فهد من لقائه بوفيق صفا متفائلاً بعدما أوحى له بإمكانية جدّية للسير بالطرح طالباً منه لقاء فرنجية وإقناعه بالانسحاب.
اما النائب نبيل بدر الذي حضر بعض الاجتماعات مع الموفد القطري ومنها اجتماع ابو فهد بباسيل فقد تكفّل بتسويق الفكرة لدى كتلة لبنان الجديد وبقي على تواصل مستمرّ مع باسيل ضمن حلقة ضيّقة هدفها تنفيذ سيناريو ايصال اللواء البيسري إلى رئاسة الجمهورية.
استكمالاً لجولة أبو فهد الأولى في أواخر ايلول، افتعل باسيل في تشرين الاول جولة على القيادات السياسية بدأها بزيارة الرئيس بري أراد من خلالها تثبيت ترشيح البيسري ضمن اتفاق مشترك معه بعدما علم من القطريين بقبوله بالفكرة. لم يعط بري جواباً حاسماً وإن ترك الباب مفتوحاً.
بموازاة هذا التحرّك، راجع باسيل صديقه وفيق صفا حول موقف «الحزب» والتزامه بتأمين تأييد هذا الترشيح بعد موافقة بري عليه، فاستمهله صفا بحجّة الحرب التي بدأت في الجنوب وانشغال «الحزب» بها.
بعد مرور ثلاثة أشهر على الحرب، عاد الموفد القطري ابو فهد في مطلع السنة في زيارة خاطفة بعيداً عن الأضواء أعطى خلالها كلمة السرّ لإعادة تحريك الملف مع توزيع للمهمات ضمن الفريق المؤيّد لترشيح البيسري. وبالفعل على أثر الزيارة، أجرى باسيل اتصالاً ببري عبر موفد أبلغه فيه استعداده لحضور الحوار، ودفع بري بمبادرة الاعتدال سرّاً إلى الواجهة مستعيناً بأحد أعضائها. ولاستكمال السيناريو المتفّق عليه مسبقاً، عمل القطريون على تنشيط اللجنة الخماسية التي التقت بري كي تشكّل عنصر ضغط عليه يبرّر تجاوبه مع مبادرة الإعتدال، أي الذهاب الى جلسات مفتوحة بعد الحوار على أن يتمّ انتخاب اللواء البيسري باتفاق ضمني بين بري وباسيل وكتلة لبنان الجديد (تضمّ كتلة الإعتدال) مع أخذ بري على عاتقه ضمّ كتلة جنبلاط الى هذا التصويت في لحظة الحسم. وهذا ما فسّر التفاؤل المفرط الذي صدر عن كتلة الاعتدال في المرحلة الأولى من مبادرتها وثقتها بأن بري داعم لها.
لكن رياح الصفقة لم تجر وفقاً لرغبات المخطّطين لها، مع دخول حزب الله بقوة على خطّ فرملة كل تلك الاندفاعة وإجهاض السيناريو المرسوم مما جعل بري يتراجع خطوات إلى الوراء ويوقف حماسته تجاه مبادرة الاعتدال.
أثار سقوط المبادرة خيبة باسيل والبيسري وعبّرا عن امتعاضهما من وفيق صفا الذي خذلهما بعدما كان تعهّد بأن يأتي بموافقة «الحزب»على الترشيح فيما لو سار به بري، فإذا بصفا كمن يعطي شيكاً بلا رصيد إذ تبيّن انه عبّر عن أمنياته بدلاً من نوايا حزبه.
غضب باسيل وقطع الأمل من قبول «الحزب» بمرشح غير فرنجية، وبدأ منذ حينها الهجوم علناً على حزب الله بموضوع الحرب في الجنوب بعدما كان صامتاً طوال الأشهر الثلاثة الأولى بعد اندلاعها، آملاً في أن يشكل مسّه بالبعد الاستراتيجي للعلاقة مع «الحزب» عنصر ضغط على هذا الأخير يحمله على التراجع.
لكن «حزب الله» أعاد تصويب البوصلة ترشيحاً نحو فرنجية وتوقيتاً نحو نهاية حرب غزة، وأفهَم كل المعنيين وعلى رأسهم الرئيس بري، أن ساعة الحسم لم تحن بعد..