وطنية – 10/9/2012 أدلى رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا وجاء فيه: “ها هو النظام السوري يبتدع أساليب جديدة لاستدامة الأزمة وإطالتها ولهدر المزيد من الدماء. فبعدما قتل عشرات إن لم يكن مئات الآلاف من السوريين ودمر بلاده بمعالمها الأثرية القديمة ومؤسساتها الاقتصادية وقضى على كل إمكاناتها السياسية والاقتصادية من خلاله شبيحته وعناصر مخابراته المنتشرين في مختلف الأراضي السورية يعيثون فيها فسادا، وبعدما حولها إلى ملعب تتقاذفه المصالح والأهواء، فإذا به يذهب نحو تسليح الأقليات، رغما عنها في معظم الأحيان”.
اضاف:”والهدف واضح وهو تأليب المناطق والطوائف على بعضها البعض وجعلها تتواجه وتتقاتل فيما بينها بما يشتت الجهود ويطيح بالتضحيات الهائلة التي بذلها الشعب السوري لغاية اليوم في محاولة لاسقاط الثورة وفي مسعى مكشوف من النظام للدخول على خطوط الطوائف ويفصل فيما بينها أمنيا وعسكريا ويجعلها مرتهنة له ولأوامره ولمخططاته ومشاريعه. إلا أن الثورة السورية لم تسقط ولن تسقط بفعل إصرار الشعب السوري وعناده ونضاله”.
وتابع: “أجدد التحذير والتنبيه هنا إلى العرب الدروز في سوريا، ولبعض ضعفاء النفوس منهم بالتحديد من رجال دين وزمنيين، ألا يلطخوا الماضي النضالي المضيء الذي رفضوا فيه الظلم والاستبداد وواجهوه ببسالة عبر الثورة السورية الكبرى مع كوكبة من الوطنيين السوريين، وألا يستخدموا وقود لاشعال الفتنة الداخلية والاقتتال الداخلي مع إخوانهم من أبناء الشعب السوري وألا يشوهوا مستقبلهم الذي يفترض خلاله قيام سوريا ديموقراطية حرة متنوعة. فهم الذين قادوا في السابق مع المناضلين والثوار من مختلف أبناء المجتمع السوري من أقصاه إلى أقصاه الثورة ورفضوا مشاريع تقسيم سوريا إنطلاقا من إيمانهم بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، فمن باب أولى ألا يقعوا في خديعة النظام ومشاريعه المشبوهة”.
وتوجه الى العرب الدروز في سوريا قائلا:”لانكم لم تكونوا يوما في ماضيكم أقلية، بل كنتم دائما في طليعة الحركات التحررية ولا يجوز أن تقبلوا اليوم إستغلال البعض منكم لأعمال لا تتناسب مع تاريخكم النضالي بهدف تحويلكم إلى حرس حدود لزمرة مجرمة مستبدة ستجركم وتجر سوريا إلى المزيد من الخراب والدمار وهي زمرة ساقطة حكما لا محالة”.
واردف: “لذلك، الدعوة موجهة الى كل أبناء الثورة للتنبه والتيقظ لما يخطط له النظام من مشاريع ومؤامرات لتمزيق الشعب السوري وبعثرة كل جهوده ومساعيه للتخلص من الزمرة الحاكمة والانطلاق نحو مرحلة جديدة من الحرية والديموقراطية والتعددية والتنوع. إن النضال مستمر والثورة لن تتوقف لأن العودة إلى مرحلة ما قبل إندلاعها ستكون تكاليفها باهظة أكثر من الخسائر الحالية رغم ضراوتها وفداحتها.
في مجال آخر، فإن الافراج عن الضباط الثلاثة في قضية مقتل الشيخ عبد الواحد ورفيقه تطرح أكثر من علامة إستفهام في التوقيت والأهداف. وإذ يسجل لقاضي التحقيق الأول رياض أبو غيدا تحفظه عن هذا القرار، فإن ذلك لا يلغي ضرورة التنبه ألا تكون هذه الخطوة مقدمة لقرارات أخرى ترمي الى الالتفاف على ملفات في غاية الحساسية كقضية المتفجرات تمهيدا للافراج عن المدعو ميشال سماحة”.
وقال: “أما في ما يخص زيارة البطريرك الراعي للشوف والمختارة، فهي كانت زيارة ناجحة بكل المقاييس، وإننا نأمل أن تؤسس لمزيد من التعاون والتواصل بما يصب في خدمة الجبل والتعايش بين جميع مكوناته ونتطلع الى ان تشكل دافعا إضافيا لاستكمال ما تبقى من عودة للمهجرين بعد المصالحة التاريخية مع البطريرك صفير وعلى مشارف الزيارة المرتقبة للبابا بنيديكتوس السادس عشر التي نتطلع الى ان تكرس ثوابت العيش المشترك والحوار والانفتاح والتعددية في لبنان والمشرق العربي. وغني عن القول إننا لن ننجر الى الرد على التفاهات التي نشرت في بعض الصحف والتي لا تهدف إلا الى التشويش على الزيارة وإجهاض مفاعيلها الايجابية”.
وختم: “لا بد من تسجيل الاستغراب لما ورد في البرنامج الانتخابي للحزب الديموقراطي الأميركي حيال الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وهو ما يعكس إنصياعا مستهجنا وغريبا للمصالح الاسرائيلية ويضرب أسس أي تسوية مستقبلية، لا تلوح أساسا بوادرها في الأفق. إن الامتناع الأميركي والغربي عن ممارسة الضغوط اللازمة على إسرائيل لوقف سياساتها الجائرة وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني مثير للاستهجان”.
تسجيلات نادرة من حرب سلطان باشا الأطرش ضد الإستعمار الفرنسي سنة 1925
جمعها: توفيق نبيه حلبي