ذكرت مصادر قريبة من رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط، ان الاخير ما زال متمسكا بموقفه من مسألة إسقاط الحكومة الحالية وإدخال لبنان في الفراغ.
ونقلت المصادر عن جنبلاط ارتياحه لمسار الامور السياسية في البلاد، والعمل على احتواء تداعيات إغتيال اللواء وسام الحسن، خصوصا أن قوى 14 آذار لا تملك مشروعا سياسيا للمرحلةالراهنة والمقبلة، مشيرا الى ان الظروف التي التي تم فيها إغتيال اللواء الحسن لا تشبه لا من مقريب ولا من بعيد تلك التي أعقبت إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
القراءة الجنبلاطية للمرحلة الراهنة تشير الى انه وفي خلال مرحلة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كانت قوى التغيير في لبنان مدعومة من المجتمع الدولي، من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، ومن الاميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، ومن المملكة العربية السعودية، في حين انه حاليا المجتمع الدولي منهمك في تداعيات الازمة السورية. كما ان الادارة الاميركية منهمكة في الانتخابات الرئاسية، وتداعيات الازمة الاقتصادية. علاوة على ان المملكة العربية السعودية تعاني من حالة تشبع الفراغ في آليات اتخاذ القرارات في ظل تدهور الوضع الصحي لوزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل، الذي غاب عن وزارته بداعي المرض، ما احدث فراغا في قرار المملكة السياسي ما زالت تداعياته تنعكس على الساحتين اللبنانية والعربية.
وتضيف المصادر ان جنبلاط سأل الموفدين الدوليين الذين التقاهم مؤخراً، ومن بينهم مساعدة وزير الخارجية الاميركية بالوكالة، عن سياسة المملكة العربية السعودية تجاه لبنان، وهل هناك فعلا سياسة سعودية لمواجهة المد الفارسي في الشرق الاوسط! وأشارت المصادر الى ان جنبلاط طالب زواره بالسعي لدى المملكة لفهم ماهية السياسة السعودية في المرحلة الراهنة، قبل الشروع في اي مبادرة تقارب المغامرة على الصعيد الداخلي اللبناني.
سليمان تدخّل لرأب الصدع بين جنبلاط والحريري
وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان دخل على خط الوساطة بين جنبلاط والرئيس سعد الحريري، في اعقاب سوء الفهم الذي نشأ بين الجانبين مؤخرا، بعد ان ان سمع سليمان من جنبلاط، حرصه على دعم موقف الحريري وتيار المستقبل لتعزيز الاعتدال السني في لبنان والشرق الاوسط، مقللا امام الرئيس سليمان من اهمية الخلاف مع الحريري، ومبديا حرصه على الحفاظ على افضل العلاقات مع آل الحريري.
الرئيس سليمان التقط إشارات النائب جنبلاط واتصل بالرئيس الحريري الذي ابدى الحرص نفسه على الحفاظ على العلاقة القائمة بين المختارة وبيت الوسط، فكان الاتصال بين الحريري وجنبلاط الذي أذاب جليد التوتر في العلاقة بينهما.