وطنية – 17/5/2010 اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حديث الى صحيفة “الراي” الكويتية ينشر غدا “أن زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لبيروت تأتي في سياق مسار طويل من العلاقات اللبنانية-الكويتية التي لم تشبها أي شائبة في يوم من الأيام”، ملاحظا ان “لبنان والكويت، قد يكونان الدولتين الوحيدتين اللتين لم تعكر اي شائبة صفو علاقتهما التي يمكن وصفها بأنها نموذجية. وإن زيارة أمير الكويت للبنان وجولته العربية تأتي في مرحلة ربما تكون ربع الساعة الأخير ما قبل العاصفة في المنطقة”.
ولفت الى أن “الفرصة الوحيدة لحماية لبنان من العاصفة تتمثل في أن يوضع القرار الاستراتيجي فعليا في يد الحكومة دون سواها، وقد يكون الوقت الآن غير مؤات للحديث عن السلاح وأين يجب أن يكون، ولماذا هو في هذا الوضع. ولكن أينما كان هذا السلاح موجودا، فإذا أصبح قراره في بيروت وليس في طهران أو دمشق، فهذا وحده كفيل بأن يجعلنا نجتاز أكثر من نصف الطريق في اتجاه تجنب العاصفة”.
وردا على سؤال عن الانتقادات التي بدأت توجه الى رئيس الحكومة سعد الحريري من قريبين من سوريا على خلفية زيارته المرتقبة لواشنطن، قال: “كنت أتوقع في المرحلة الجديدة ألا يعود السوريون إلى استخدام لبنان في حروبهم الباردة او الساخنة مع الأفرقاء الآخرين، إقليميين أو دوليين. ولكن يبدو أن الواقع مغاير لذلك. وأرى أن الانتقاد الذي بدأ يوجه لزيارة الرئيس الحريري لواشنطن غير مبرر ولا مفهوم بأي مقياس. والأخوة السوريون مثلا اعتبروا اتخاذ الولايات المتحدة قرار إعادة السفير الأميركي الى دمشق – الذي لم يعد بعد – انتصارا كبيرا جدا هللت له وسائل الاعلام السورية كما اللبنانية الموالية لدمشق، وتعاملوا معه على أنه نجاح باهر لسوريا في فك عزلتها. وإذا كان قرار بإرسال سفير انتصارا كبيرا، فهل يجوز ان يحاول البعض تصوير زيارة رئيس الوزراء اللبناني لواشنطن ولقائه المرتقب مع الرئيس باراك أوباما على أنه خيانة وطنية؟ أي منطق هذا؟. أرى انطلاقا من ذلك، أن الانتقادات لزيارة الرئيس الحريري للولايات المتحدة تأتي، في الشكل، في سياق السياسة القديمة نفسها القائمة على التضحية بمصالح لبنان على مذبح مصالح أخرى. أما في الجوهر فلا مرتكز لهذه الانتقادات على أي مستوى، وأقل ما يمكن وصفها بأنها لا تمت الى المنطق. فكل الدول تسعى الى إقامة علاقات مع دول أخرى فكيف بالحري إذا كان الأمر يتعلق بدولة كلبنان وبالعلاقة مع دولة كالولايات المتحدة”.
واذ اعتبر “أن الرئيس الحريري يقوم بزيارة طبيعية للعاصمة الاميركية”، سأل: “لماذا يعمد البعض، انطلاقا من حسابات إقليمية، إلى إطلاق النار على العلاقات اللبنانية -الاميركية خدمة لمصالح غير لبنانية، بل إقليمية معروفة؟ وهل يجوز، خدمة للملف النووي الايراني، أن يمارس البعض “القنص” على العلاقات بين بيروت وواشنطن والإضرار بمصالح الشعب اللبناني، بدءا بطرح ما سمي بـ”الاتفاق الامني”، علما أنه لا يوجد مثل هذا الاتفاق، وليس انتهاء بالهجوم على زيارة الرئيس الحريري لواشنطن؟”.
وسئل: يتحدث البعض عن تحفظات ضمنية لأطراف في 14 آذار عن استباق الرئيس الحريري زيارته لواشنطن بزيارة لدمشق وكأنها “ممر إجباري” لسياسة لبنان الخارجية، أو كاحتواء مسبق لارتدادات داخلية بدأت بالظهور؟ فأجاب: “لا تحفظات. ولكن أن يقال ان لدى البعض، وانا منهم، رأيا آخر في هذا الخصوص، فالجواب: ممكن. ولكن في كل الأحوال، فليذهب الرئيس الحريري بايجابيته حتى النهاية، وهذا ما يفعله، كي نرى إلى ماذا ستفضي هذه السياسة، ونحن في الانتظار”.
وإذ رأى أن “ما يحكى عن مصالحة سعودية-سورية، هو عبارة عن بداية مصالحة “لم تؤد بعد الى تفاهم على الملفات الكبرى الدسمة والشائكة في المنطقة”، اعتبر ردا على سؤال عن الكلام على تغيير حكومي قبل نهاية السنة “أن أي تفكير في تغيير حكومي في الوقت الحاضر، هو عبارة عن انتحار كامل، نظرا الى الوضع الداخلي في لبنان والى وضع المنطقة. ومخطئ من يعتقد أنه حصل انقلاب في موازين القوى السياسية في لبنان. صحيح أنه حصلت بعض التغييرات، ولكنها ليست كافية كي يحكى عن انقلاب الاكثرية الى اقلية او العكس. ومن هنا أعتبر أن كل الكلام على تغيير حكومي في لبنان هو من باب الضغط السياسي والنفسي وإدخال الأجواء السياسية في مناخ من التشنج وذر الرماد في العيون”.