القاهرة – من وفاء وصفي
أشاد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الجديد البابا تواضروس الثاني بدور دول الخليج وسماحتها الدينية في استيعاب الأقباط المقيمين على أراضيها، كما أبدى إعجابه الشديد بروح التعاون والسماحة التي تبديها الكويت تجاه الأقباط.
واعتبر البابا تواضروس في حوار خاص مع «الراي»، هو الأول له مع صحيفة عربية منذ انتخابه الأحد وعشية تنصيبه على الكرسي البابوي للكنيسة المصرية خلفا للبابا شنودة الثالث الراحل، ان الحل لأي مشكلات على المستوى السياسي أو الاجتماعي هو الحوار، داعيا إلى مناقشة الشباب والاستماع لرأي الشعوب وقال إنه لا بد من محاورة الشباب وسياسة «هي كده» في إدارة الأزمات لم يعد يجدي نفعا.
واوضح البابا إنه لا يخشى من صعود الإسلاميين في الحالة السياسية المصرية، معتبرا ان تنظيم العلاقة بين جميع فئات المجتمع مسؤولية الدولة.
وقال ردا على سؤال عن رأيه في تصريحات بعض السلفيين وقيادتهم بعدم مبادلة التهاني وعدم مودة الأقباط: «نحن نحبهم».
وفي ما يلي مقاطع من الحوار:
• هل توجد مشاكل تخص أقباط الخليج؟
– إطلاقا، ومن الأشياء الجميلة في دول الخليج مثل الكويت وأبوظبي وغيرها أنهم من السماحة الدينية بحيث سمحوا ببناء كنائس على أعلى مستوى لتستوعب الأقباط هناك، وأقامت الكويت حاليا كنيسة على مستوى رائع تنتظر التدشين، في صورة رائعة وجميلة، عكس ما يحدث في مصر، حيث ننتظر 20 سنة لاستخراج الأوراق اللازمة في إهدار للوقت وشكل من أشكال التعسف.
• ماذا عما يخص الامتثال للدولة وطاعتها، هل سيستطيع الأنبا تواضروس أن يعلن بأن هناك اضطهادا واقعا على الأقباط؟
– في أي مجتمع يتم التعامل مع كل فئاته بنفس الطرق وتعطيه نفس الحقوق والواجبات، ولكن إذا شيء اختلف أو الصور انكسرت أو وجد شكل من أشكال المضايقة أو شكل من أشكال الظلم لابد أن نعلن عنها ونقر بأن هناك ظلما واقعا على الأقباط.
والقائم مقام أعلنها بوضوح عندما أثيرت قضية مراقبة أموال الكنائس، موضحا أنه إذا تم ذلك سيكون هناك اضطهاد للأقباط في مصر ما أراح الشعب القبطي وجعله يشعر بأن من وراءه يشعر به.
• هل سيلجأ البابا تواضروس للغه حوار تريح شعبه، وقد تسبب عداء للدولة؟
– لا أحب استخدام كلمة عداء، ولا أحب أن تصل الأمور إلى العداء وليس لنا أعداء إلا الشيطان فالإنسان المسيحي ليس له عدو. والمسيحي الحقيقي يسامح حتى مع من يقال إنهم أعداء.
• أيهما تفضل، أن يظل الأقباط داخل الكنيسة أم أن يخرجوا إلى المجتمع ويندمجوا معه؟
– تتحدثين كما لو أن الأقباط داخل الكنيسة مسلوبو العقل والفكر يسيرون كالقطيع.. هذا ليس صحيحا، لأننا داخل الكنيسة نتعامل معا في صورة الأب وابنه. الأب لا يلغي عقله والابن لا يلغي فكره.. فقط الكنيسة توضح الطريق الصحيح.
السلفيون لا يكنّون لنا الود ولكننا نحن نحبّهم!
• إن لم يصبح مسلمو المجتمع متمثلين في الأزهر فقط وظهرت تيارات أخرى سلفية مثلا لها توجه واضح تجاه الأقباط، كذلك الإخوان المسلمون… فكيف تتعامل الكنيسة مع هذه التيارات؟
– هذه مسؤولية الدولة، التي تنظم العلاقة مع جميع فئات المجتمع. من ناحيتنا نحن نعمل بحب واحترام، ونرفض العنف، وبالطبع نرفض فكرة الاعتداء على الممتلكات والأشخاص والأرواح والمنازل. مسؤولية الدولة أن تنظم العلاقة بين جميع المواطنين، وبالتالي فإن صعود التيارات الإسلامية لا يزعجنا ولا يخيفنا.
• هل توافق على أن الأحداث المتلاحقة التي يمر بها الأقباط من اعتداء على الكنائس واختفاء للفتيات وغيرها هي مجرد محاولات أو فرقعات لإلهاء الأقباط عن الدستور، أم أن هناك مشكلات حقيقية يعيشها أقباط مصر؟
– بالطبع هناك مشكلات حقيقية يعيشها الأقباط، لكن هذا لا يمنع أو لا ينفي وجود بعض الجماعات التي تقوم بافتعال أزمات لإلهاء الأقباط وصرف نظرهم عن الدستور، وبالتأكيد هناك من لديهم فكر خبيث في المجتمع.
• هل انتهت الكنيسة من وضع موادها في الدستور الجديد؟
– لدينا 3 مملثين في لجنة الدستور أسقف ومستشاران قانونيان وهم يشاركون في المناقشات، ونتمنى دستورا في إطار المواطنة.
• ما رأي قداستكم في بعض كهنة المهجر الذين يستخدمون القنوات الفضائية في الهجوم وانتقاد ما يحدث في مصر مثل القمص زكريا بطرس ومرقص عزيز؟
– القمص زكريا بطرس استقال من الكنيسة الأرثوذكسية وأصبح لا علاقة له بها، أما القمص مرقص عزيز فكان أحد كهنة الكنيسة المعلقة في مصر القديمة ويبدو أنه تعرض لمضايقات فانتقل إلى الخارج، ولكن من الواضح أن المضايقات لم تنته فكان هذا رد فعله ويبدو أنه إلى حد ما حاد.
• ما رأي قداستكم في الكهنة والرهبان الذين يشاركون في التظاهرات؟
– مرفوض تماما، الكاهن عمله رعوي والراهب إنسان ترك العالم بمحض إرادته، وعندما ترك العالم تخلى عن كل شيء مقابل أن يكون له نصيب في السماء، فإذا شارك في تظاهرات كيف يصدق الناس أنه راهب؟ من يفعل ذلك يحكم على نفسه بالقطع والحرمان.
• ما رأيك في اختيار الدكتور سمير مرقص كمساعد للرئيس؟
– الدكتور سمير مرقص بعيد كل البعد عن الملف القبطي، ولكن الفكرة ليست في اختيار مساعد قبطي. الفكرة تكمن في ماهية هذه الصلاحيات وحدودها.
• هل من الممكن أن يقوم البطريرك بترشيح شخص آخر؟
– الدكتور سمير مرقص شخصية محترمة وله تقديره، لكن هذا لا يمنع من التساؤل عن أسباب اختياره هو بالذات؟ وهل تم وضعه لتكتمل الصورة بسيدة وقبطي؟ هذا غير مقبول وليس له معنى، وهل تم وضعه لتكون له علاقة بالملف القبطي؟ هو بنفسه أعلن أن هذا ليس دوره.
• ما رأي قداستكم في تصريحات السلفيين وقيادتهم بعدم مبادلة التهاني وعدم مودة الأقباط؟
– لكننا نحن نحبهم.
نقلاً عن “الرأي” الكويتية