عاود وزير الداخلية التركي بشير آتالاي، اليوم السبت 15 آب، مشاوراته الرسمية المكلف بها من قبل الحكومة مع مؤسسات المجتمع المدني التركية، بصدد الحل المرتقب للقضية الكوردية في تركيا، وذلك بعد أن أوقفها أمس الجمعة 14 آب ليوم واحد فقط، لتصادفه مع الذكرى السنوية الثامنة لتأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. ومن المتوقع أن يستكمل الوزير آتالاي مشاوراته مع 18 مؤسسة مجتمع مدني تركية في خلال الأيام القليلة القادمة، وكان قد بدأها قبل ثلاثة أيام بلقاء مع الهيئة الإدارية لاتحاد الغرف والبورصات التركي TOBB. وبعد الانتهاء من استمزاج آراء أوساط المجتمع المدني، ستنتقل الحكومة التركية إلى طور ثان من المشاورات، ولكن هذه المرة مع الأحزاب السياسية الناشطة في تركيا، وفي طليعتها حزب الشعب الجمهوري الذي يترأسه دنيز بايكال وحزب الحركة القومي اليميني برئاسة دولت باخجلي، وهما حزبا المعارضة الرئيسان الممثلان في البرلمان التركي، واللذان ينظران بارتياب ورفض إلى خطوة حكومة حزب العدالة والتنمية في انفتاحها على الكورد.
في سياق متصل بالأجواء السياسية المستجدة في تركيا، المتعلقة بحل القضية الكوردية فيها، أعلن محامو عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكوردستاني، المعتقل في سجن إيمرالي منذ أكثر من عشر سنوات، أمس الجمعة، أن خارطة الطريق التي يعمل عليها أوجلان في سجنه وكان مقرراً صدورها في 15 آب بالتزامن مع الذكرى 25 لإطلاق حزب العمال الكوردستاني الكفاح المسلح ضد تركيا لم تستكمل بعد. ومن المتوقع في هذه الحالة صدورها يوم الأربعاء القادم 19 آب، يوم اللقاء الأسبوعي بين أوجلان ومحاميه. وقد جاء ذلك في معرض رد المحامي عمر غونيش على أسئلة الصحافيين والإعلاميين أثناء مغادرته لمقر قيادة الجندرمة التركية عقب عودته والمحامين: آسيا أولكر، سركان آكباش، وآيدن أوروج من سجن إيمرالي الكائن في عرض بحر مرمره.
عمل إرهابي في حي تقطنه أغلبية من الكورد العلويين
إلى ذلك شهد حي “غازي أوصمان باشا” الذي تسكنه غالبية من الكورد العلويين أمس ليلاً انفجاراً بعث على الامتعاض والقلق في أوساط المتفائلين بالانفتاح الرسمي على الكورد، فقد أسفر انفجار عبوة ناسفة، موضوعة في حاوية للقمامة في شارع “غاليري” من محلة “قره يولاري” في حي “غازي أوصمان باشا” عن مقتل المواطن الكوردي التركي “صالح أوزجليك” (56 سنة)، الذي كان يعمل ناطوراً ليلياً لإحدى الأبنية في مكان الانفجار. وقد قصد مكان الانفجار مباشرة المدعي العام التركي في قضية تنظيم أرغنكون الإرهابي، للبحث في أية صلة محتملة بين الانفجار وخلايا محتملة نائمة لتنظيم أرغنكون.
وقد عبر مؤتمر الشعب الكوردستاني (إطار سياسي مقرب من العمال الكوردستاني) في بيان صدر اليوم السبت عن تنديده بعملية التفجير تلك، معتبراً إياها عملية مستهدفة لمحاولات الحل السلمي للقضية الكوردية. ورغم أن أية جهة لم تتبن المسؤولية عن الانفجار بعد، إلا أنها تعد من الأعمال التي تثير المخاوف في تركيا، سيما حين تكون البلاد في حالة حراك ومحاولات لتصفير المشكلة الكوردية التي تعد أحد أكبر المشاكل الداخلية التي تواجه تركيا.