قالت مصادر فاتيكانية إن السلطات في الحاضرة الكاثوليكية اعربت عن استيائها من زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى تركيا، نظرا لأن غبطته قام بهذه الزيارة ارتجالا ومن دون التنسيق مع الفاتيكان! خصوصا ان هناك خلافات فاتيكانية ـ تركية لم تجد طريقها الى الحل، وابرزها موقف الفاتيكان، وتحديدا البابا بنديكتس السادس عشر، الرافض كليا لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي حرصا على هوية اوروبا المسيحية، فضلا عن المطالبات المتكررة بإعادة كنيسة “آيا صوفيا” الى المسيحيين لرمزيتها التاريخية الدينية.
وابلغت دوائر الفاتيكان استياءها هذا للراعي الذي يبدو أنه ارتجل زيارة انقرة لاجراء مزيد من “العلاقات العامة” ومحاولة التعويض عن انحياز مواقفه السياسية، والدخول الى عالم الطائفة “السنية” من البوابة التركية، حيث أشاد بالتجربة التركية واصفا إياها بـ”النمذج الذي يحتذى للربيع العربي”.
تجميد تعيينات المطارنة
وفي سياق متصل أشارت المصادر الى ان الفاتيكان قرر نهائيا صرف النظر، عن استكمال المصادقة على تعيينات المطارنة المتبقين وهم مطران ابرشية بشري، وابرشية زغرتا واوروبا، ومطران ابرشية صربا. وطلبت الدوائر الفاتيكانية انتظار مجمع الاساقفة المرتقب انعقاده في شهر حزيران المقبل من اجل اقتراح اسماء بديلة لتلك التي اقترحها البطريرك الراعي سابقا.
الرابطة المارونية طلبت تقليل التصريحات السياسية..!
من جهة ثانية، ارسلت الرابطة المارونية كتابا الى البطريرك الراعي طلبت منه فيه التقليل من الاحاديث السياسية، وعدم التطرق الى ما يثير حساسيات طائفية ومذهبية، نظرا لما تركته أحاديث الراعي من انعكاسات سلبية على اللبنانيين المسيحيين المنتشرين في العالم العربي والاسلامي، وفي ظل عدم قدرة أحد على حل أي مشكلة يتم إفتعالها جانبيا ومن دون سبب. خصوصا أن تجربة اللبنانيين الشيعة ووضعهم في دول الخليج العربي ماثلة للعيان، حيث يدفع هؤلاء ثمن مواقف لا دخل لمعظمهم فيها. ولا تريد الرابطة المارونية ان يدفع الموارنة ثمنا لمواقف ملتبسة وتحتاج كل مرة الى توضيح.