بدا الكاتب “المقاوم” مثل استاذ ابتدائي يمسك بطرف أذن تلامذته، الغلاظ الذهن، ويعيد عليهم الدرس بـ”هدوء”، فيقول لهم، حرفياً: “أجد نفسي، مرة جديدة، مضطراً الى محاولة شرح واقع “حزب الله” اليوم، آملا أن يفهمني من يريد التصرف بواقعية…”. ماذا في جعبته ليتكلم هكذا؟ ومن أين جاء بهذا الهدوء الهستيري؟
لا يتأخر الجواب: كاتبنا يعلم أكثر مما ندركه نحن تلامذته الغلاظ الذهن. حنقه هذا نابع من اننا لم نر ما يراه في “حزب الله”؛ هذا الحزب باتَ، بعد القصير، “يمثّل قوة إقليمية كبرى”، تملك كل شيء: “الخبرات”، “النفوذ”، “القدرات”، “المؤسسة التنظيمية التي تناسب دولا”، ويملك “هيكلية”، ثم “قوة أمنية وعسكرية”، وكلها نقطة “ارتكاز في المحور الممانع”.
يستطرد قليلاً، فيقول لنا، نحن تلامذته، بدافع “تربوي” بحت: هل فهمتم؟ “هل لمن يريد مقارعته (أي الحزب) أن يتخيّل واقعه؟”. ثم يعود الى حزبه مستعيداً أوصافه: الحزب طوّر “بشكل هائل منظومته العسكرية والأمنية واللوجستية”، وهو يعرف “كيف يحوّل التهديد الى فرصة”، و”الأزمة الى مدخل نحو واقع جديد، وآليات عمل”… الخ.
لهذا كله، انفتحت اليوم أمام الحزب، بعد القصير، أبواب قيادته لـ”تيار مشرقي”، يقاوم “الاحتلال الاميركي أو الاسرائيلي” (لماذا “أو الإسرائيلي”، وليس “والإسرائيلي”؟)، “تيار قومي عربي” يضم “اليساريين والقوميين السوريين والعرب”، ومعهم “كتلة الفقراء”. هؤلاء يقودهم اليوم “حزب الله” الآن ليقضوا على “فكرة ضيقة”، عنوانها “بلدي أولا” أو “القرار الوطني المستقل”…الخ. ثم ينتقل كاتبنا، وبـ”الهدوء” نفسه، الى توجيه “نصيحة” للتلامذة الذين لم يفهموا، على رغم إعادة الشرح؛ ان عليهم، مجدداً، التصرف مع “حزب الله” بناء على المعطيات الآنفة. ويختتم بهذه الجملة البليغة، لعلّهم يوقنون: “هذا هو عنوان “حزب الله” الجديد، تعرّفوا اليه جيدا، ألا وفّقكم الله، ثم قاتلوه!”.
لا يسع التلامذة الغلاظ الذهن أن يفهموا مغزى كلام “الكاتب المقاوم”: هل هو متأكد انه، حقاً، يتكلم عن المعركة نفسها التي يخوضها اليوم الحزب في سوريا؟ هل البركان المذهبي الذي فجّره، بالتناغم مع التكفيريين، اعدائه المعتمدين الجُدد… هذا البركان، هل هو غائب تماماً عن عقل صاحبنا ولسانه؟ لا شيء على الاطلاق يذكّره به؟ كل هذا السيل، كل هذه الحمم المذهبية، تمرّ من أمامه مثل الرجل الخفي؟ في صفوف أنصار الحزب كتلة “مشرقية”، مدنية، قومية، يكاد يقول “علمانية حداثية”…. هي التي تخوض الآن، بعد القصير، معركة المصير. ضد من؟ ضد الإحتلال الاميركي أو الاسرائيلي. تسأل، أنتَ، ببراءة التلميذ الفاشل: حسناً، لكنني لا أرى احتلالاً أميركياً أو اسرائيلياً في القتال الدائر في سوريا الآن. “لا يا ملعون!” يكاد يجيبه، “لم تنتبه الى نهاية الجملة، قلنا “وعملائهما”، ونشدّد عليها؛ وهؤلاء هم الأساس، نقضي عليهم… على هؤلاء العملاء، فننتصر على الاحتلالَين! هذا ما يفعله الحزب في سوريا. يطهّر أرضها من العملاء!”.
لكن الذي لا يفهمه، أو لا يقدر أن يفهمه التلامذة الضائعون هؤلاء، هو تفوّق منطق القوة على منطق الحق لدى الحزب وكتابه، بل تواري الثاني تماماً خلف الأول، لولا بضع الكلمات عن “الإحتلالَين” وعن “التكفيريين”. ما يحاول الاستاذ الحاذق ان يفهمنا اياه، ان القوة التي اصبح عليها “حزب الله” الآن، لم تعد تسمح لأحد بأن يفتح فمه وينتقده أو يناهضه أو يعترض عليه؛ ومن يتجرأ على ذلك، ففوق انه “تكفيري” و/أو “عميل”، هو بليد الذهن. لم يستوعب بعد “الحقائق على الأرض”، ان هذا الحزب من القوة بحيث لا يسمح لأحد إلا بالتسبيح بحمده.
نُشِر في “النهار”
تعليق – درسٌ مفحِم لغلاظ الذهن
المقال محبط لانه كتب بطريقة الألغاز.. لم لا تصرح بأسم الأستاذ ومن هم التلاميذ؟
من المؤسف ان تنحدر كاتبة متميزة الى هذا الأسلوب اللغزي الذي لا يفهمه غير الأستاذ والتلاميذ العشرين وكاتبة المقال. أما نحن فلا يمكننا معرفه احد منهم. والمعلق قبلي (سمير) راح يخمن انه أبراهيم الأمين. ربما غيره.. أما نحن القراء فلا نعرف تفاصيل
تعليق – درسٌ مفحِم لغلاظ الذهن
هذه رائحة البلشفي ابراهيم الامين الصحفي الشبيح والنسخة اللبنانية من صحفيي نظام الاسد بثقافة حصلها من ايام الماركسية الذهبية.الامين سبق وهدد بقتل معارضي خط حزب الله الشيعة باعتبارهم شيعة فيلتمان وهواطلق بيان حزب الله الجديد والذي يطلق بصراحة معركة فلسطين التي مرت باغتيال الحريري ورفاقه ومعركة تموز -7ايار-القمصان السود -القصير – اليوم صيدا-وهكذا مئات المعارك الفرعية بعدها سنخوض ام المعارك معركة تحرير القدس وسيكون احفاد احفاد الامين حاضرين قولوا انشالله