احتفلت العاصمة اللبنانية بيروت بـ”مهرجان النبيذ” اللبناني الذي يبدو ان صناعته بدأت تتطور في لبنان في السنوات العشر الاخيرة بحيث بلغ عدد خمارات النبيذ 34 معظمها في سهل البقاع حيث تنتشر كروم العنب على اختلافها. ومؤخرا بدأت سائر المناطق اللبنانية تلتفت الى هذا الحقل الانتاجي بحيث يوجد في منطقة البترون وحدها 8 خمارات حديثة اي ما يعاد 25 بالمئة من الخمارات في لبنان.
احد اصحاب الخمارات قال لـ”الشفاف” إن هذه الصناعة مرشحة لتتطور، مشيرا الى ان عدد الخمارات خلال السنوات العشر المقبلة سيرتفع الى حوالي المئة.
الاديار المارونية نفضت عن خمّاراتها الغبار ونزلت الى ميدان النبيذ التجاري. فكانت العلامة التجارية التي تحمل اسم “أديار” وهي عبار عن نبيذ مصنّع في 8 أديار ابرزها “دير كفيفان” و”دير مار موسى” بالقرب من بعبدات، وأديار المتن وجبل لبنان. وعلى جري عادتها قررت الاديار ان تتميز بصناعتها فكان “الايس واين” وهو ، كما قال الاب يوسف النبيذ الذي يصنع من الكروم التي تزرع على ارتفاعات تتجاوز 1600 متر ويتم قطاف العنب أثناء موسم الثلوج ويتم تصنيعه نبيذا.
ويعزو الاب يوسف ارتفاع سعر هذا الصنف الى المناخ، مشيراً الى ان السنوات التي لا تشهد ثلوجا كثيفة تكون سنوات “مِحل”، اي لا تنتج عنبا ولا نبيذاً، كما ان هذا الصنف من العنب لا يتوفر بكثرة وعصيره قليل مما يعني انتاجا محدودا.
ويقول ان مجموعة “أديار” أنتجت عام 2008 مئة وخمسين زجاجة من هذا الصنف فقط من محصول تجاوز الالف ومئتين كيلوغراما من العنب، في حين ان السنوات اللاحقة لم تنتج اي زجاجة من هذا الصنف بسبب التغييرات المناخية التي لم تراكم ثلوجا على الجبال اللبنانية.
وما اذا كان السوق اللبناني قادرا على استهلاك كميات النبيذ والانواع المختلفة التي يتم انتاجها، قال احد اصحاب الخمّارات المشاركين في “مهرجان النبيذ” اللبناني إن خمّارته تنتج 500 الف زجاجة سنويا وهو يصرّف إنتاجه في أوروبا، وتحديدا في بريطانيا وفرنسا، ولا يعتمد على التصريف في السوق المحلي إلا بنسبة 10يالمئة فقط من الانتاج.
“مهرجان النبيذ” اللبناني لهذا العام تميز بتنوع الخبرات واستقدام خبراء تصنيع النبيذ من سائر انحاء العالم للإشراف على “الطعمات” والتخمير والحفظ لكي تستجيب للمعاير الدولية والعلمية لهذه الصناعة، ما أهل معظم الخمارات اللبنانية لتدخل الاسواق منافسة أجد الاصناف العالمية. وكان لافتا تميّز بعض الاصناف بعلامات تشير الى فوزها بجوائز عالمية للجودة، ما أسهم في رفع سعرها.
كما تميز “مهرجان النبيذ” اللبناني لهذا العام بإطلاق إسم لبنان في موسوعة غينيس العالمية للارقام القياسية لأكير كأس نبيذ في العام صممه المهندس وليد ريشا ونفذه بالتعاون مع المهندس موسى زخريا بحيث بلغ ارتفاعه 2،40 مترا وقطر فتحته 1،65 مترا وتبلغ سعته 1577 ليترا متجاوزا كأس البرتغال الذي انجز عام 1999 والذي بلغ ارتفاع 1،52 مترا وقطر فتحته ،1،47 مترا.