“استحقّها” السيد بوغدانوف! حينما التقينا به في أروقة مؤتمر القمة العربي الأخير في الكويت، لم يكتم السيد بوغدانوف سخريته و”لامبالاته”! قال ساخراً: الغرب يقول أن الأسد “غير شرعي”، فلماذا يعترضون إذا قام رئيس “غير شرعي” بتنظيم إنتخابات رئاسية؟ لم يسعَ السيد بوغدانوف لتسويق أية “سياسة روسية”! كان “لا مبالياً” بالمجزرة و”دمار نهاية العالم” الحاصل في سوريا!
كان السيد بوغدانوف واثقاً بنفسه: أمام إدارة مثل إدارة أوباما، ومع سعر برميل نفط فوق ١٠٠ دولار، كان “ساخراً” ومتهكّماً. الآن، غضب من نصرالله. “غضب” بوغدانوف” أفضل من “سخريته”!
كانت جريدة “الأخبار”، في عدد ٢٥ ديسمبر قد غطّت لقاء نصرالله – بوغدانوف تحت عنوان “انتصاري” ظاهرياً: “نصرالله لبوغدانوف: الأسـد خط أحمر”. وجاء في تغطية الجريدة، التي يبدو أن رواية “الوطن” السعودية تؤكدها أن “نصر الله أوضح لبوغدانوف “من دون أدنى التباس، أننا نخوض المعركة ضد الإرهاب، ودفاعاً عن سوريا والدولة السورية وخياراتها الاستراتيجية”، مستدركاً “لكننا، بالقدر نفسه، نخوض معركة الرئيس”، في إشارة للأسد.”
وأكد الأمين العام للحزب أنه “لا حل إلا تحت سقف الرئيس.. الرئيس خط أحمر”.
السؤال الآن هو: هل هذا بداية خلاف روسي-إيراني؟ وهل اكتشفت روسيا أنها لم تعد قادرة على تحمّل كلفة الحرب السورية بعد انخفاض سعر “البرميل” إلى ٥٠ دولاراً فقط؟
الشفاف
*
“الوطن”: بوغدانوف خرج غاضباً من اللقاء مع نصرالله
المركزية- نقلت صحيفة “الوطن” السعودية عن مصادر مطلعة على المبادرة الروسية الجديدة تجاه سوريا قولها ان “موسكو بدأت الاقتناع بأن أولى مراحل الحل السياسي في سوريا تقضي بذهاب النظام الحالي، وإنشاء حكومة انتقالية تؤسس لانتخابات حرة وشفافة”، لافتةً إلى أن “الموقف الروسي الجديد تبلور مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة إلى تركيا أواخر كانون الاول الفائت، لاسيما بعد تأكيدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه لا يمكن الحديث بواقعية عن حل سياسي في ظل وجود الرئيس السوري بشار الأسد على رأس الحكومة، وتشديده على ضرورة زوال النظام كشرط أساسي لبحث أي حلول سياسية”.
ولفتت الى “ان موسكو الباحثة عن تطوير وتمتين علاقاتها مع أنقرة بدأت تنظر للأمر من زاوية أخرى، لا سيما في ظل الرفض الدولي الكبير لاستمرار الأسد على رأس السلطة”.
وأعلنت ان “نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ألمح إلى احتمال البحث عن رئيس جديد للنظام لقيادة الحكومة الانتقالية خلال لقائه الأخير مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، إلا أن الأخير رد عليه بشكل قاطع بأن الأسد “خط أحمر”، ولا مجال للحديث عن تنحيه، لافتا الى ان الحديث عن هذا الأمر يعني نهاية الحوار”، ما دفع بوغدانوف إلى الخروج غاضباً من اللقاء مردداً أن الحديث عن الأزمة السورية “ينبغي أن يكون فقط مع رؤساء الدول”.
بوغدانوف خرج غاضباً من لقاء نصرالله: “أزمة سوريا تُناقش مع رؤساء الدول فقط”!
ولسان حاله يقول أزمة سوريا تُناقش مع رؤساء الدول فقط وليس مع رؤساء عصابات