تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي هي أخطر تصريحات تصدر عن مسؤول روسي حتى الآن بالنسبة لسوريا، وقد تكون ناقوس الإنذار الأخير للأسد قبل السقوط. بعد هذه التصريحات، لم يبقَ للأسد إلا إيران.. وآتباعها في لبنان!
*
صرح نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف في كلمة ألقاها في الغرفة الاجتماعية الروسية يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول بأن الحكومة السورية تفقد سيطرتها على البلاد أكثر فأكثر، ولا يجوز استبعاد احتمال انتصار المعارضة.
وقال بوغدانوف: “فيما يتعلق بالاستعدادات لانتصار المعارضة، فلا يجوز استبعاد ذلك بالطبع. يجب النظر إلى الوقائع، هناك توجه إلى هذا المسار. النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد أكثر فأكثر”.
وأضاف أن المعارضة المسلحة تقول إن نصرها قريب، وإنها “على وشك السيطرة على حلب” و”على وشك السيطرة على دمشق”. وتابع بوغدانوف قائلا: “الآن، فإن الاعتراف بالمعارضة وتأهيل المقاتلين وتمويل إمدادات الأسلحة من الخارج كل ذلك يزيد من حماس المعارضين”.
ويرى بوغدانوف أن “هناك عددا من الظروف التي تحول دون تحقيق الأهداف القائمة (أي التسورية السلمية للأزمة السورية)، ومنها سلوكيات بعض شركائنا، مثلا”.
وأوضح أن “إمدادات الأسلحة الحديثة على نطاق واسع تدفع المتمردين السوريين إلى الرهان على القوة”، مما يؤدي فقط إلى “تصاعد وتيرة العنف”، على حد قوله.
وأعرب عن مخاوف موسكو من حصول المسلحين على الأسلحة الكيميائية قائلا: “تنمو في سورية وفي سيناء مناطق خارجة عن السيطرة تتحول إلى بؤر خطرة للإرهاب. ويحظى متطرفو “القاعدة” بنفوذ كبير في صفوف المعارضة المسلحة. قد يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة”.
وأضاف أن المسلحين السوريين قد يسيطروا على مخازن الأسلحة، وهو ما يجري بالفعل، وبذلك قد يصلون إلى مخازن السلاح الكيميائي.
لدى روسيا خطط عمل لإجلاء رعاياها من سورية عند الحاجة
أكد بوغدانوف على وجود خطط عمل لدى روسيا في حال تطلب الوضع إجلاء المواطنين الروس من سورية.
وأضاف أن عدد المواطنين الروس في سورية يبلغ الآلاف، وأغلبهم غير مسجلين بالقسم القنصلي، مشيرا إلى أن المواطنات الروسيات المتزوجات من سوريين وأبناءهن هم أغلب رعايا روسيا هناك.
وتابع قائلا إن “نصفهم يدعم المعارضة. وإلى جانب ذلك، ضمت وفود المعارضة التي زارت روسيا أشخاصا يحملون جوازات سفر روسية”.
ومع ذلك أشار بوغدانوف إلى أن موسكو لا تنوي إجلاء العاملين في سفارتها في سورية، قائلا إنه “توجد لدينا خطط لكل الحالات” وإن “الحالة لم تصل إلى هذا الحد بعد”.
روسيا ستصر على تطبيق بنود بيان جنيف
صرح بوغدانوف تعليقا على نتائج اجتماع ما يسمى بمجموعة “أصدقاء سورية” في مراكش، بأن روسيا ستصر على تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف.
وقال بوغدانوف: “نحن لا نطرح ما يعارض نتائج الاجتماع في مراكش، وإنما نقول فقط إن لدينا أساسا للتسوية السياسية للأزمة السورية حظي بالموافقة عليه بالإجماع. يبدو لنا أنه يجب بذل كافة الجهود لتحقيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف”. وأضاف: “سنصر على ذلك”.
وتابع قائلا: “أود أن أدعو إلى النظر في تصريحات صدرت عن مختلف الأعضاء الذين لم يحضروا مؤتمر مراكش. وتلك التصريحات تنتقد بشدة قرارات الاعتراف بالائتلاف الوطني. هم لا يوافقون على ذلك”.
روسيا تعول على عقد اجتماع جديد لـ”مجموعة العمل” حول سورية
قال بوغدانوف: “قلنا لشركائنا الغربيين والعرب إنه يجب مواصلة العمل على أساس بيان جنيف. ينبغي دعم مهمة المبعوث الأممي العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي”.
وأضاف: “من وجهة نظرنا، يجب توظيف إطار “مجموعة العمل” التي عقدت اجتماعها الأول، ونأمل بألا يكون الأخير، في جنيف في 30 يونيو/ حزيران 2012″.
لافروف يستقبل غدا وفدا من المعارضة السورية
أعلن بوغدانوف أنه تقرر أن يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفدا لمعارضة الداخل السوري في 14 ديسمبر/ كانون الأول يرأسه قدري جميل، عضو الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير المعارضة.
وأضاف أن لافروف سيلتقي غدا بجميل، وقد وصل أعضاء الوفد اليوم إلى موسكو.
وأشار بوغدانوف إلى أن المبعوث الأممي العربي الإبراهيمي سيزور دمشق في القريب العاجل لإجراء مباحثات مع كافة الأطراف المعنية.
وتابع قائلا: “سنكون مستعدين لمقابلة زملائنا الأمريكيين، كما اتفقنا في جنيف، والاستماع إلى تقرير حول العمل الذي أنجزه الإبراهيمي لتحليل وفهم الأمر واتخاذ الخطوات المقبلة للمضي قدما في عملية تطبيق بيان جنيف”.
موسكو ترحب بإدراج الولايات المتحدة “جبهة النصرة” على قائمة التنظيمات الإرهابية
أكد بوغدانوف على موقف موسكو مفاده أنه يجب تسوية كافة النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بطرق سلمية، قائلا: “يتلخص موقفنا في إصرارنا على تسوية كافة المشكلات القائمة في الدول العربية بالطرق السلمية فقط عن طريق الحوار وبدون تدخل خارجي. هذا خطنا الثابت الذي لم ولن يتغير”.
ورحب بوغدانوف بإدراج الولايات المتحدة جماعة “جبهة النصرة” على قائمة التنظيمات الإرهابية، قائلا: “قال الأمريكيون في اجتماع جنيف إنهم أدرجوا جماعة “جبهة النصرة” على القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية. وقلت لهم إن ذلك تصرف صحيح، لأن الأمر كذلك”.
ويرى بوغدانوف أن ذلك يتعارض مع التصريحات بأن الرئيس السوري بشار الأسد يقصف المتظاهرين السلميين، ويؤكد على صحة مزاعم الأسد بأنه يقود حربا ضد الإرهابيين.
وأضاف أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ينتقد الولايات المتحدة بسبب إدراجها “جبهة النصرة” على قائمة التنظيمات الإرهابية وأنهم يقولون “هؤلاء رفاقنا وأصدقاؤنا ونحن معهم”.
التطورات الدراماتيكية في العالم العربي تمس مصالح روسيا
قال بوغدانوف إن “العمليات الدراماتيكية التي تجري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمثل تهديدا للمصالح الوطنية الروسية، إذ أن تعزيز مواقف قوى الإسلام الراديكالي قد يؤثر سلبا على الوضع في شمال القوقاز وآسيا الوسطى”.
وأضاف أن الشركات الروسية تتكبد خسائر اقتصادية بسبب عدم تنفيذ العقود نتيجة للأحداث الجارية في المنطقة، مشيرا إلى أن حملة الدول الغربية والعربية المعادية لروسيا تهدف إلى إضعاف “نفوذنا في المنطقة وتجميد علاقاتنا المستقبلية مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وفي هذا السياق نفى بوغدانوف ما تردد من أنباء حول تكليف معارضة الخارج السورية في مؤتمر الدوحة بقطع كافة العلاقات مع روسيا، قائلا: “لم تتوفر لدينا مثل هذه المعلومات. صحف مختلفة تبالغ وتؤلف”.
المصدر: وكالات روسية + “روسيا اليوم”