ماذا يريد البطريرك الراعي من التصريحات “الشعبوية” التي أدلى بها قبل يومين: “نأسف لان السياسيين اللبنانيين في هذا الوقت الحرج يستمرون في خلافاتهم وصراعاتهم التي تعطل البلد”!!
هكذا؟ خلافات “بلا طعمة”.. مثل الخلاف حول سلاح حزب الله، أو حول دوره في اغتيال السياسيين والأمنيين، أو حول دعم حزب الله وقسم من أجهزة الأمن اللبنانية لنظام الأسد المنهار؟ أو موضوع الأدوية المزوّرة؟ أو “وضع اليد” على مرفأ بيروت من حزب الله وأجهزة عسكرية وأمنية لبنانية؟
هذه كلها مواضيع “بلا طعمة”، أليس كذلك؟
وربما الأهم في نظر “غبطته”: إذا كان “السياسيون” كلهم “بلا طعمة”، فهل ينبغي أن يحلّ محلهم “رجال الدين”؟
هل يطالب بـ”ولاية فقيه” مارونية بعد “ولاية الفقيه” الشيعية؟
هل هذا ما قصده السيد ميشال المر حينما صرّح من بكركي بأنه “لا يجوز ترك الرجل الفقير الذي يطلب لقمة العيش تحت أهواء السياسيين وإرادتهم بل يجب أن تكون هناك إرادة عليا فوق إرادة السياسيين”، واعتبر ان “البطريرك الراعي مؤهل لتأدية هذا الدور الانقاذي”!!
البطريرك الراعي يقوم بـ”حركة تصحيحية”؟ “مهضوم الأستاذ ميشال المر الذي اعتاد على “إرادة عليا فوق السياسيين” حينما كان وزيراً للداخلية في عهد.. رستم غزالة!
“طائفة” العلمانيين ستقف بالمرصاد.. “سيدنا”!
الشفاف
*
بعد وصول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى سدة البطريركية لجأ الى ترفيع المطران المطران المتقاعد سمير مظلوم الى رتبة نائب بطريركي عام يقيم معه في الصرح البطريركي.
معلومات من الصرح البطريركي تشير الى ان المطران المتقاعد “سمير مظلوم” يعمل بناء على توجيهات سيده البطريرك “الراعي”، واحيانا بمبادرة فردية منه، على لعب دور المطران “يوسف بشارة”، راعي ابرشية انطلياس سابقا، الذي رعى وترأس “لقاء قرنة شهوان” الذي شكل بدوره الذراع السياسية للبطريرك المتقاعد مار نصرالله بطرس صفير. إلا أن دور المطران المتقاعد “مظلوم”، جاء مخالفا لدور سلفه بشارة لجهة الرعاية، حيث يقوم المظلوم بما يشبه الانقلاب على ثوابت الكنيسة وشرعة العمل السياسي التي اقرها مجمع المطارنة زمن البطريرك صفير.
“المظلوم” الذي عرف بعلاقاته مع الضابط السوري محمد ناصيف، والمعروف بـ”ابو وائل”، أنشأ غرفة عمليات انتخابية في الصرح البطريركي يعاونه بعض إعلاميي حقبة الوصاية السورية، وابرزهم الصحافي “جورج بشير“، الذي يرتبط بدوره بعلاقة متينة مع النظام السوري المتداعي وخصوصا الضابط “ابو وائل”.
المعلومات تشير الى ان “جورج بشير” اقام مؤخرا حفل عشاء على شرف المطران مظلوم في منزل الإعلامي “جورج قرداحي”، وتم خلال الحفل جمع مبلغ من المال لتجهيز غرفة العمليات الانتخابية، حيث كان ابرز المتبرعين به متموّل من التابعية السورية لجأ الى لبنان في هذه الايام ويقيم في قضاء كسروان.
وفي حين لم يتضح موقف البطريرك الراعي من النشاط المشبوه لنائبه المطران المتقاعد سمير مظلوم، إلا أن الاخير كان أنشأ ديوانية إعلامية تضم صحافيين من الموالين لقوى 8 آذار، وأدلى بتصريحات صحافية، بعضها تم نقلها عن لسانه مباشرة، والبعض الآخر نقلا عن “مصادر في الصرح البطريركي”، في سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ الكنيسة المارونية، التي لم تلجأ يوما الى إعتماد صيغة “المصادر الكنسية”، في ظل البيانات الدورية الشهرية التي تصدر عن مجلس المطارنة الموارنة.
“ديوانية” المطران “مظلوم”: نموذج نصرالله “لا يمشي” عند الموارنة!