“الأستاذ” كان دائماً “بارومتر” السياسة السورية في لبنان. ثم صار “بارومتر” سوريا والحزب معاً! هل وصل الحقد السوري و”الحزبي” على البطريرك الماروني إلى حد إرغام “دولة الرئيس” على مقاطعة البطريرك الماروني؟ خصوصاً بعد زيارة البطريرك لفرنسا..؟
“الشفاف”- بيروت- خاص
ابدت الرهبانية المارونية اللبنانية بفروعها المختلفة إستياءها من الموقف العدائي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري من الرهبنة المارونية بشكل خاص وعموم ابناء الطائفة المارونية في لبنان بشكل عام والمقاطعة التي يفرضها بري وحزب الله من وراءه على أي نشاط ديني او سياسي ماروني في لبنان.
استياء الرهبنة جاء على خلفية عدم مشاركة الرئيس نبيه بري مباشرة او بواسطة ممثل عنه في احتفال تطويب الاخ إسطفان نعمة في دير كفيفان في البترون وتحججه بأنه لم توجه اليه الدعوة للمشاركة في هذا الاحتفال.
وقالت مصادر اللجنة التي تولت دعوة الرؤوساء والوزراء والتي تشكلت من المدبرين العامين السابقين والحالين، وهو ارفع منصب رهباني، إن اللجنة طلبت موعدا من الرئيس بري لتسليمه الدعوة الى الاحتفال فجاءهم الجواب ان بإمكانهم إيداع بطاقة الدعوة لدى امانة السر في في مقر إقامته في عين التينة.
وتضيف المصادر ان بري رفض ايضا تحديد موعد للموفد الفاتيكاني المولج قضايا التطويب لينقل اليه الدعوة للمشاركة في احتفال التطويب وعاد ليتذرع لاحقا بأن الدعوة التي وجهت اليه لم تراع الاصول والبروتوكول.
وتضيف ان بري رفض ايضا استقبال لجنة “جائزة الرئيس الياس الهراوي” لدعوته للمشاركة في حفل تسليم الجائزة للبطريرك الماروني نصرالله صفير في حفل أقيم في الصرح البطريركي في بكركي.
وأشارت الرهبانية المارونية والمسيحية ان ما حصل من مقاطعة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري يمثل موقفا شيعيا إذا ما اضيف اليه مقاطعة حزب الله ورسميا من خلال موقعه في رئاسة المجلس النيابي لا يخدم المصلحة الوطنية العامة فرجال الدين المسيحيين لم يغيبوا يوما عن المشاركة في اي احتفال شيعي من اي مستوى كان.
احد نواب كتلة الاصلاح والتغيير سأل الرئيس بري عن السبب الذي يقف وراء مقاطعته جميع الانشطة الدينية او تلك التي تتمحور حول الصرح البطريركي فأجابه بري “إسأل بطركك”.
النائب اضاف مستغربا ان البطريرك صفير والكنيسة المارونية عموما لا تزال تردد المواقف نفسها منذ عشرات السنين خصوصا لجهة بناء الدولة ورفض وجود اي سلاح في يد أي جهة كانت خارج مؤسسات الدولة والشرعية وتاليا ليس هناك من مبرر فعلي لموقف بري سوى الموقف العام لجهة الإنقضاض والقضم التدريجي لمؤسسات الدولة المستقلة وتقويض سائر البنى المجتمعية التي قام على أساسها لبنان والتي ما زال الصرح البطريريكي وحده يمثل آخر معاقلها.
وفي سياق متصل رفض دير عنايا استقبال النائب عن القضاء عباس هاشم على مأدبة غداء جريا على العادة التي يتبعها هاشم منذ انتخابه نائبا حيث أشاع انه تلميذ المؤسسات المسيحية وهو جار لدير عنايا واعتاش على هذه الرواية ليحصل على عطف مسيحي ساعده في الوصول الى المجلس النيابي اكثر من دورة انتخابية ومنذ ذلك الوقت كان النائب هاشم يزور دوريا دير عنايا ويتناول طعام الغداء عارضا المودة والخدمات.
وإثر قرار الرئيس بري عدم المشاركة في تطويب الاخ اسطفان نعمة وعلى الرغم من قرار النائب عون والذي ينتمي الى كتلته نظريا النائب هاشم بإيفاد جميع نواب كتلته للمشاركة في الاحتفال على ان لا يشارك عون شخصيا فتغيب النائب هاشم من دون ان يلتزم بقرار رئيس كتلته بالمشاركة في الاحتفال ومنسجما أكثر مع قرار مقاطعة الاحتفال.
ولما وصل النائب هاشم الى دير عنايا بعد مقاطعته احتفال التطويب، قيل له، إما ان تزورنا علنا، واما ان وجودك متسللا غير مرغوب فيه فعاد أدراجه.