إسلام آباد- “الشفّاف” خاص
– تفيد معلومات خاصة أن فريق “وكالة التحقيقات الفيدرالية” (FIA)، المؤلّف من 3 ضباط، المكلّف بالنظر في هجمات مومباي الإرهابية بالإستناد إلى ملف الإتهامات الهندي، سيلقي اللوم على الفرع البنغلاديشي لـ”حركة الجهاد الإسلامي” (HUJI)، وسيحمّلها مسؤولية التخطيط للهجمات وتدريب الإرهابيين.
وحسب تقارير الصحافة الباكستانية، فإن محققي “وكالة التحقيقات الفيدرالية”، في تقريرهم الأخير الذي قدّموه للحكومة، ركّزوا على الزاوية البنغلادشية في هجمات 26 ديسمبر الإرهابية، وزعموا أن تنفيذ هجمات مومباي تمّ بواسطة إرهابيين ينشطون من خارج باكستان، ومن بنغلادش على الأرجح. ولكن الأوساط الديبلوماسية في إسلام آباد تقول أن المجتمع الدولي سينظر إلى مثل هذا الإستنتاج كعملية ذر للرماد في العيون، وأن مثل هذا الإستنتاج سيعزّز إدعاء الهند بأن باكستان لا ترغب في التخلّي عن سياستها الرسمية التي تعتمد إستخدام الإرهاب كأداة للسياسة الخارجية في خدمة نفوذها الجغرافي-الإستراتيجي في المنطقة.
وحسب جريدة “دون” (“الفجر”) الباكستانية، وهي من أبرز صحف باكستان باللغةالإنكليزية، فإن تقرير “وكالة التحقيقات الفيدرالية” الذي سيتم تسليمه للهند قريباً، سيخلص على الأرجح إلى أن هجمات مومباي الإرهابية كانت من صنع شبكة دولية من الأصوليين المسلمين تتواجد في جنوب آسيا وتمتدّ حتى الشرق الأوسط. ومع أن وزارة الداخلية الباكستانية فرضت غطاءً من السرّية على التقرير، فإن مصادر أمنية أكّدت للجريدة أن التقرير سيركّز على أن حادثة مومباي ليست قضية باكستانية-هندية حصراً.
يُذكر أن سفير باكستان لدى بريطانيا، “واجد شمس الحسن”، زعم في مقابلة أن التحقيقات كشفت أن تخطيط الهجوم الإرهابي لم يجرِ في باكستان. وقال “شمس الحسن” في المقابلة: “خلص المحقّقون إلى أنه لم يجرِ استخدام أراضي باكستان، ويمكن أن يكون التخطيط قد تمّ في مكان آخر”. وحسب معلومات صحفية، فقد خلص محققو “وكالة التحقيقات الفيدرالية” إلى أن واحداً على الأقل من منفّذي هجوم مومباي كان من بنغلادش. بالمقابل، كان قد ثبت أن الإرهابي الوحيد الذي ظلّ على قيد الحياة، “محمد أجمال أمير كساب”، هو مواطن باكستاني. ولم تُعرف بعد هويات الإرهابيين التسعة الذين قتلوا في الهجوم، مع أن الهند تزعم أنهم كانوا جميعاً باكستانيون.
وحسب معلومات تداولتها أوساط صحفية، فإن تركيز تقرير المحققين على بنغلادش يتضافر مع مؤشرات على أن قسماً من التخطيط للهجمات تمّ في دبي وشاركت فيه عناصر هندية. وحسب المحققين الباكستانيين، فإنه كان شبه مستحيل أن يتم تخطيط وتنفيذ هجوم بهذا الحجم وبهذا التعقيد بدون دعم هندي محلي، وهذا ما ترفض الهند الإعتراف به. وكانت باكستان قد ردّت على الملف الهندي بمجموعتين من الأسئلة تطرّقتا إلى دور عناصر هندية محلية في الهجوم. وقد أجابت الهند على مجموعة الأسئلة الأولى بطريقة غير مباشرة، عبر “وكالة التحقيقات الفيدرالية” الأميركية (“إف بي آي”)، ولم تردّ بعد على المجموعة الثانية من الأسئلة.
كذلك يزعم محقّقو “وكالة التحقيقات الفيدرالية” الباكستانية أن هجوم مومباي يمكن أن يكون مرتبطاً، ولكن عن بُعد، بشبكة “القاعدة” الدولية. فحسب تقارير سابقة، فإن “حركة الجهاد الإسلامي في بنغلادش” (HuJI-B)، تأسّست في العام 1992 بمساعدة مادية، وبوحي، من الجبهة الإسلامية العالمية التي يترأسها أسامة بن لادن. وتمثّل “حركة الجهاد الإسلامي” المدرسة “الديوبندية” في الفكر الإسلامي، ويتلقى عناصرها تلقيناً لأفكار الإسلام المتطرف. وتصف الحركة نفسها بأنها خط الدفاع الثاني عن كل مسلم، وتقول أنها ترمي إلى إقامة الحكومة الإسلامية عبر الجهاد.
إن جناح بنغلادش في “حركة الجهاد الإسلامي” يسعى إلى إقامة حكومة إسلامية في بنغلادش عبر الجهاد المسلّح وعبر إغتيال المثقفين التقدميين. وسبق لهذا الجناح أن أعلن شعار ” Amra Sobai Hobo Taliban, Bangla Hobe Afghanistan”، ومعناه “سنصبح جيمعنا طالبان، وسنحوّل بنغلادش إلى أفغانستان”! وعلى غرار الجماعات الإرهابية الباكستانية، فإن الجناح البنغلادشي لـ”حركة الجهاد الإسلامي” يؤيد إنفصال “جامو وكشمير” عن الهند وضمّها إلى باكستان، حتى لو تمّ ذلك بالعنف. وهي تطالب بإقامة حكم إسلامي في كل أنحاء الهند، وبأسلمة المجتمع الباكستاني.
amir.mir1969@gmail.com