كاتب إفتتاحية “الوطن” الأسدية “قومي سوري قحّ”، بدليل عنصريّته الفجّة ضد أبناء عمّنا “اليهود”، علماً أن مصادر خاصة بـ”الشفاف” أفادت أن المسيح ولد “يهودياً”!
وقد يكون الكاتب أحد السريان السوريين الذين لم يعتقلهم طاغية دمشق بعد، كما اعتقل قيادات المنظمة الأثورية السورية! .. وقد لا يكون!
ما فهمناه من النص “الفهلوي” أن الكاتب لا يحب البطريرك صفير، ولا يحب “بكفيا” و”بشري”، ولا يحب الأتراك، ولا “الفرنسيس”. وعن البطريرك صفير يقول الكاتب “الألمعي”: “سلفكم مار نصر الله بطرس الذي أحبطنا وأحرجنا فأخرجنا، وأشعر بالخجل ملايين الموارنة المنتشرين في العالم، بسبب ابتعاده عن نهج مارون، وعن المضامين الفكرية والعلمية والتاريخية لموقع كرسي أنطاكية عاصمتنا الأسيرة وقلصها في الزواريب المظلمة في بشري وبكفيا.”
“الزواريب المظلمة” هل تعادل “زنقة زنقة” بالليبي؟
أما “بارخمور” (وبعد استشارة مراجعنا في “أطراف الطائفة” وفي “بطون الكتب”، فهي لفظة سريانية تعني “بارك” أو “بارك يا سيد”!
“بارخمور” يا خليفة بطرس وحامل اسمه.. يا سيف لبنان الذي أعطى مجد لبنان..!
آمين
*
مجد سورية وكل البلاد مارون البار فخر العباد
يا صاحب الغبطة:
إن هذه الكلمات البسيطة الواضحة الصادقة تعبر عن حقيقة وجودية طبيعية علمية جغرافية تاريخية حضارية، عن هذه السورية الشامخة العملاقة التي مدّنت البشرية، والتي تنتمون إليها وننتمي طبيعياً واجتماعياً وثقافياً، وعن الراهب مارون أبينا البار ومواطننا القدوة.
هذه الكلمات حفظناها منذ طفولتنا الأولى، إذ رددناها مرات ومرات في التاسع من شهر شباط من كل عام، احتفالاً بعيد القديس مارون.
وقد أوردناها أكثر من مرة في رسائل مثل رسالتنا هذه إلى سلفكم مار نصر الله بطرس الذي أحبطنا وأحرجنا فأخرجنا، وأشعر بالخجل ملايين الموارنة المنتشرين في العالم، بسبب ابتعاده عن نهج مارون، وعن المضامين الفكرية والعلمية والتاريخية لموقع كرسي أنطاكية عاصمتنا الأسيرة وقلصها في الزواريب المظلمة في بشري وبكفيا.
وها إننا نرى اليوم بعد أن أعطيت القوس باريها أن همس تلك الكلمات المحفورة في ذاكرتنا يدوي من جديد مشرعاً للعالم حقائق ومشاهد هي صلب التاريخ ولحمته وسداه.
* إن نهج مارون في استقلال مسيحيي سورية بكرسي أنطاكية عن تجاذب روما وبيزنطة، قد عاد إلى التوهج على يد غبطتكم، فالموارنة والمسيحيون ليسوا رضعاً وأغراراً قصّراً يتامى يفتشون عن أم حنون بين وحوش الغرب المتهودين المنطفئين في جاهليتهم والمعادين للمسيحية وللخير الإنساني العام ولشعوب الأرض، ولشعبنا على وجه الخصوص، وما سمعتموه في فرنسا كان أحد البراهين الصارخة على هذا العداء، فكان ردكم الفيصل الأمضى.
* إننا نسمع كل ماروني وكل مسيحي صادق في هذه البلاد يهتف من أعماق أصالته: نحن أهل المسيح وأهل بطرس وأهل مارون ومواطنوهم ومجسدو أخلاقهم وقدوتهم وثقافتهم، ونحن صنين وحرمون، ونحن قاسيون، ونحن طوروس وزغروس، ونحن دجلة والفرات، نحن الأردن وبردى ونحن الليطاني ونحن عاصي مارون، ونحن مارون العاصي على التبعية والعبودية والحماية والارتزاق الرخيص، ولن يتمكن عبدان يهوه وخصيانهم المتحكمون بمصائر شعوبهم في نظام عالمي إمبريالي متهود شمولي الظلامية والمفاسد، لن يتمكنوا من اقتلاعنا من جذورنا الجغرافية والتاريخية والثقافية مهما قذفوا علينا من أبواب جحيمهم، ولو بقي سوري واحد أصيل فيه نبض من حياة فهو الفينيق وهو تموز وهو البعل وهو المسيح الذي لم يفهموه بعقولهم الهمجية، وقلوبهم المتحجرة، لأن رمز الانبعاث والتجدد لم يهدر في عروقهم البلاستيكية الفاسدة.
* وإننا نرى بأم العين أرواح جبران خليل جبران ومي زيادة وأمين الريحاني ونجيب العازوري والخوري يوسف الفاخوري والخوري بولس مسعد (مؤلف «حقيقة التلمود») وغيرهم المئات من الموارنة، ترفّ مع روح مارون حول غبطتكم درعاً وبشرى وشفاعة وتهنئة.
* ونرى من مشاهد تاريخنا المشرقة والمشرفة جيش الموارنة أشرس جيش في جيوش معاوية بن أبي سفيان خليفة المسلمين وملك سورية، على ما وثّق المؤرخ الشهير الأب هنري لامنس اليسوعي البلجيكي في محاضراته في التاريخ السوري والعربي في الجامعة اليسوعية في بيروت، قبل الحرب العالمية الأولى.
* ونسمع هدير مطبعة دير مار انطونيوس قزحيّا في وادي قنوبين، أول مطبعة باللغة العربية أحضرها الرهبان الموارنة إلى هذه البلاد.
يا خليفة بطرس وحامل اسمه.. يا سيف لبنان الذي أعطى مجد لبنان..
إن ملايين المواطنين الشرفاء في مختلف المناطق السورية وفي العالم العربي وأحرار العالم ومثقفيه يشدون على يدكم ويتطلعون بأمل وتحرق إلى مشاهد جديدة يسجلها التاريخ على يد غبطتكم المباركة، بعد موقف غبطتكم الأصيل المتجذر في نهج مارون.
فامتشقوا سوط السيد لأن هيكلكم يحتاج الكثير الكثير..
نحن لم نهنئ غبطتكم حين انتخابكم لأننا اعتدنا أن نهنئ المسؤولين أياً كانوا على الإنجازات عند نهاية ولايتهم، لا على الولاية والبيعة.
بورك موقف غبطتكم الشريف الموضوعي الشجاع، وبورك لغبطتكم بحق كرسي أنطاكية وسائر المشرق، فأنتم لها.. بارخمور..
باحث في التراث السوري
بديع يوسف عطيه
“الوطن” الأسديةعن الراعي: “بارخمور”.. يا سيف لبنان!
أستاذ بديع، تدخين صواريخ الحشيش بكميات غير موزونة ممنوع، خاصة لدى كتابة مقال، ولو في “جريدة” الوطن. عيب.