إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
يهلّلون بالأنتصار حتّى عندما يخسرون كل شيء!
!يدمّر العدو منازلهم وقراهم… يرميهم على الطرقات… وتراهم يرفعون راية النصر!
كيف تفهم هذه الجماعة الغارقة في الأيديولوجية المهدويّة-الخمينيّة معنى الإنتصار؟
انتصاراتهم ليست من نسيج الخيال، ولكن من الإيمان وقناعة راسخة في ذهنهم بأنّ النزوح من بلداتهم المدمّرة ليس نكسةً أو نكبة أو خسارة….
هكذا نزوح وتشريد يفهموه كمسيرة على “درب كربلاء” حيث يقتربون من لقاء الأمام المُغيّب!
كل هذا الدمار… كل هذه الدماء… كل هذه المآسي والشدائد، ليست إلاّ علامات الساعة.
هذا كلّه ليس إلاّ تسريعٌ لزمنِ التاريخ واقترابُ ظهورِ “الإمامِ”، صاحبِ الزمان الذي سيكمّل الثورة ويسحق الشرّ من على وجه الأرض (يزيديّاً كان أو غير يزيدي).
السيرُ على دربِ “كربلاء” هو الإقتراب من “الإمام” ومشاركته في أستشهاده في كربلاء
والإستشهاد (بفضل الموت العنيف) في سبيل الله والإمام ليس موتاً!
الوفاة بالإستشهاد هو الأنتصار بعينه… هو ليس بمفهوم النصر على عدو ما ولكن بمفهوم التمتّع بصفة الشهيد، وهي أعظم حالة في الجنّة يحصل عليها المؤمن حيث لا يشاهد الله ولكن الله تعالى يشاهده مع ملائكته ويشهد له بينما هو لم يزل موجوداً (بشكل مغيَّب) في بيئته، يشاهدها ويشهد لها ولنظامها!
هكذا انتصارات لا تَنتُجُ عن واقعٍ مادي، لأنها ناتجة عن إيمانٍ في حالةِ ومرتبة الشهيد في الجنّة!
الإستشهاد يُستخلصُ بقولِ الإمام علي ابن أبي طالب: “أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه وآله إنه يموت من مات منا وليس بميت ويُبلى من بُليَ منا وليس ببالٍ فلا تقولوا بما لا تعرفون” – ( نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) – ج ١ – الصفحة ١٥٤).
وبشكل أوسع، كربلاء ليست مكاناً محدّداً في بلاد الرافدين. يصرخون دائماً : “كل يوم عاشوراء كل أرض كربلاء”. المواجهة الحربية هي إذاً كونيّة لا يحصرها زمانٌ أو مكان. وحتى يوم القيامة المواجهة مستمرّة. لا غالب ولا مغلوب واقعياً حتى ظهور الإمام.
درب كربلاء يؤدّي (حسب هكذا مفهوم أيماني) إلى أعظم مرتبة في حياة الأنسان وهو الإستشهاد العُنفي الذي لا يعني الفناء بل استكمال حياةِ المؤمن في حضور الله.
الموت هو الحياة، والعبودية هي الحرية. لا دولة ولا دستور ولا قوانين تستطيع استيعابَ هذه المفاهيم. هم ذاهبون إلى الإنتحار ببهجة وسرور ويأخذوننا معهم.
أقول وأردد نفس الكلام منذ 20 سنة: “حزب الله” ليس حركةً سياسية بالمعنى ،الكلاسيكي. هو، أولاً، بِدعة آخرويّة eschatologique وفكر غنوصي gnostique ُإزدواجي يكره العالم المادي ويعتبر أن الخليقة نتجت عن خطأ حيث اختلط النور (الخيرُ) بالظلمةِ (الشر) وعلى المؤمنين أن يستشهدوا أو ينتحروا من أجل فصل الظلمة عن النور.
هذا مجرّد مختصر، ربما خاطئ!