صدر العدد الجديد (صيف 2011) من مجلة الكرمل الجديد الفصلية الثقافية، عن مؤسسة الكرمل الثقافية، في كل من رام الله وعمّان. ويقع هذا العدد في 252 صفحة من القطع الكبير، وهو مكرّس للتحوّلات الثورية التي يعيشها العالم العربي منذ مطلع هذا العام.
ومن الجدير ذكره أن الكرمل الجديد تعتبر استكمالا لمسيرة مجلة الكرمل، التي أنشأها الشاعر الكبير محمود درويش في أوائل الثمانينيات، واستمرت في الصدور حتى قبيل وفته في العام 2008 بوقت قصير.
وقد أفردت المجلة مكانة خاصة لعدد من النصوص كان الشاعر الراحل قد نشرها في أواسط الثمانينيات بعنوان “خطب الدكتاتور الموزونة”، وفيها يرسم صوراً رمزية لعدد من الحكّام العرب، الذين رحل بعضهم، ويواجه البعض الآخر في الوقت الحاضر تحديات من جانب المطالبين بالحرية والإصلاح.
ومن بين المواد المحاور التي ضمها العدد محور خاص بعنوان “دراسات ومقالات في ربيع الشعوب العربية”، أسهم فيه المفكر المصري الكبير سمير أمين بدراسة عنونها “ثورة مصر وما بعدها”، إلى جانب مقالة للمؤرخ الفلسطيني رشيد الخالدي بعنوان “الثورتان التونسية والمصرية”، كما ضم المحور مقالات للكاتب السوري صبجي حديدي، والفرنسي الآن غريش، والفلسطيني
حسن خضر، إلى جانب دراسة للباحث الفلسطيني مهند مصطفى بعنوان “مقاربات نظرية للثورات العربية”.
وفي محور بعنوان “كلام الشهود”، قدّم عز الدين شكري فشير، وإبراهيم عبد المجيد (مصر) وفيصل درّاج ومريد البرغوثي (فلسطين) شهادات شخصية عن الثورة المصرية. وفي محور بعنوان “الشاهد من نافذة الأمس” نشرت الكرمل الجديد فصلا من كتاب لسامية محرز حول العلاقة بين المثقفين والسلطة في مصر، إضافة إلى قراءة في بعض الأفلام المصرية عشيّة الثورة كتبها السينمائي الفلسطيني صبحي الزبيدي.
وفي كلمة العدد الافتتاحية يوجز رئيس التحرير حسن خضر رسالة المجلة في العبارة التالية: “في واقع العالم العربي هذه الأيام أكثر من ضوء ومن شمس ساطعة، كأن الخليقة تبدأ الآن، الضوء الساطع ، كما الظلام الدامس، كلاهما يحد من كفاءة البصر ويستنفر البصيرة. وتحت هذا الضوء الساطع تسعى الممارسة الثقافية إلى استعادة ما كان لها من دور في أزمنة مضت، باعتبارها: نقدية أولاً، ومحكومة بهاجس التحديث ثانياً، ومسكونة بتطلعات ديمقراطية وإنسانية ثالثاً، وغير محايدة ولا امتثالية رابعاً، ومصابة بداء الحرية خامساً”.