ماذا نعرف عن “السنّي النموذجي” في مصر أو السعودية أو الكويت أو حتى لبنان؟ أو عن “الشيعي النموذجي” في السعودية والعراق ولبنان والبحرين؟ وماذا يعرف “إمبراطور إنطاكية وسائر المشرق” (الجنرال ميشال عون) عن “المسيحي النموذجي” الذي نصّب نفسه ناطقاً بإسمه؟ تقريباً لا شيء، سوى إنطباعات عامة..
السبب هو أن إستطلاعات الرأي تفترض أن يتمتع المواطن بحرّية “الرأي”، أي بحرّية التدين أو عدم التدين أو الإلحاد. وحرّية أن يصلّي أو ألا يصلّي، وحرّية أن يغيّر دينه أو أن يعلن أنه “بلا دين”… أي أن إستطلاعات الرأي تفترض أن يكون هنالك “مواطن”!
والسبب آيضاً أن مثل هذه الإستطلاعات غير مرغوبة من الأنظمة الحاكمة لأنها قد تكشف حقائق مزعجة يمكن أن تهدد “السلم الأهلي” (مع أن إخفائها يمكن أن يولّد حروباً أهلية.. لاحقاً!). والسبب أيضاً أن استطلاعات الرأي ممنوعة بموجب القانون في بعض البلدان، أو غير مرغوبة، أو غير مرحّب بها في معظم دول المنطقة. وكذلك، أنها يمكن أن تتعرّض للتلاعب و”الزعبرة” كما حدث في إنتخابات لبنان الأخيرة، التي أظهرت أن بعض شركات إستطلاعات الرأي هي دكاكين تجارية.
الدراسة التالية، المترجمة عن جريدة “لوموند”، عن الكاثوليك في فرنسا، ولكنها، كذلك وضمناً، عن مستقبل الدين في المجتمعات الحديثة، بما فيها المجتمعات العربية.
“الشفّاف”
*
الكاثوليكي الفرنسي “النموذجي” هو “إمرآة يزيد عمرها على 50 سنة، وتصوّت لأحزاب اليمين”، حسب دراسة صادرة عن معهد “إيفوب” لاستطلاعات الرأي.
ومع أن الكاثوليكية تظل الدين الرئيسي في فرنسا، فإن إنحدارها، الذي بدأ في مطلع سنوات السبعينات من القرن الماضي، ما يزال مستمراً، وهو يطال جميع الفئات الإجتماعية وجميع مناطق فرنسا. إن ظاهرة التراجع، التي لا تمسّ المذاهب الأخرى في فرنسا، تتمّ غالباً لصالح فئة “بلا دين”، حسب خلاصة إستطلاع أجراه معهد “إيفوب”، وتم الكشف عنه في 15 أغسطس.
وقد عمد معهد الإستطلاعات إلى إعداد خلاصات إستناداً إلى عدد من الإستطلاعات التي أجراها بين العامين 2005 و2009، وكان موضوعها “القرب من الدين”، وهدفها تحليل تطوّر جمهور الكاثوليكية ومظهرها الإجتماعي والسياسي. ويسمح هذا التولف لاستطلاعات جرت على مدى عدد من السنوا بتسليط أضواء على تطوّرات كان قد تمّ تسجيلها بصورة عابرة.
ويتبيّن أنه حتى لو كان 64 بالمئة من الفرنسيين ما يزالون يعتبرون أنفسهم “كاثوليك” (استخدمنا تعبير “يعتبرون أنفسهم” لأن القوانين الفرنسية تمنع تسجيل الدين أو المذهب على الأوراق الثبوتية)- مقابل 28 بالمئة يعتبرون أنفسهم “بلا دين”- فإن هذه الطائفة تضعف بصورة مطّردة منذ 40 سنة، وذلك أيّا كانت التطوّرات اللاهوتية التي شهدتها الكنيسة الكاثوليكية، وأيّا كان البابا في روما.
وبعد انحدار حادّ إنطلاقاً من العام 1972- حيث انخفضت نسبة الفرنسيين الذين يعتبرون أنفسهم “كاثوليك” من 87 إلى 76 بالمئة، خلال 4 سنوات فقط- ثم مرحلة إستقرار نسبي لمدة 10 سنوات، فقد استؤنف مسار الإنحدار منذ العام 1987، الأمر الذي ألغى إلى حدّ ما تأثير بابوية “يوحنا بولس الثاني”.
ويعود أحد أسباب تراجع الكاثوليكية إلى هَرَم الأعمار في المجتمع الكاثوليكي وإلى تركيبته الإجتماعية: إن 23 بالمئة فقط من الفرنسيين الذين يعتبرون أنفسهم “كاثوليك” هم دون سنّ 35، (مقابل 30 بالمئة من الفرنسيين يقلّ عمرهم عن 35), بالمقابل، فإن الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة يمثّلون 50 بالمئة من “الكاثوليك”، في حين أن الفرنسيين الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة يمثّلون نسبة 42 بالمئة فقط. ويصبح هذا الفارق أكثر حدّة في حالة “النواة الصلبة”، أي الكاثوليك الذين يمارسون طقوس دينهم: فـ65 بالمئة من هؤلاء فوق سن 50 سنة.
من جهة أخرى، فإن “الكاثوليك” يكونون غالباً من النساء- وترتفع نسبة النساء إذا اقتصرنا على فئة “الكاثوليك” التي ترتاد “القدّاس”- ومن “المتقاعدين” (25 بالمئة من فئة “المؤمنين”، وترتفع إلى 46 بالمئة من فئة “الكاثوليك” الذين يمارسون طقوس دينهم).
وتلاحظ خلاصة الدراسة تضاؤل نسبة “الكاثوليك” في الطبقات الشعبية (العمال والموظفين، وهم يمثّلون 32 بالمئة من الفرنسيين): فنسبة “المؤمنين” الكاثوليك ضمن هذه الطبقات الشعبية لا تزيد على 23 بالمئة، في حين تنخفض نسبة الكاثوليك الذين يمارسون طقوس دينهم إلى 18 بالمئة فقط.
من الناحية الجغرافية، فقد تطوّرت الكاثوليكية، كذلك. لقد احتفظت الكاثوليكية الفرنسية بحصونها الكبرى/ فالمحافظات الأكثر مسيحيةً هي في الشرق (اللورين، والألزاس، و”فرنش كونتي”)، وفي المناطق الداخلية من محافظات الغرب (من “المانش” إلى “دو سيفر” وإلى “الفوندي”)، وفي “الماسيف سنترال” (أي “الكانتال”، والـ”هوت لوار”، و”اللوزير”) وفي “البرينيه أتلانتيك”),
ولكن خريطة الممارسة الدينية تغيّرت كثيرا رغم عدم تبدّل التوزيع الجغرافي: ففي الشرق، أي مناطق “مورت إي موزيل” و”الفوج”، فإن الممارسة الدينية تظل على حالها، وكذلك في منطقة كاثوليكية أساسية هي “بريطانيا”، ولكن مناطق “كوت دارمور” و”فينيستير” و”لوار أتلانتيك” تبتعد عن الكاثوليكية.
يقابل ذلك أنه في المنطقة الباريسية، حيث كان نفوذ الكاثوليكية ضئيلاً تاريخياً، فإن الكاثوليك الذين يمارسون طقوس دينيهم تزايدوا في المحافظات الأكثر غنى، أي في “الإيفلين”، و”أو دو سين” والعاصمة باريس.
التوزّع السياسي
كانت خريطة الكاثوليكية، دائماً، متداخلة مع خريطة أصوات اليمين في الإنتخابات الفرنسية: إن 30 بالمئة من “الكاثوليك”يشعرون أنهم قريبون من الحزب اليميني الحاكم حالياً (وحتى 39 بالمئة في فئة “الكاثوليك” الذين يمارسون طقوس دينهم)، وهذا مقابل 23 بالمئة فقط من الفرنسيين عموماً. وفي حين تحصل جماعات اليمين المحافظ جداً والمتطرّف، بكل فئاتها، على 3،10 بالمئة من تأييد الفرنسيين، فإن نسبة تأييد اليمين المحافظ والمتطرف ترتفع إلى 8،11 بالمئة بين “الكاثوليك”، وإلى 8،13 بالمئة بين الكاثوليك المتديّنين.
وتّرجّح الدراسة أن نسبة الكاثوليك المتديّنين (أي الذين يمارسون طقوسهم الدينية) قد تزايدت بصورة ملحوظة بين ناخبي “الجبهة الوطنية” (التي يرأسها “جان ماري لو بين”). ومع أن “اليمين الكاثوليكي” كان في الماضي بعيداً عن اليمين المتطرف، فقد حدثت إنعطافة إبتداءً من العام 2002: ويقول المدير المساعد لمعهد “إيفوب” أن “الناخبين الكاثوليك يتقدّمون في العمر، ويصبحون أكثر يمينية وأكثر جذرية”.
إن التطوّرات التي شهدها حزب الوسط (“موديم”) لم تؤثّركذلك في شعبيته لدى “الكاثوليك” (9،12 بالمئة يصوّتون له)، فإن نسبة “الكاثوليك” الذين يصوّتون لـ”اليسار” تراجعت إلى 21 بالمئة (أي بمعدل 15 نقطة تحت المتوسط الفرنسي). ويبدو أن هذا التحوّل نحو اليمين سيتزايد في السنوات المقبلة.
مكتشف .. ويا زيد ما غزيت
مع انك مكتشف … وقد اكتشفت ان حسن اخوان هو فيلسوف العصر .. ولكنك لم تكتشف راي اللاديني في نقطة النهاية المحتومة (حتى عصرنا هذا على الاقل) .. ولم تكتشف مشاعر اللاديني عن الموت .. فتركت الاكتشاف ولجات الى السخرية .. ولكن هذا الاكتشاف اكتشفه قبلك غاندي حين قال : انهم في البداية يتجاهلوك .. ثم يسخرون منك .. ثم يهاجموك … فتنتصر عليهم
ازمة اللاديني
جمعتني مع رجل لا ديني بريطاني ظروف العمل واقمنا معا لاكثر من سنة في بيت واحد .. وكان موضوعيا في ترتيب برنامج عمله اليومي .. لكنه كان يرتعد فزعا حين اتطرق الى برنامجه في شيخوخته القادمة وقد اقترب من الستين واكثر ما يخيفه ان اذكر له حقيقة انه سيموت ويخرج من الدنيا .. وفاجاءني يوما وبدون مقدمات ان لا اتطرق بحديثي معه عن الموت اطلاقا وقال انه يكره قبول فكرة انه سيموت لان الموت يعني ان كل ما فعله قد انتهى .. ويومها ادركت ازمة اللاديني وصعوبة مواجهة الانتقال من بناء الثروة والمجد الى الفناء واللاشيئ
الكاثوليكي الفرنسي “النموذجي” هو “إمرآة يزيد عمرها على 50 سنة، وتصوّت لليمين”النموذجية كاثوليكية كانت ام اصولية تقف خاشعة امام قول المتنببي في شرطيته اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل ويوم كانت الاصولية اليهودية في عز تطاولها على المواطنة الرومانية ردع عيسى حثالة المتصهينين خلف كتابات الوحي عن رجم الزانية في مواجهه هؤلاء الجهلاء من حثالة القوم الذين احلوا لانفسم حق ادانة الآخر بالنيابة عن الديان خارج يوم الدينونة ودعاهم بقوله من كان منكم بلا خطيئة فليرمها اولا بحجر وكان له إنعلّم كما في سائر الوحي الى الانبياء لاتدينوا لئلا تدانوا ومثله هذا الذي فرق به… قراءة المزيد ..