ليهنأ بالاً الشيخ القرضاوي ورفاقه من مشايخ السوء الذين “أفتوا” قبل أيام بـ”الجهاد في سوريا” وهاجموا “الرافضة” أي الشيعة بذريعة الدفاع عن الشعب السوري!
من باكستان، التي تتكرّر فيها المجازر كل أسبوع ضد شيعة مدنيين أبرياء، إلى مصر، التي لم نكن نسمع عن صراع سنّي-شيعي فيها، باتت دماء الشيعة “مهدورة” بفتاوى علماء السلاطين و”باعة الشريعة”.. والشيخ القرضاوي أبرزهم.
نحن في “الشفاف” كنا دائماً ضد أصدقاء الشيخ القرضاوي، كلهم: من معمر القذافي، إلى بشار الأسد (الذي نالنا من نظامه وأتباعه “التهديد والوعيد”)، إلى بوتفليقة، ونشرنا مراراً صور القرضاوي مع الطغاة العرب قبل أن ينقلب عليهم بأمر من.. قطر! لذلك، لا يساورنا سوى الإحتقار لمشايخ السوء الذين انقلبوا على ما كان “أصدقاءهم”، وباتوا يحرضون الناس على الإقتتال الطائفي!
الشيعة العرب (من لبنان، إلى العراق، والبحرين، والسعودية و..) باقون على صدور القرضاوي ورفاقه ليس بقوة سلاحهم (المستورد من “إيران المشايخ”) بل لأن المواطن العربي سيرفض الإنجرار إلى مقتلة طائفية تدمّر ما تبقى له من أوطان. باقون.. لهم ما لنا وعليهم ما علينا، تجمعنا بهم الرابطة الأسمى من المذهب، وهي رابطة الإنسانية والمواطنية!
وشيعة إيران أيضاً باقون على صدور القرضاوي ورفاقه، وسيطيحون آجلاً أم عاجلاً بنظام “المشايخ” (وهذه ترجمتها “ملات” في إيران) الذين طغوا على الناس وتجبّروا.. كما يحلم القرضاوي ورفاقه.
لولا أن العرب يعيشون في زمن الشقاء والهوان، لكانت المحاكم قد تولّت أمر مشايخ السوء جميعاً، ولكانت وجّهت لهم تهمة “التحريض على قتل مواطنين”! كل المشايخ، من حسن نصرالله إلى القرضاوي!
(للقارئ الذي سيستغرب هذا الكلام: تصوّر، فقط تصوّر، لو أن مطراناً فرنسياً كاثوليكياً “أفتى” بقتل البروتستانت، أو المسلمين، أو اليهود!….)
قبل سنوات، في عز الإرهاب “البن لادني”، خرج المثقف الليبي محمد عبد المطلب الهوني بفكرة مطالبة مجلس الأمن الدولي بإنشاء محكمة دولية لمحاكمة دعاة الإرهاب وأصحاب “فتاوى الإرهاب” بصورة خاصة!
الفكرة ما زالت راهنة، بل وباتت أكثر إلحاحاً اليوم!
بيار عقل
*
اهالي قرية مصرية يفاخرون بضرب اربعة شيعة حتى الموت وسحلهم
“أ ف ب”
عبر عدد من اهالي قرية مصرية عن شعورهم بالفخر بعدما اقدم المئات من سكانها على الاعتداء على اربعة من الشيعة وضربهم حتى الموت وسحلهم بسبب انتمائهم المذهبي، في اول اعتداء عنيف وكبير ضد الشيعة في مصر بعد انتشار التحريض ضد هذه الاقلية مؤخرا.
وقال شهود عيان ومصادر امنية لوكالة فرانس برس ان مئات من اهالي قرية زاوية ابو مسلم في مركز ابو النمرس في محافظة الجيزة (نحو 30 كيلومتر جنوب العاصمة القاهرة) حاصروا واعتدوا على منزل احد شيعة القرية بعدما علموا بتواجد القيادي المصري الشيعي حسن شحاتة فيه برفقة اخرين.
وحاول الاهالي حرق المنزل المتواجد في حارة ضيقة بزجاجات المولوتوف لكنهم فشلوا في ذلك.
واسفر الاعتداء عن مقتل شحاتة وشقيقه واثنين آخرين وجميعهم من خارج القرية، بالاضافة الى اصابة خمسة اشخاص آخرين.
ويعد الشيخ حسن شحاتة (66 عاما) احد ابرز القيادات الشيعية في البلاد، وقد سجن مرتين خلال عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك بتهمة ازدراء الاديان، بحسب ما اكد عدد من اتباع هذا المذهب لوكالة فرانس برس.
وقال الشيعي ضياء محرم باكيا ان “شحاتة كان يحضر احتفالا دينيا مع شيعة القرية بمناسبة ليلة النصف من شعبان”.
وقال النجار ياسر يحيى لفرانس برس “عندما علم الاهالي ان حسن شحاتة في القرية طلبوا من صاحب المنزل تسليمه لهم، لكنه رفض ما جعلهم يهاجمون المنزل”.
واضاف ان “الاهالي احضروا مطارق ضخمة وهدموا جزءا من حائط المنزل واخرجوا الشيعة واحدا تلو الاخر ثم قتلوهم ضربا في تلك الساحة”، مشيرا الى ساحة كبيرة امام ورشته شهدت واقعة السحل والقتل.
وقال مصمم الاثاث سامح المصري “حاولت انقاذهم لكن الاهالي كانوا مصممين على قتلهم”، وتابع “سحلوهم حتى مدخل القرية.. لقد كانت لحظات بشعة”.
وقال شهود عيان لفرانس برس ان مئات الاهالي كانوا يرددون “الله اكبر.. الله اكبر” و “الشيعة كفار” اثناء الاعتداء على الشيعة وسحلهم في الشارع.
وسحل الاهالي الجثث الى خارج القرية حتى سيارات الامن المركزي التي نقلت الجثث الاربع الى المشافي، بحسب شهود عيان.
وهناك نحو عشرين اسرة شيعية في قرية ابو مسلم. ويتهم الاهالي القيادي الشيعي شحاتة بنشر المذهب الشيعي بين اهلها.
وقال احد اهالي القرية لفراني برس طالبا عدم ذكر اسمه ان “الغضب كبير ضد شحاتة لانه تسبب في اعتناق عدد من شباب القرية للمذهب الشيعي مؤخرا”.
واستخدم اهالي القرية، ومعظمهم لا تبدو عليهم مظاهر التدين، كلمة “كفار” لوصف الشيعة اثناء حديثهم عنهم امام مراسل فرانس برس الذي زار القرية.
ولم يظهر الاهالي اي ندم او خجل من الواقعة، لا بل ان شباب القرية راحوا يتبادلون في ما بينهم مقاطع فيديو لسحل الشيعة الاربعة بفخر وحماس واضح.
وقال المدرس محمد اسماعيل وهو يجلس امام منزله “نحن سعداء بما حدث. وكنا نتمنى ان يحدث منذ زمن”.
وعادة ما يجد العنف الطائفي والمذهبي بمصر ارضا خصبة في المناطق القروية خارج المدن مثل قرية ابو مسلم الفقيرة والعشوائية.
ويتهم الشيعة الدولة في مصر بعدم توفير الحماية لهم خاصة من مضايقات وتحريض السلفيين مذهبيا ضدهم. كما يشكون تعرضهم لتحريض مذهبي علني في القنوات الدينية.
وخلال مؤتمر حاشد للاسلاميين عقد قبل اسبوع ل”نصرة سوريا” بحضور الرئيس محمد مرسي، تحدث احد قيادات الحركة السلفية الشيخ محمد عبد المقصود، واصفا ب”الانجاس من يسبون صحابة النبي” محمد، في اشارة واضحة الى الشيعة.
وقال بهاء أنور، المتحدث باسم شيعة مصر لفرانس برس “احمل الرئيس مرسي المسؤولية كاملة لما حدث لان هناك تحريضا طائفيا مستمرا ضد الشيعة في زاوية ابو مسلم منذ اسبوعين ولم يتدخل احد رغم ابلاغنا السلطات”.
وقال أنور “الدولة تتخاذل مع دعوات التحريض ضدنا بل وتتبناها. ما حدث نتيجة لتحريض منظم ضد الشيعة في مصر وتشترك فيه الدولة”، واضاف ان “الشرطة لم تحم الشيعة المحاصرين رغم تواجدها في القرية”.
وقال بائع الطيور عبد الله حجازي ان “الشرطة كانت موجودة خلال الاعتداء لكنها لم تتدخل لمنعه”.
لكن اللواء عبد العظيم نصر الدين، نائب مدير أمن الجيزة، قال لفرانس برس “حاولنا التدخل لكن التجمهر الكبير للاهالي والشوارع الضيقة منعتنا من التقدم لتفريق الحشود”.
وتابع وهو جالس بين قواته خارج القرية “الاهالي هاجمونا بالشوم والسنج (السكاكين) ما اضطرنا للانسحاب”.
واكد اللواء نصر الدين ان “الشرطة نجحت في اخراج 25 شيعيا من المنزل المحاصر وهو ما قلل من عدد الضحايا”.
وحتى الساعة لم يصدر اي تعليق رسمي من الحكومة على الحادث.
وقال مصدر امني انه “جرى تحديد هوية بعض المتسببين في الحادث” والتحقيق جار للتحري والتاكد من تورطهم في الاحداث.
من جهته قال الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور الليبرالي المعارض في تغريدة على صفحته على موقع تويتر ان “قتل وسحل مصريين بسبب عقيدتهم نتيجة بشعة لخطاب ديني مقزز ترك ليستفحل”.
وتكررت جرائم القتل والسحل في الشارع مؤخرا في مختلف المدن المصرية وخصوصا في الدلتا، وتشهد مصر ازمات امنية منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وتنتمي الاغلبية الساحقة من المسلمين في مصر للمذهب السني، علما بان العاصمة القاهرة اسستها الدولة الفاطمية الشيعية التي حكمت مصر لسنين قبل نحو الف عام.
ولا يوجد احصاء دقيق معلن لعدد الشيعة في مصر. وبحسب تقرير الحريات الدينية الذي اصدرته الخارجية الاميركية في العام 2006 فان الشيعة يشكلون أقل من 1% من عدد سكان مصر البالغ في حينه 74 مليون نسمة اي نحو 740 الف شخص.
وظهرت بوادر تشدد مذهبي في مصر مع الصعود السياسي للحركات السلفية التي حصلت على اكثر من 20 في المئة من مقاعد البرلمان المصري في اول انتخابات تشريعية بعد اسقاط حسني مبارك عام 2011.
وانتشر اخيرا توزيع سلفيين لمنشورات وكتيبات تحذر من الخطر الشيعي ومحاولة الشيعة نشر مذهبهم في مصر.
رواية مقتل زعيم الشيعة المصريين كما أوردتها “المصري اليوم”:
ناظرت نيابة حوادث جنوب الجيزة، مساء الأحد، جثث 4 ضحايا، قتلوا في اعتداء الأهالي عليهم بمنطقة عزبة «أبومسلم»، بأبو النمرس، بمحافظة الجيزة، وأمر المستشار أحمد البحراوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، بتوقيع الكشف الطب الشرعي على الضحايا ثم التصريح بدفنهم.
وأشار «البحراوي»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، إلى أن إحدى الجثث مازالت مجهولة، بعد التعرف على ثلاث جثث تبين أنها للقيادي الشيعي حسن شحاتة محمد شحاتة (35 سنة)، وشقيقه شحاتة محمد شحاتة (55 سنة)، وعبد القادر حسنين عمر (45 سنة)، وأضاف أنه في حالة عدم التعرف على هوية الضحية الأخيرة، لعدم ظهور ملامح وجهه بسبب الإصابات، سيتم أخذ عينة «DNA» من جسده، لمحاولة التعرف على هويته.
وكشفت التحقيقات الأولية أن القيادي الشيعي حسن شحاتة، ينتمي لمحافظة الشرقية، ومقيم بمنطقة الدقي بالجيزة، توجه، عصر الأحد، إلى منطقة عزبة «أبومسلم»، برفقة شقيقه وآخرين، ثم اندلعت الأحداث التي أودت بحياتهم، وإصابة 7 آخرين، تم نقلهم جميعًا إلى المستشفيات.
وطلب المحامي العام تحريات أجهزة الأمن حول الأحداث، وتحديد المتهمين بارتكاب المذبحة، لإصدار قرار ضبط وإحضار لهم، وكلف بتحديد شهود العيان على الواقعة، لمثولهم أمام النيابة والاستماع إلى أقوالهم.
كان المئات من أهالي قرية «زاوية أبومسلم» بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة، من بينهم من يعتقد أنهم من التيار السفلي، حاصروا منزلًا قالوا إن به «حسن شحاتة» القيادي الشيعي، وعددا من الشيعة، وقال شهود عيان، من أهالي القرية، إن «شحاتة»، ومن معه من الشيعة، كانوا يقيمون طقوسًا خاصة بمذهبهم الشيعي، ما استفز أهالي القرية حينما علموا بالأمر.
وردد المحاصرون من أهالي القرية هتافات تطالب بقتلهم، من بينها «الشيعة كفرة»، و«اقتلوه ادبحوه»، وخلال إخراج الشيعة من المنزل وضربهم، كان الأهالي يهتفون «الله أكبر».
وفشلت قوات الأمن، المتمركزة بالقرب من المنزل، في التدخل، بسبب تجمهر أهالي القرية في شوارعها الضيقة، وأشعل المحتشدون النار بأحد طوابق المنزل، بينما حمل العديد منهم أسلحة بيضاء، وأخرى نارية.