ضرب “التجميد” مواقف الفاتيكان في الشأن السياسي اللبناني، فغابت السياسة اللبنانية عن دوائره، في انتظار جلاء المواقف التي برزت في اعقاب لقاء “معراب” وترشيح “القوات اللبنانية” للجنرال عون لرئاسة الجمهورية.
معلومات أشارت الى ان الدوائر الفاتيكانية الغت زيارة كانت مقررة للنائب المرشح سليمان فرنجيه تزامناً، مع زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان. وكان مقرّراً أيضا ان ينضم اليهما رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، ما يعطي ترشيح فرنجيه من قبل الحريري زخما فاتيكانيا مسيحيا يباركه البطريرك الراعي.
المعلومات تشير الى ان اللقاءات كانت مقررة قبل ان يحصل لقاء معراب. وبعد ترشيح “القوات” لعون، أعاد الفاتيكان النظر في حساباته اللبنانية. فهو لا يريد ان يبدو في موقف المعترض على مصالحة مسيحية-مسيحية اخفق سفراء قداسة البابا على مدى ثلاثة عقود في إنجازها، مثلما اخفقت الكنيسة المارونية في تحقيق حتى تقارب أو فك اشتباك بين “التيار العوني” و”القوات اللبنانية”. فكيف يمكن للفاتيكان، بعد ان تحققت هذه المصالحة، ان يبادر الى التشويش عليها بتبنّي ترشيح فرنجيه في مواجهة لقاء معراب؟ وهذا، رغم محاولات البطريرك الراعي تسويق فرنجيه، على أساس انه يحظى بدعم إقليمي ودولي ونيابي لبناني ما يسمح بالتخلص من حال الشغور الرئاسي.
وتضيف انه وبعد افتضاح امر اللقاءات الفاتيكانية المرتقبة لكل من فرنجيه والحريري، سارع عون وجعجع الى عقد اللقاء في معراب لقطع الطريق على هذه اللقاءات. ونشطت حركة اتصالات مسيحية باتجاه البطريرك الراعي من جهة والسفارة البابوية من جهة ثانية، من اجل ثنيهما عن المضي في دعم ترشيح فرنجيه.
وتشير الى ان الضغوط التي مورست أتت ثمارها الغاءا للمواعيد وانكفاء الفاتيكان عن اتخاذ اي مبادرة محددة في الشأن الرئاسي اللبناني، واكتفاء بتكرار المواقف المعلنة له من الازمة الرئاسية وهي ضرورة ملء الشغور الرئاسي في اقرب فرصة ممكنة، من دون الدخول في لعبة الاسماء ودعم مرشح على حساب آخر.