إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
هل يجوز لموقع علماني مثل “الشفاف” أن ينشر مقالاً لرجل دين؟ الجواب: نعم.
حينما قرّر صدّام حسين، ومن سبقَهُ، إفراغَ العراق من أبنائه اليهود (بعد شنقِ عددٍ من التجار اليهود، في العهد الصدامي، بحجة أنهم “جواسيس”) لم يحتج” أحد من النُخَب العربية على “استئصال” حوالي 170 ألف مواطن عراقي تعود جذورهم إلى أوائل من استوطن العراق. ما يتعرّض له المسيحيون اليوم في العراق نوع آخر من “الإبادة الجماعية” لجماعة من الناس تعودُ أولى إسهاماتها إلى ما نُطلِقَ عليه تسمية “الفلسفة العربية”، و”الترجمات” التي تمّت في عهد “المأمون”.
السؤال الآن هو: هل يحتضن العراق كل أبنائه، أم يصبح “مرعى” لميليشيات “الحشد الشعبي” التي يستخدمها النظام الإيراني لفرض “الجزية” على العراقيين؟
ب.ع.
*
العراقيون المسيحيون نحو الهجرة!
لا استقرار سياسي، ولا أمني، ولا اقتصادي ولا السيادة التي يتطلع اليها كلُّ العراقيين. ثمة إعتماد مفاهيم مزدوجة للديمقراطية والحرية، والدستور والقانون والمواطنة، حتى لدى الذين أقسموا أمام الله بالحفاظ عليها، مما أضعف أداء مؤسسات الدولة، وتراجع القيم الاخلاقية والوطنية، فضلاً عن تدهور الخدمات والصحة والتعليم، وتفشي الفساد، وازدياد البطالة والاُميّة.
كيف يمكن لهؤلاء المسؤولين الذهاب الى دور العبادة للصلاة، والى النوم في حين أنّ عدداً كبيراً من مواطنيهم يئنّ من الجوع والعوَز والمرض؟
المكوَّن المسيحي، يشعر بالحزن والألم والخوف والهشاشة حيال التهميش الكلي أو الجزئي: خطف وقتل وفدية بعد سقوط النظام، ثم تهجيرهم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) من الموصل وبلدات سهل نينوى، ولولا استقبال حكومة اقليم كردستان لهم مشكورة، ورعاية الكنيسة لهم اثناء التهجير واعادة تعمير بيوتهم بعد التحرير لكان حالهم حال مهجّري غزة في فلسطين، اذ لم تقدم الحكومة المركزية أنذاك لهم شيئاً.
لا تزال الاعتداءات على المسيحيين مستمرة: على مقدراتهم، ووظائفهم والاستحواذ على ممتلكاتهم (ولدينا أمثلة) وحالات تغيير ديانتهم بالإكراه من قبل داعش أو غيرها، وأسلمة القاصرين، وعدم المحافظة على حقوقهم، ومحاولة مسح متعمّد لتراثهم وتاريخهم وارثهم الديني، وعبارت الكراهية في بعض الخطب الدينية وكتب التعليم، اذكر على سبيل المثال: بعض رجال الدين حرَّموا تهنئة المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح الذي يعدّه القرأن الكريم “وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ” (آل عمران/ 45)، “لأن الله جعله وأمّه آية للعالمين” (الانبياء/91).
الحكومة غير جادّة بانصافهم، ما تقوله مجرد كلام جميل من دون أفعال. ماذا حصل من قضية مقتل الشاب المسيحي في حي الامين ببغداد (سامر صلاح الدين) وجريمة قتل العائلة المسيحية (د. هشام مسكوني وزوجته د. شذى مالك ووالدتها خيرية داؤود في اذار سنة 2018)؟
وما هي نتيجة اجراءات التحقيق في موضوع محرقة قره قوش (ايلول 2023) التي لا يصدق أحدٌ انها حادث عابر؟
هاجر أكثر من مليون مسيحي، ومعظمهم من النُخَب العلمية والاقتصادية والمهارات، لكن من يكترث لذلك؟
حالة عدم الاستقرار وغياب الانصاف جددت نزيف الهجرة: 100 عائلة من قره قوش هاجرت في الاشهر الماضية والحبل على الجرّار. وعشرات العائلات من المدن الاخرى كبلدة عينكاوا في اقليم كردستان بسبب القلق من المستقبل وعدم صرف الرواتب منذ أشهر؟
شعب جاهل ما بتحكو غير بالطائفية