إقرآ أدناه: نص رسالة الشريف حسين الهندي إلى الزعيم اسماعيل الأزهري في 1954 يعلن فيها انضمامه إلى الحزب
باسم الله الرحمن الرحيم
الحزب الوطني الاتحادي الموحد
السودان _اعتصام _19ديسمبر
إلى جماهير الحزب بالعاصمة والولايات ندعوكم جميعا الانخراط في العصيان المدني والمشاركة الفاعلة في كل أنشطته ولجانه ويكون دوركم فى ذلك واضحا ونذكركم بالقادة العظام والوقفات التاريخية التى مازال هذا الشعب الحر المناضل يذكرها: ونذكركم بجولات ابوالوطنية الشهيد الزعيم إسماعيل الأزهرى 12ديسمبر وإعلان الاستقلال من داخل البرلمان. لم يكن 19ديسمبر يوما عاديا فى تاريخ حزبكم كما جعله الرعيل الأول يوما مشهودا تاريخيا فاجعلوه كذلك بمشاركتكم القوية فى العصيان المدني خلدوا فيه تلكم الذكري الخالدة لزعماء حزبكم.
لا نريد أن نكرر على مسامعكم أفعال هؤلاءالطغاة فإن جماهير الحزب تعلم تماما وتعى ما آل إليه حال الوطن. أن وقوفنا يوم 19ديسمبر مع الاعتصام هو واجب يمليه عليكم تاريخ حزبكم وتاريخ زعماء الحزب الذين وقفوا بصلابة ضد الشمولية والدكتاتورية واستشهد فى سبيل ذلك أعظم الرجال الشهيد الشريف حسين الهندي. الحرية نور ونار من أراد نورها فليسطلى بنارها وللاوطان فى دم كل حر يد سبقت ودين مستحق .
عاش الشعب السوداني حرا وعاش السودان وطنا يسع الجميع
الحزب الوطنى الاتحادى الموحد
*
تعود الرسالة التالية إلى العام ١٩٥٤ قبيل الاستقلال وفيها موقف الحزب الوطني الاتحادي الداعي الى الاستقلال من الاحتلال والوحدة العربية بدءاً بمصر، الموقف الذى اهّله لاحراز الغالبية في أول انتخابات في عهد الاستعمار، وبه أُعلن استقلال السودان بإرادة الغالبية تلك في١٩ ديسمبر١٩٥٥ واعلن رسميا في أول يناير,١٩٥٦ وهو ما يعيده التاريخ الان بالعصيان المدني والاضراب السياسي هذه الايام.
رسالة الشريف حسين الهندي الي الزعيم اسماعيل اﻻزهري التي يعلن فيها انضمامه الي الحزب ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الى السيد الرئيس اسماعيل الازهري
تحية طيبة واحترام
العله من نافلة القول أن اكتب اليكم الآن لأعلن انضمامي عضوا في الحزب الوطني الاتحادي العتيد فلقد ظللت طوال الفترة الماضية متجاوبا معكم باحساسي مؤيدا لكم في جميع الخطوات التي مشيتموها بخلق حركة سياسية بعيدة عن مزالق الخضوع للاشخاص سياسة تهدف لمصلحة الوطن وحده ولعلكم تدركون دون شك ان هذا التأييد يشجب على ماض كفاحكم الصلد الجاد لاستخلاص حرية للبلاد من أيدي غاصبيها والنفعيين فيها لتوطدوا للبلاد أركان استقلالها ودعائم حريتها.
وقد اردت باشهار انضمامي في هذه الفترة بالذات ان اؤكد مبدأ هاما لمن تزاحم في رؤوسهم شئ للولاءات .ولقد كنت ولازال اعتقد ان كلا الزعامتين الدينية والسياسية تستطيعان السير جنبا الى جنب من اجل اسعاد المجتمع دون ان تتغول احداهما على الآخرى واذ لكل من الزعامتين رسالة فالزعامة الدينية رسالتها روحية بحته تهدف الى اصلاح النفس وتقويم الخلق ورسم الطريق الى الله. اما الزعامة السياسية فرسالتها تنظيم حياة المواطن اليومية من عمل وتعليم وأمن ورخاء ورسم سياسة داخلية وخارجية تؤمن الشعب وتنظم علاقاته مع سائر الشعوب. ولا اعني بقولي هذا ان اجرد الزعامات الدينية من حقوقها وانما احدد هذه وتلك فالزعامات الدينية من واجبها ان تتدخل عند الازمات لترفع الروح المعنوية عند شعوبها، اذا كانت شعوبها تواجه عدوا خارجيا وان تتدخل لاصلاح ذات البين بين جماهيرها فتوحد كلمتهم وتجمع شتاتهم دون تفريق او تفرقة ولكنها اذا انغمست في السياسة اليومية من عزل زيد وتولية عمرو ومباركة هذا الحزب ومحاربة الحزب الآخر اذا فعلت شيئا من ذلك فانها تفقد احترامها وتهدر كرامتها بل انها تثيرها فتنة لا يرضاها الله ولا عباده .. ويوم ترضى الزعامة الدينية هذا المسلك فلن تكون في الدين في شئ بل انها تتحول الى حركة مخربة هدامة والى حركة مصلحية بحته تهدف الى ارضاء مصالحها الخاصة وشهواتها الذاتية ويحق لنا عند ذلك ان نقول لها لقد تنكبت الطريق وانحرفت عن الهدف.
هذا هو رأيي الذي آمنت به واؤمن به وعهدي الذي عملت وسأعمل عليه ما حييت ولا اظنني اكون قد تنكرت لوضعي الاجتماعي او جافيت التراث الذي انتمي اليه. فلقد كان والدي رحمه الله اول من نادى بهذا واول من دفع ثمنه فلقد حاربه الاستعمار واعتقل وسجن وحددت اقامته حتى توفاه الله. لقد اهدى والدي للخريجين دارهم التي نشأ في اروقتها مؤتمر الخريجين العتيق الذي اضاء الشعلة الوطنية وفيها تكون اول وفد سياسي خرج للعالم يعلن مطالب شعب السودان وانبعثت شرارة الحركة الوطنية التي صنعت السودان الحديث والذي دفعني لاستعراض هذه الحقائق هو انه بمجرد هذا الاهداء تم توجيه والدي لاكبر ابنائه للانضمام الى مؤتمر الخريجين في وقت عنت فيه الرقاب وانحسرت الوجوه امام المستعمر الغاشم وفي كل هذا ما يؤيد رأيي في ان والدي كان يعلق آمالا كبارا على الحركة الوطنية المتمثلة في الحزب الوطني الاتحادي.
أما أنت ايها السيد الرئيس فان كانت المعركة ضد الاستعمار والمستعمرين من اجل حرية البلاد واستقلالها فقد انتصرت على الاستعمار والمستعمرين ونشرت لواء الحرية وجلبت استقلال البلاد اما اذا كانت المعركة من اجل كراسي الحكم فقط بعد ان اتممت الرسالة ولم تترك بقية تعمل ومع غلبك اليوم، ستنتصر غداً بارادة الله وارادة شعبك الذي لم يتخل عنك لحظة والذي جعل لك في سويدا القلوب مكانا ارفع واجل من كراسي الحكم فاذا كانت حكومتك قد اسقطت غيله وغدرا فرب نجاح اشرف منه الفشل ..
سلام الله عليك ..
المخلص / حسين شريف الهندي