متى يمنعها “الملا نصرالله” في “معتقل لبنان”؟
نشرت المعتقلة السياسية الإيرانية “نرجس محمدي” على موقعها في “إنستغرام” رسالة، تظهر فيها النظرة الجنسية الأيديولوجية “المناهضة للمرأة” الموجودة في هيكل السلطة القضائية وفي “نظام الاستبداد الديني” في إيران.
وهنا نص رسالة محمدي:
“اعتبر رئيس السلطة القضائية جهود المرأة لوقف إجبارها على ارتداء الحجاب وحقها في اختيار لباسها، محاولة للترويج للفاحشة. لكنه يجب أن يعلم بأن جهود النساء الإيرانيات الفخورات بأنفسهن، هي نضال حقوقي شجاع ولا يمكن أن يكون فاحشة. هذه حكومة استبدادية كارهة للنساء، وقد قلبت القيم الإنسانية رأسا على عقب.
في مكان ما يدعى “معتقل قرجك”، عانيتُ من السجن. لقد حاولنا منذ شهور التجويز باستخدام ما يسمونه بالعناصر المحظورة. أشياء لا تُعد ولا تُحصى ممنوعة علينا في هذا السجن، والسبب أننا نساء.
في هذا السجن ممنوع علينا أكل الخيار والموز والجزر، لأننا نساء وأشكال هذه الثمار تثير الشهوة الجنسية!
في الأيام الأولى، عندما قالت السلطات في السجن إن هذه الأنواع الثلاثة من الثمار ممنوعة على النساء وأنها لن تجلبها للسجينات تحت أي ظرف من الظروف، حتى للمرضى منهن، لم أكن أعتقد أن الدليل على المنع هو فقط لأننا نساء وأن السبب هو أشكال هذه الثمار. ولم أستطع أن أصدّق أن الخبراء والمسؤولين القضائيين وقوات الأمن في النظام ينظرون إلى النساء بمثل هذا النهج المبتذل، ويضعون قيودا عليهن، ويحرمونهن من بعض الأمور بناء على مثل هذه الضوابط والمعايير. إن جهودنا لوقف ذلك لم تسفر عن نتائج بعد.
إن كراهية النساء وانحطاط المرأة في ظل أيديولوجية النظام الديني الاستبدادي أكثر كارثية من حرمان المرأة من حق اختيار لباسها. فـ”معتقل قرجك” هو انعكاس لإرادة النظام الديني الذي يحرم المرأة حتى من أكل الفاكهة لأنها فقط إمرأة. وتبرير مسؤولي المعتقل لهذا المنع أنهم يسعون لصون حياء المرأة والدفاع عن عفّتها، إذ تقع مسؤولية الحفاظ على عفة المرأة في النظام الديني على الرجل!
في هذا النظام الاستبدادي، صوت المرأة عَورة، وشعر المرأة ممنوع من الظهور، وحتى الفاكهة ممنوعة. لذا لا بد من القول بأن المرأة كلها “ممنوعة”. إذا أرادت المرأة فاكهة ممنوعة في معتقل قرجك، فهي فاسقة ومومسة. إذا طالبت المرأة بحق اختيار لباسها في المجتمع، فهي غير محتشمة. إذا أرادت المرأة حق الطلاق من زوجها، فهو ناشزة. وإذا أرادت السعادة في الحياة، فهي تستحق العقاب.
في مثل هذا السجن وفي ظل هذه الحكومة: أنا، نرجس محمدي، كامرأة، وكأم، أقول بأنني لن أرضخ للحجاب الإجباري وسأقاوم الإكراه، أريد موزا وخيارا وجزرا. فهذا الحرمان أعتبره إهانة للمرأة، وهو نتيجة لهيمنة العقل المريض على شؤوننا. الحرية والمساواة والحياة حق لنا نحن النساء.
حتى لو كان ثمن ذلك هو السجن والموت.